مواظبة كبار السنّ على الحركة تقيهم الخرف

مواظبة كبار السنّ على الحركة تقيهم الخرف

08 فبراير 2019
تصرّان على المشي في لندن (ريتشارد بييكر/ Getty)
+ الخط -
توصّلت دراسة حديثة إلى أنّ المتقدّمين في السنّ الذين يواظبون على الحركة، حتى من خلال الأعمال المنزلية، قد يحافظون أكثر على قدراتهم الدماغية من أقرانهم الخاملين. وربطت كذلك ما بين المهارات الحركية بذاكرة أكثر حدّة ومهارات فكرية.

شملت الدراسة التي أعدّها باحثون من جامعة "راش" الأميركية في شيكاغو 454 شخصاً من كبار السنّ وأخضعتهم إلى سلسلة اختبارات جسدية وعقلية سنويّة على مدى 20 عاماً. وقد وافق 191 من المشاركين في الدراسة الذين يعانون من الخرف على التبرع بأدمغتهم لإجراء الأبحاث عليها عند وفاتهم، وهو ما حدث في المتوسّط عند بلوغهم 91 عاماً. وقبل نحو عامَين من وفاتهم، زُوّد كلّ واحد من هؤلاء بجهاز ثبّت في معاصمهم لقياس نشاطهم البدني اليومي، من قبيل المشي في أرجاء المنزل وكذلك التمارين الرياضية المحتملة.

وجد الباحثون أنّ متوسط الحركة اليومي لدى الأشخاص غير المصابين بالخرف يبلغ 180 ألف حركة في اليوم الواحد، بالمقارنة مع 130 ألفاً لدى المصابين بالخرف. ووفقاً لنتائجهم، في الإمكان ربط مستويات أعلى من النشاط بوظيفة دماغ أسلم، حتى لو كان الشخص يعاني من علامات الخرف. وقال مؤلف الدراسة آرون إس بوشمان إنّ "التمارين البدنية وسيلة غير مكلفة لتحسين الصحة، وتبيّن دراستنا أنّه قد يكون لها تأثير وقائي على المخّ"، لكنّه شدّد على أنّ "دراستنا لا تُظهر السبب والنتيجة. بالتالي، من الممكن كذلك أن يفقد الناس نشاطهم البدني عندما تتراجع قدرات الذاكرة والمهارات الفكرية لديهم".




في سياق متصل، يخبر دايفيد "العربي الجديد" أنّه "بعد وفاة والدتي التي كانت مصابة بمرض ألزهايمر، شعر والدي بوحدة قاتلة، فحاولت وإخوتي التفكير في وسيلة لملء الفراغ الذي خلّفه غيابها. في البداية، رحنا نتناوب على البقاء معه في المنزل، لكنّه يقيم بعيداً عن أماكن سكننا ولكلّ واحد منّا مسؤولياته. ثمّ فكّرنا في تشجيعه على العودة إلى لعب الغولف الذي كان يعشقه، لكنّه رفض قائلاً إنّه بات عاجزاً عن الوقوف أو المشي لفترات طويلة. لكنّه فاجأنا في أحد الأيام عندما أبلغنا بأنّه يشارك في نشاطات يومية مع أشخاص في الثمانينيات من العمر مثله، بعدما نصحه الطبيب بذلك". يضيف دايفيد أنّ "هذه النشاطات الخاصة بهؤلاء تنظّم مرّتَين في الأسبوع، ويبدو أنّها تدخل البهجة إلى قلب والدي الذي راح يتحدث عن أصدقاء جدد وعن استمتاعه بالحركات البدنية البسيطة التي يمارسونها". ويشدّد دايفيد على أنّ "ذلك خطوة مهمّة ليس فقط للحفاظ على نشاط الدماغ بل لإيجاد أمكنة يجتمع فيها المتقدّمون في السنّ لتبادل الأحاديث فيتخلصون من الوحدة".

المساهمون