العراق: تفكيك ألغام في مياه الخليج العربي قبالة سواحل البصرة

العراق: تفكيك ألغام في مياه الخليج العربي قبالة سواحل البصرة

07 سبتمبر 2021
إزالة الألغام من أبرز مشكلات العراق (حيدر حمداني/فرانس برس)
+ الخط -

بدأت شركة محلية وفريق من الغواصين العراقيين أول عملية لإزالة الألغام في مياه الخليج العربي، ضمن متطلبات استكمال مشروع ميناء الفاو الكبير في محافظة البصرة كواجهة تجارية بحرية جديدة في مدينة الفاو.
وقال مسؤول وحدة شؤون الألغام في وزارة البيئة العراقية ظافر محمود إن "عمليات رفع الألغام البحرية تنفذ من قبل شركة عراقية، وبالتعاون مع إحدى الشركات العربية، وفريق من الغواصين العراقيين المدربين على إزالة الألغام، وبدعم الاتحاد الأوروبي. هذه الخطوة تحدث لأول مرة في البلاد، وتستخدم فيها زوارق وأجهزة تكنولوجية لتحديد أماكن الألغام، لأن المنطقة مختلفة عن بقية المناطق  بسبب وجود المياه الثقيلة نتيجة الطين".
وكشف المسؤول العراقي، في إيجاز للصحافيين الثلاثاء، عن وجود "عمليات سابقة لتطهير مناطق الألغام بدعم كبير من قبل دول أجنبية ومنظمات دولية، لكنها توقفت بسبب جائحة كورونا، وحاليا، عادت وزارتا الدفاع والداخلية إلى التعاون مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة لممارسة أعمال التطهير في المناطق الجنوبية التي تعد الأكثر تلوثا، وأيضا في المناطق المحررة من تنظيم داعش".

وتعتبر السواحل العراقية المطلة على مياه الخليج العربي إحدى أبرز مناطق التلوث بالألغام والمقذوفات غير المتفجرة، التي تعود لحقبة الحرب العراقية الإيرانية وحرب الخليج الأولى، وما تلاهما من احتلال العراق عام 2003.
وقال مسؤول بوزارة البيئة العراقية، الأسبوع الماضي، إن نحو 18 ألف شخص سقطوا بين قتيل وجريح بسبب الألغام والمخلفات الحربية في محافظات جنوب العراق خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وإن ضعف المخصصات المالية لإزالة الألغام في محافظات البصرة وميسان وذي قار والمثنى أثر على جهود رفع المخلفات.


وأشار خبير رفع الألغام والمتفجرات في الجيش العراقي سابقا العقيد زيد البدري إلى أن بعض المناطق لا تزال تضم آلاف الألغام والمخلفات الحربية التي لم ترفع، خصوصا تلك الواقعة بالقرب من الحدود مع إيران في المحافظات الجنوبية، موضحا، لـ"العربي الجديد"، أن "التخلص من هذا الخطر يتطلب حملة حقيقية تتم خلالها الاستعانة بضباط وجنود شاركوا في حروب الثمانينيات والتسعينيات لمعرفتهم بتضاريس تلك المناطق".

وكشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، الشهر الماضي، عن مقتل 35 طفلاً عراقياً وإصابة 41 آخرين بتشوّهات نتيجة تعرّضهم لانفجار مخلفات حربية وألغام خلال العام الحالي.
وتشير تقارير إلى أن نحو 1200 كيلومتر مربع من الحدود العراقية الإيرانية تضم عشرات الآلاف من الألغام والقنابل، في حين توجد 90 منطقة في محافظات جنوب العراق ملوثة بإشعاعات مصدرها اليورانيوم الذي استخدمته قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة خلال عام 2003، وهناك أيضاً مخلفات لتنظيم "داعش" في المحافظات التي سيطر عليها في منتصف عام 2014.

المساهمون