الحكومة تتعهد بتنفيذ مقترح السيسي تنظيم هجرة المصريين إلى الخارج
قالت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج سها جندي، إن الوزارة تعمل على تنفيذ مقترح الرئيس عبد الفتاح السيسي تنظيم الهجرة إلى بعض الدول، عبر المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة"، في إطار برنامج يستهدف "تدريب المصريين على أعلى المستويات، وتأهيلهم للعمل في السوق الأوروبية والغربية".
وأضافت جندي في تصريحات متلفزة، أمس الأربعاء، أن "البداية كانت مع المركز المصري الألماني، الهادف إلى تدريب العمال والمهنيين والفنيين المصريين في جميع التخصصات، وتأهيلهم لاحتياجات المجتمع الألماني، مستطردة بأن الوزارة حريصة على مكافحة الهجرة غير الشرعية، وخلق بدائل لتوظيف وتدريب المصريين الذين يلجؤون إلى (مراكب الموت) في البحر المتوسط، وذلك تحقيقاً لحلمهم بالعمل في دول أوروبا".
وأوضحت أن مصر تسعى لتطبيق "برامج مماثلة مع دول أوروبية أخرى باعتبارها تخدم الطرفين، وتسد فجوة العمل في أوروبا عن طريق الشباب المصريين"، متابعة أن تلك البرامج "تحقق حلم المصريين في امتلاك وظيفة متميزة، والعمل في البلدان الأوروبية بعقد رسمي، وتمتعهم بكل المميزات التي يتمتع بها المواطن الأوروبي".
وأفادت جندي بأن مبادرة "مراكب النجاة" تتضمن "مكونين أساسيين، الأول هو التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، والتعريف بالبدائل الإيجابية الآمنة، والثاني يتمثل في التدريب الحرفي والسلامة المهنية على تخصصات مثل أعمال الكهرباء، والنجارة، والسباكة، والدهانات".
وكان السيسي قد قال، خلال فعاليات مؤتمر السكان والصحة الذي تستضيفه القاهرة حالياً، إن "بلاده لديها فرصة كبيرة في تنظيم الهجرة الشرعية إلى الدول الأوروبية التي تعاني نقصاً في أعداد المواليد، لأنها طاقة عمل ستحقق عوائد للاقتصاد في هذه البلدان"، مضيفاً أن "الهجرة الشرعية هي الحل لمواجهة نقص العمالة في أي دولة، وسيكون ذلك بالتنسيق والتفاهم بين الدول وبعضها، وتقديم العمالة لها لمدد محددة سلفاً".
وحمل السيسي الزيادة السكانية المسؤولية في تردي الأوضاع الاقتصادية في مصر، بقوله "إنه ضد الحرية المطلقة في الإنجاب، لأن هذه الحرية قد تمثل كارثة للبلد والمجتمع كله". وشدد على "أهمية عدم تجاوز عدد المواليد في البلاد 400 ألف مولود سنوياً، بسبب العجز الذي تواجهه في الموارد".
وفجرت تصريحات السيسي عن السكان والهجرة حالة من الجدل بين المصريين، إذ عبر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي عن استغرابهم لسردية هذه التصريحات، واستمرار الرئيس الحالي في الحديث عن زيادة السكان. ورأوا تناقضاً بين مبررات السيسي وتدهور مستوى المعيشة بفعل سياساته الاقتصادية، وزيادة حجم الديون الخارجية للبلاد.
يُذكر أن الأمم المتحدة طالبت بتحقيقات سريعة، وتدابير عاجلة وحاسمة، لتجنب مآسٍ جديدة على غرار غرق قارب محمل بالمهاجرين قبالة اليونان، وهو الحادث الذي أودى بحياة بمئات الأشخاص في يونيو/حزيران الماضي.
وكان المركب الغارق على بعد 50 ميلاً بحرياً من سواحل اليونان، على متنه أكثر من 700 شخص بينهم 100 طفل من جنسيات مختلفة، معظمهم سوريون ومصريون وفلسطينيون قدموا من مدينة طبرق الليبية. وبدأ المركب رحلته من مصر، ثم توقف في طبرق لأخذ المزيد من الأشخاص، قبل أن يبحر محاولاً الوصول إلى إيطاليا، لكنه أخطأ الطريق، ووصل قريباً من سواحل اليونان.
