الشهيد الفلسطيني شادي سليم... ضحّى بنفسه ليروي عطش بلدته بيتا

الشهيد الفلسطيني شادي سليم... ضحّى بنفسه ليروي عطش بلدته بيتا

رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
28 يوليو 2021
+ الخط -

لم يهدأ بال الشاب الفلسطيني شادي عمر لطفي سليم (41 عاماً)، من بلدة بيتا، جنوبي نابلس، شمالي الضفة الغربية، الليلة الماضية، وهو يعمل في مجال تمديدات شبكات المياه (مواسرجي)، حين رأى ضخّ المياه لبلدته قد قلّ. ذهب شادي إلى مكان الموزّع الرئيس للشبكة كي يفحص الخلل، لكن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت الرصاص الحيّ بكثافة عليه واستشهد على الفور.

شادي (41 عاماً)، الشاب المحب لبلدته، والذي كان يعمل في بلدية بيتا في قسم المياه رغم انتقاله لمكان عمل آخر، بقي مستشاراً فنياً لبلدية بيتا وبلدية حوارة المجاورة في مجال شبكات المياه، وهو كان يشرف على خطوط توزيع الشبكة للبلدتين، حيث يضطر الفلسطينيون لشراء المياه من شركة "ميكروت" الإسرائيلية، كون الاحتلال يسيطر على المياه الفلسطينية، وفق ما أكّده عضو بلدية بيتا عبد المنعم عيسى، لـ"العربي الجديد".

وبحسب عيسى، فإنّ الشهيد شادي سليم ذهب لفحص مشكلة نقص المياه وانخفاض ضخها، الليلة الماضية، لأنه كان يريد أن يروي عطش الأهالي ومعرفة سبب نقص المياه، لكن جنود الاحتلال أعدموه برصاصهم وأطلقوا عليه 12 رصاصة، بحسب شهود عيان.

قوات الاحتلال نقلت جثمان الشهيد بواسطة سيارة إسعاف إسرائيلية، ولا تزال تحتجز جثمانه، والأهالي يحاولون من خلال الارتباط الفلسطيني والصليب الأحمر الدولي الإفراج عن جثمانه وتسليمه، لكن لا توجد أي ردود من قبل الاحتلال حتى الآن، بحسب عبد المنعم عيسى.

صباح الأربعاء، كان أمين سر حركة "فتح" في بلدة حوارة عواد نجم يوثّق بعدسة هاتفه النقال ما جرى، في تفنيد لما ادّعاه الاحتلال بأنّ الشهيد كان يحمل جسماً صلباً بيديه، وأنه كان ينوي دخول البؤرة الاستيطانية "إفيتار" التي أقامها مستوطنون على جبل صبيح في بيتا، والتي تبعد نحو 7 كيلومترات عن مكان استشهاد الشاب شادي. وهو استشهد على بعد 10 أمتار فقط من الشارع الرئيس بين بلدتي حوارة وبيتا، وفق ما أكده نجم في حديث لـ"العربي الجديد".

وفي الفيديو الذي صوّره نجم، يظهر وجود عدّة لصيانة شبكات المياه، وعلبة سجائر، ودم الشهيد على التراب والصخور، بجانب شبكة المياه التي تغذي بيتا وحوارة، وسيارته التي ركنها بجانب الشارع. لكن نجم يؤكد أنّ جيش الاحتلال اقتحم مكان استشهاد شادي بعد تصوير الفيديو، وصادر مقتنيات الشهيد، لكن آثار الدماء ما زالت موجودة.

وبعد الإعلان عن استشهاد سليم، الليلة الماضية، تجددت المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، بعد مواجهات أخرى شهدها محيط جبل صبيح رفضاً لإقامة بؤرة استيطانية على قمته، ما أوقع 106 إصابات، وفق مصادر طبية.

ويواصل الأهالي منذ نحو 3 أشهر فعالياتهم الرافضة لإقامة البؤرة الاستيطانية وللمطالبة بإزالتها عن قمة الجبل، استُشهد خلالها ستة شبان من بيتا وقرية يتما المجاورة. ونفذ الأهالي فعاليات متنوعة لا تزال متواصلة، منها فعاليات "الإرباك الليلي" التي استلهموها من أهالي قطاع غزة.

ويحاول الاحتلال قمع الفعاليات الشعبية في جبل صبيح والضغط على أهالي بيتا عبر عدة طرق، بحسب عضو بلدية بيتا عبد المنعم عيسى، الذي أكّد لـ"العربي الجديد"، أنّ تخفيض كميات المياه المخصّصة لأهالي بيتا، والبالغة 1350 كوب ماء يومياً، خُفضت إلى 350 كوباً أخيراً بعد الفعاليات الشعبية، هو أحد وسائل ضغط الاحتلال على الأهالي لثنيهم عن مقاومتهم الشعبية الرافضة للبؤرة الاستيطانية.

وبحسب عيسى، فإنّ كمية المياه التي تصل إلى الأهالي من الشركة الإسرائيلية هي ناقصة أصلاً. ويحتاج الأهالي إلى نحو 3 آلاف كوب يومياً، في بلدة يبلغ عدد سكانها 16 ألف نسمة، وهي بحاجة إلى كميات مضاعفة من المياه، تزيد عن تلك التي يسمح بها الاحتلال.

ذات صلة

الصورة
هاريس رئيس وزراء أيرلندا الجديد (فرانس برس)

سياسة

حذّرت وزارة الخارجية الإسرائيلية رئيس الوزراء الأيرلندي من خطر الوقوف "على الجانب الخاطئ من التاريخ"، وهاجمته خصوصاً لأنّه لم يذكر في خطابه الرهائن في غزّة.
الصورة

سياسة

وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إفادات وصفها بالصادمة عن سلسلة جرائم مروعة وفظائع ارتكبها جيش الاحتلال خلال عمليته المستمرة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
الصورة
إطلاق نار (إكس)

سياسة

شددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، إجراءاتها العسكرية في بلدات عدّة غربي رام الله، وسط الضفة الغربية، بعد عملية إطلاق نار قرب طريق استيطاني.
الصورة

سياسة

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الخميس، بأن بريطانيا اشترطت على إسرائيل السماح بزيارة دبلوماسيين أو ممثلين عن منظمة الصليب الأحمر عناصر النخبة من حماس المعتقلين.

المساهمون