العراق: العثور على امرأة أيزيدية بمخيم الهول بعد 8 سنوات من اختطافها

العراق: العثور على امرأة أيزيدية في مخيم الهول بعد 8 سنوات من اختطافها

13 سبتمبر 2022
ترجح منظمات وجود أكثر من 200 امرأة وطفل من الكرد الأيزيديين في المخيم (Getty)
+ الخط -

كشفت وسائل إعلام عراقية كردية، اليوم الثلاثاء، عن العثور على امرأة من الطائفة الأيزيدية التي تعرضت لسلسلة من الجرائم والانتهاكات على يد مسلحي تنظيم "داعش"، عام 2014، خلال سيطرته على مساحات واسعة من مناطق شمال وغربي البلاد، تضمنت خطف الآلاف من النساء وإعدام المئات من الرجال.

ووفقا لمصادر أمنية، فقد تم العثور على المرأة الأيزيدية في مخيم الهول السوري بعد اختطافها من مسلحي تنظيم "داعش"، خلال العملية الأمنية التي نفذتها وحدات (قسد) بالأيام الماضية، دون أن تذكر المزيد من التفاصيل

ويأتي الإعلان الجديد بعد 3 أيام من الكشف عن العثور على امرأة مختطفة أيزيدية في مخيم الهول أيضا، اختطفت قبل أكثر من 8 سنوات من قبل مسلحي داعش، وتوجد داخل المخيم الذي يضم عشرات الآلاف من العراقيين والسوريين ومن جنسيات أخرى، قسم منهم من أسر أو أقرباء مسلحي "داعش".

قائدي: العدد الكلي للمختطفين على أيدي تنظيم داعش يبلغ نحو 6400 من الأيزيديين، و15 من المسيحيين

وترجح منظمات عراقية معنية بشؤون الانتهاكات الحقوقية أن "هناك أكثر من 200 امرأة وطفل من الكرد الأيزيديين ما زالوا في المخيم، وتجري جهود من منظمات إنسانية في سبيل العثور عليهم وإخراجهم، ومحاولة دمجهم مرة أخرى بالمجتمع".

في السياق، قال عضو البرلمان العراقي، قائمقام مدينة سنجار السابق محما خليل، إن "الجهود التي تبذلها حكومة إقليم كردستان كبيرة في سبيل العثور على مزيدٍ من الأيزيديات المختطفات، وهناك جهود دولية من قبل التحالف الدولي والمنظمات الإنسانية، لكن أحياناً نجد عراقيل في التعاون مع بعض الجهات السورية".

وأضاف خليل، في اتصالٍ مع "العربي الجديد"، أن "هناك عددا غير محدد من الأيزيديات المختطفات، ونعمل على استرجاعهن إلى العراق، ولا سيما أن الغالبية العظمى من المختطفات ضحايا للإرهابيين من داعش، ولا علاقة لهن بأي أعمال إجرامية"، مؤكداً أن "الحكومة العراقية دورها ضعيف في هذا المجال".

وفي وقتٍ سابق، أكد مسؤول ملف متابعة المختطفين الأيزيديين في إقليم كردستان حسين قائدي، لـ"العربي الجديد"، إن "العدد الكلي للمختطفين على أيدي تنظيم داعش يبلغ نحو 6400 من الأيزيديين، و15 من المسيحيين، وتم تحرير 3532 شخصاً، وهم 339 رجلاً و1199 من النساء والأطفال، والعدد الكلي للمفقودين أكثر من 1900 شخص، وما زال العمل متواصلاً لمعرفة مصيرهم".

من جانبه، قال عضو منظمة "تولاي" المهتمة بالمختطفين التركمان والأيزيديين نوري تعلو الشنكالي إن "التعرف إلى النساء الأيزيديات والعثور عليهن بسيط، لكنه يحتاج إلى بسط الأمن في مخيم الهول السوري، لكن القوات المسيطرة على المخيم يبدو أنها تواجه صعوبات، والأصعب هو التعرف والعثور على الأطفال".

وأكمل نوري تعلو الشنكالي، في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "النكبة الأيزيدية والإبادة التي تعرض لها هذا المكون لم تحظ باهتمام من الحكومة العراقية، وللأسف، كان الاهتمام الدولي أكبر"، مبيناً أن "هناك حاجة فعلية من جهاز الأمن القومي العراقي لمساندة فرق البحث عن الأيزيديات ودعمهم بالخبرات والتمويل، إضافة لتقوية التنسيق مع جهاز المخابرات".

وخلال الأشهر الماضية أعلنت السلطات في إقليم كردستان العراق لأكثر من مرة عن أيزيديات يتم العثور عليهن في بلدات ومخيمات ومناطق سورية، وبعد التحقيق مع المختطفات يتم تسليمهن إلى لجنة المخطوفين في "البيت الأيزيدي" لنقلهن وتسليمهن إلى ذويهن في مدينة سنجار العراقية.

ونفّذ تنظيم "داعش"، عقب دخوله محافظة نينوى، شمالي العراق، عام 2014، سلسلة جرائم مروعة تضمّنت عمليات قتل جماعية وخطف للنساء والأطفال، طاولت الآلاف من مكوّنات دينية مختلفة في نينوى، وخلّفت مآسي كبيرة ما زالت آثارها حاضرة لغاية الآن، مع بقاء مصير الآلاف من النساء مجهولاً، بينما تمّ تحرير الكثير منهن عقب هزيمة تنظيم "داعش" وتحرير المدن العراقية.

وصوّت البرلمان العراقي، العام الماضي، بالأغلبية على قانون (الناجيات الأيزيديات)، والذي توسّع في مواده ليشمل الضحايا من المكونين المسيحي والتركماني على يد تنظيم "داعش".

وينصّ القانون على عدد من البنود والمواد القانونية الملزمة للدولة، من أبرزها تأسيس مديرية عامة لرعاية شؤون الناجيات ترتبط بالأمانة العامة لمجلس الوزراء، تتولى مهام تعويض الناجيات مادياً ومعنوياً وتأمين حياة كريمة لهن وإعادة تأهيل البنى التحتية لمناطق الناجيات، إضافة إلى توفير كل الاحتياجات التي تتطلبها عملية إدماجهم بالحياة والمجتمع.

كما أقرّ القانون صرف مرتب شهري لا يقلّ عن ضعف الحد الأدنى للراتب التقاعدي للموظف العراقي، ومنح الناجيات منهن قطعة أرض سكنية أو وحدة سكنية مجاناً بلا مقابل، وعودة الناجية للدراسة مع استثناء شرط العمر والمعدل، وتُعطى الأولوية في التعيين بالوظائف العامة.

وحُدّد تاريخ الثالث من أغسطس/آب من كل عام يوماً وطنياً للتعريف بالجرائم التي تعرّضت لها النساء الأيزيديات وباقي المكوّنات الأخرى في نينوى العراقية.

المساهمون