تدهورت الثلاثاء الحالة الصحية للأسير الفلسطيني جيفارا النمورة (27 عاماً) من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، الموجود حالياً في زنازين سجن عسقلان الإسرائيلي، وهو يواصل إضرابه لليوم الـ13 على التوالي، احتجاجاً على مواصلة اعتقاله الإداري.
وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية أن تراجعاً كبيراً طرأ على صحة الأسير النمورة، حيث يعاني من آلام في الرأس، وهزال في الجسم، ويشعر بالقشعريرة في بعض الأحيان، ويعاني أيضاً من فتاق، وطلب نقله إلى المستشفى للعلاج منه، علماً أنه فقد من وزنه ما يقارب سبعة كيلوغرامات حتى اليوم.
وتحدث الأسير النمورة لمحامي الهيئة، الذي زاره ظهر الثلاثاء، عن ظروف اعتقاله، حيث وصف الوضع في الزنزانة التي يوجد فيها بـ"السيّئ"، وأن مساحتها صغيرة جداً وأشبه بالمرحاض، وخالية من أية أغراض أو ممتلكات شخصية، سوى الملابس التي يرتديها.
يذكر أن الأسير النمورة معتقل إدارياً منذ عشرة أشهر، حيث صدر بحقه في المرة الأولى أمر اعتقال إداري مدته ستة أشهر، وجُدد لمدة أربعة أشهر خُفّضت إلى ثلاثة، وفي اليوم الذي كان من المقرر أن يُفرَج عنه، جُدِّد اعتقاله الإداري، ما دفعه إلى خوض هذه المعركة والتصميم على مواصلتها برفقة 14 أسيراً معتقلين بفعل هذه السياسة.
من جانب آخر، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأن محكمة سالم العسكرية الإسرائيلية مددت، اليوم الثلاثاء، توقيف الأسير عبد الله أبو بكر، الذي يمرّ بوضع صحي صعب بعد إطلاق النار عليه من قبل جنود الاحتلال، وإصابته بعدة رصاصات.
وأوضحت الهيئة أن قرار المحكمة تضمن قرار تمديد التوقيف لمدة ثمانية أيام، علماً أنه موجود حالياً في مستشفى الخضيرة الإسرائيلي، مقيد الأطراف، وخضع لعدة عمليات جراحية، ولا يزال في غرفة العناية المكثفة، ووضعه خطير جداً.
وحمّلت الهيئة حكومة الاحتلال الإسرائيلية وإدارة سجونه المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير المصاب أبو بكر، مطالبة بإنهاء اعتقاله فوراً، وتقديم العلاج المناسب له، وإزالة القيود من قدميه وذراعيه، التي تتنافى مع الأعراف الدولية كافة.
على صعيد منفصل، أفاد نادي الأسير الفلسطيني في بيان صحافي، الثلاثاء، بأنّ قوات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال (درور، المتسادا، اليمّاز) اقتحمت فجراً القسم الوحيد الذي يقبع فيه الأسرى في سجن "عسقلان"، وعددهم (37) أسيراً، ونكّلت بالأسرى، ودمرت مقتنياتهم، واعتدت على أحد الأسرى في غرفة رقم (5) بعد مواجهة جرت بين الأسرى والقوات، حيث استمرت عملية الاقتحام والتفتيش لمدة سبع ساعات متتالية، قُيِّد خلالها الأسرى كافة، وأُخرِجوا إلى ساحة الفورة، بعد تفتيشهم.
نادي الأسير: وحدات القمع "المتسادا ودرور واليماز" تقتحم القسم الوحيد الذي يقبع فيه الأسرى في سجن "عسقلان" وعددهم (37) أسيرًا.
— شبكة قدس | الأسرى (@asranews) July 27, 2021
" صور أرشيفيه "#فلسطين pic.twitter.com/curZfWA1Tf
ولفت نادي الأسير إلى أنّ غالبية الأسرى القابعين في سجن "عسقلان" هم من الأسرى المرضى، ومنهم من يُعاني أمراضاً مزمنة وخطيرة، وفي ضوء ذلك أرجع الأسرى وجبات الطعام.
من جانب آخر، أكّد نادي الأسير أن الأسير محمد نوارة من رام الله، شرع في إضراب عن الطعام منذ ثلاثة أيام، رفضاً لعزله الانفرادي في ظروف قاسية ومأساوية في زنازين سجن "عسقلان"، علماً أنه معتقل منذ عام 2001، وهو محكوم بالسّجن مدى الحياة، وحينما اعتُقل كان قاصراً.
وحمّل نادي الأسير إدارة سجون الاحتلال كامل المسؤولية عن الأسرى في سجن "عسقلان"، لافتاً إلى أنّ إدارة سجون الاحتلال تواصل تصعيدها عبر عمليات الاقتحام والتفتيش، التي تحاول من خلالها فرض المزيد من السيطرة والرقابة على الأسرى، وسلب أي حالة "استقرار".