الصحة العالمية: أوميكرون ينتشر على نحو أسرع واللقاحات أقل فاعلية

الصحة العالمية: أوميكرون ينتشر على نحو أسرع واللقاحات أقل فاعلية

12 ديسمبر 2021
لا بدّ من أخذ الحيطة مع انتشار أوميكرون السريع (حسن إيسن/الأناضول)
+ الخط -

 

ما زالت الأبحاث جارية للتعرّف بشكل أفضل إلى متحوّر أوميكرون من فيروس كورونا. وبحسب ما كُشف أخيراً، من المرجّح أن ينتشر هذا المتحوّر بطريقة أسرع من انتشار متحوّر دلتا، وإن كانت أعراضه أقلّ حدّة إلا أنّه يجعل اللقاحات المضادة لكوفيد-19 أقلّ فعالية. هذا ما أفادت به منظمة الصحة العالمية، اليوم الأحد، لافتة إلى أنّ معطياتها ما زالت غير مكتملة.

وأكّدت المنظمة الأممية أنّ المتحوّر الأحدث من متحوّرات فيروس كورونا رُصد حتى الآن في 63 دولة، وهو ما تؤكّده تصريحات مسؤوليها أخيراً. وذكرت أنّ أوميكرون الذي رُصد للمرّة الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بجنوب أفريقيا، ينتشر بحسب ما يبدو أسرع من متحوّر دلتا الذي رُصد للمرّة الأولى في إبريل/نيسان الماضي بالهند، مع العلم أنّ متحوّر دلتا مسؤول اليوم عن معظم الإصابات بكوفيد-19 في العالم. يُذكر أنّ سرعة الانتشار هذه لم تُرصَد في جنوب أفريقيا فحسب، بل في المملكة المتحدة أيضاً، حيث يسيطر متحوّر دلتا.

وليس بإمكان منظمة الصحة العالمية حتى الآن، بسبب نقص البيانات الكافية، معرفة ما إذا كان معدّل التفشّي المرتفع لدى السكان ذوي المناعة العالية يعود إلى حقيقة أنّ أوميكرون "يفلت من المناعة، أو أنّه يستغلّ قابلية الانتقال العالية الكامنة، أو أنّ في الأمر مزيجاً من الاثنين". وتوقّعت المنظمة أن "يتفوّق أوميكرون على دلتا في الأماكن حيث يُسجَّل انتقال مجتمعي". لكنّ البيانات ما زالت غير كافية لتحديد درجة حدّة المرض الذي يسبّبه هذا المتحوّر، على الرغم من أنّ الأعراض في الوقت الحالي تبدو "خفيفة إلى معتدلة" في كلّ من جنوب إفريقيا وأوروبا.

فعالية محدودة للقاحات

وفي حين تكثر التساؤلات حول فاعلية اللقاحات المضادة لكوفيد-19 في التصدّي لمتحوّر أوميكرون، تشير البيانات المحدودة المتاحة وكذلك البصمة الجينيّة لمتحوّر أوميكرون إلى "انخفاض في الفعالية" في ما يخصّ الحماية من "الإصابة والعدوى".

يُذكر أنّ مطوّرَيّ لقاح "فايزر-بيونتيك" أحد أكثر اللقاحات المضادة لكوفيد-19 فعالية حتى الآن، كانا قد أكّدا قبل أيام أنّ لقاحهما ما زال "فعّالًا" على متحوّر أوميكرون بعد ثلاث جرعات.

وتشجّع البلدان القادرة على تحمّل تكاليف اللقاحات مواطنيها وسكانها على تلقّي جرعة تعزيزية، كما هي الحال خصوصاً في أوروبا التي تواجه موجة جديدة من الإصابات الناجمة عن متحوّرة دلتا، بعدما خفّفت مبكراً القيود الصحية، إلى جانب انخفاض معدّلات التحصين.

نصف مليار شخص في فقر مدقع

كشفت منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، اليوم الأحد، أنّ أكثر من نصف مليار شخص على مستوى العالم وقعوا في فقر مدقع في العام الماضي بعدما تكبّدوا تكاليف الرعاية الصحية على حسابهم خلال ذروة جائحة كورونا.

وجاء في بيان مشترك أنّ الجائحة أدّت إلى تعطيل الخدمات الصحية على مستوى العالم وتسبّبت بأسوأ أزمة اقتصادية منذ ثلاثينيات القرن الماضي، الأمر الذي جعل تحمّل تكاليف الرعاية الصحية صعباً بالنسبة إلى الأفراد.

وشدّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس على أنّه "يتوجّب على كلّ الحكومات أن تستأنف وتُسرّع فوراً الجهود لضمان حصول كلّ فرد من مواطنيها على الخدمات الصحية من دون خوف من العواقب المالية".

وحثّ غيبريسوس الحكومات على زيادة تركيزها على أنظمة الرعاية الصحية، والبقاء على المسار الصحيح نحو التغطية الصحية الشاملة التي تعرّفها المنظمة بحصول كلّ فرد على ما يحتاجه من خدمات صحية من دون مواجهة ضائقة مالية.

من جهته، قال المدير العالمي للصحة والتغذية والسكان في البنك الدولي خوان بابلو أوريبي إنّه "في ظلّ محدودية الأموال... سوف يتعيّن على الحكومات اتّخاذ خيارات صعبة لحماية وزيادة الميزانيات الصحية".

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون