الصحة العالمية: عدد المصابين بالخرف يقفز 40% بحلول 2030

الصحة العالمية: عدد المصابين بالخرف يقفز 40% بحلول 2030

02 سبتمبر 2021
أكثر من 55 مليون شخص في العالم مصابون بالخرف (تشين جونكيو/ Getty)
+ الخط -

 

عبّرت منظمة الصحة العالمية عن قلقها من تزايد حالات الخرف على مستوى العالم، محذّرة من أنّ قلّة من الدول تملك خطة للمواجهة في هذا المجال. وأفاد تقرير جديد أصدرته المنظمة بأنّ أكثر من 55 مليون شخص في العالم مصابون بالخرف الذي يعود سببه الأكثر شيوعاً إلى مرض ألزهايمر، متوقّعاً ارتفاع هذا العدد إلى 78 مليوناً (بنسبة نحو 41 في المائة)، بحلول عام 2030، وإلى 139 مليوناً بحلول عام 2050، بفعل شيخوخة السكان.

ومع أنّ الخرف الذي يؤدّي إلى تراجع القدرة على أداء المهام اليومية يصيب في 90 في المئة من الحالات أشخاصاً تتجاوز أعمارهم الخامسة والستين، غير أنّه لا يُعَدّ نتيجة حتمية للشيخوخة، بحسب التقرير نفسه. وهو قد يؤثّر على من تقلّ أعمارهم عن 65 عاماً، وتمثّل الإصابات الذي تتضمّن أعراض الخرف المبكرة نحو عشرة في المائة من إجمالي الحالات. ويؤثّر الخرف على الذاكرة والتوجّه والقدرة على التعلم وعلى اللغة وحسن تقدير الأمور والقدرة على أداء المهام اليومية.

وعلى الرغم من عدم توفّر علاج للخرف، فقد أظهرت دراسات أنّ في الإمكان تفادي نحو 40 في المائة من الحالات أو تأخيرها من خلال ممارسة الرياضة بانتظام والامتناع عن التدخين وتجنّب الاستهلاك المفرط للكحول واتّباع نظام غذائي صحي والحفاظ على وزن مناسب والتحكم بمستويات ضغط الدم والكوليسترول والسكر في الدم. يُذكر أنّ عوامل الخطر تشمل كذلك الاكتئاب وضعف المستوى العلمي والعزلة الاجتماعية والخمول الإدراكي.

وربع بلدان العالم فقط (26 في المائة)، تملك "سياسة أو استراتيجية أو خطة وطنية لدعم الأشخاص المصابين بالخرف وأسرهم"، علماً أنّ نصف تلك البلدان تقع في أوروبا، بحسب ما كشفت الدكتورة كاترين سيهير، من قسم الصحة النفسية والعقلية واستخدام المواد المخدّرة في منظمة الصحة العالمية، في خلال مؤتمر صحافي. وأشارت سيهير إلى أنّ "المدة التي تغطيها خطط كثيرة أوشكت على الانقضاء أو انتهت بالفعل"، حتى في أوروبا، مشددة على "الحاجة إلى عناية أكبر من الحكومات بهدف وضع سياسات لمكافحة الخرف". لكنّ سيهير دعت مع ذلك إلى "التحلي بالواقعية والإقرار بأنّ الخرف يتنافس مع مشكلات أخرى كثيرة في الصحة العامة"، لا سيّما في البلدان النامية.

وقد أكّد التقرير نفسه أنّ وزراء الصحة في العالم كانوا قد اتّفقوا في عام 2015 على خطة عمل عالمية تشمل التشخيص المبكر وتوفير الرعاية، لكنّهم يخفقون في تحقيق الأهداف قبل حلول 2025. وقد حضّت منظمة الصحة العالمية الدول ذات الدخل المنخفض أو المتوسط على إدراج الخرف في سياسات الصحة العامة المتعلقة بالأمراض غير المعدية أو في استراتيجيات السياسات المتعلقة بالشيخوخة. فنحو 60 في المائة من المصابين بالخرف يعيشون في دول منخفضة ومتوسطة الدخل. وقد بيّن التقرير أنّ التقديرات تشير إلى أنّ الكلفة العالمية للخرف ناهزت 1.3 تريليون دولار أميركي في عام 2019، ويُتوقَّع ارتفاع الكلفة إلى 2.8 تريليون دولار في عام 2030.

ويأتي تقرير منظمة الصحة العالمية في الثاني من سبتمبر/ أيلول، في سياق الشهر المخصّص لمرض ألزهايمر، علماً أنّ اليوم العالمي الخاص به يحلّ في الواحد والعشرين من هذا الشهر. وقد حدّثت المنظمة، بالتزامن مع إصدارها التقرير، بياناتها على موقعها الإلكتروني الرسمي، اليوم الخميس. وشرحت أنّ الخرف متلازمة تتّسم بحصول تدهور في الذاكرة والتفكير والسلوك والقدرة على الاضطلاع بالأنشطة اليومية، لافتة إلى أنّه على الرغم من أنّه يصيب المسنّين بالدرجة الأولى، فإنّه لا يُعَدّ جزءاً طبيعياً من الشيخوخة. أضافت أنّ مرض ألزهايمر هو من أكثر أسباب الخرف شيوعاً ومن المحتمل أنّه يساهم في حدوث ما بين 60 و70 في المائة من الحالات. ولفتت إلى أنّ الخرف من أبرز الأسباب التي تؤدّي إلى إصابة المسنّين بالعجز وفقدانهم استقلاليتهم في كلّ أنحاء العالم، مؤكدة أنّه يخلّف آثاراً جسدية ونفسية واجتماعية واقتصادية على الأشخاص الذين يهتمون برعاية المرضى وعلى أسر هؤلاء المرضى والمجتمع ككلّ.

(العربي الجديد، فرانس برس، رويترز)

المساهمون