الحرائق تواصل التهام الغابات وتشريد الأهالي في اليونان وروسيا

الحرائق تواصل التهام الغابات وتشريد الأهالي في اليونان وروسيا

09 اغسطس 2021
أحد الأهالي يحاول إطفاء حريق في قرية بيكي بجزيرة إيفيا اليونانية (Getty)
+ الخط -

تستمر حرائق الغابات بالانتشار بالرغم من الجهود الجبارة التي تبذلها الدول في مواجهتها، ومع ارتفاع درجات الحرارة والجفاف بالإضافة للرياح أصبحت مهمة التصدي لهذه الحرائق أكثر صعوبة.

تحطم طائرة يونانية
تحطمت طائرة يونانية أثناء مشاركتها بإطفاء الحرائق التي تنتشر في عدة مناطق باليونان، ويسعى مئات عناصر الإطفاء اليونانيين للسيطرة على الحرائق في جزيرة إيفيا والتي أتت على مساحات شاسعة من غابات الصنوبر، ودمّرت منازل وأجبرت سياحاً وسكاناً على الفرار. 

وتحطمت طائرة قاذفة للمياه، بعد ظهر الأحد، خلال إخماد الحرائق في جزيرة زانتي اليونانية ولم يصب قائدها بأذى، وفق ما أفادت اجهزة الإطفاء اليونانية، وكانت الطائرة من طراز "بيتزيتيل" تعمل على إخماد حريق محدود في الجزيرة الواقعة في البحر الايوني، غرب اليونان القارية، حين تحطمت لسبب غير معروف، بحسب المصدر نفسه.

وقال نائب وزير الحماية المدنية، نيكوس هاردالياس، "أمامنا ليلة أخرى صعبة"، وأضاف: "لدينا في إيفيا جبهتان رئيسيتان، واحدة في الشمال وأخرى في الجنوب، والحريق في الشمال تدفعه الرياح إلى قرى شاطئية"، وأوضح هاردالياس أن 17 طائرة إطفاء تكافح النيران في إيفيا، بحسب فرانس برس.

وتقع إيفيا في شمال شرق العاصمة أثينا، وإلى الجنوب الغربي منطقة بيلوبونيزي حيث قال هاردالياس إن الوضع مستقر، موضحاً أن الحرائق المندلعة في إحدى الضواحي الشمالية لأثينا انحسرت، وأضاف: "الوضع في أتيكا (التي تضم أثينا) أفضل، لكننا نخشى اشتعال الحرائق مجدداً".

أسوأ موجة حر

وتواجه اليونان وتركيا حرائق مدمّرة منذ نحو أسبوعين فيما تشهد المنطقة أسوأ موجة حر منذ عقود، وأشار مسؤولون وخبراء إلى وجود رابط بين أحداث غير مألوفة كهذه والتغير المناخي.

وأدت الحرائق حتى الآن إلى مقتل شخصين في اليونان وثمانية في تركيا المجاورة فيما نقل عشرات إلى المستشفيات، وبينما خففت الأمطار من حدة الحرائق في تركيا، خلال عطلة نهاية الأسبوع، لا تزال اليونان تعاني في ظل درجات حرارة مرتفعة للغاية.

حرائق في سيبيريا

وفي روسيا بدأت السلطات إخلاء قريتين في منطقة شاسعة من سيبيريا، حيث اندلع 155 حريق غابات، الأحد، وتعرضت عشرات القرى في جمهورية ساخا-ياقوتيا، شمال شرقي سيبيريا، إلى خطر الحرائق، وفقاً لفريق العمل الإقليمي المعني بمواجهة حالات الطوارئ، بحسب أسوشييتد برس.

وقامت السلطات المحلية بنقل سكان قريتي، كالفيتسا وخاريالاخ، إلى مناطق مأهولة أخرى، حيث يعمل 3600 شخص على احتواء حوالي نصف الحرائق، وقال مسؤولون محليون إن النيران دمرت 31 منزلاً وثمانية مبان في قرية أخرى، هي بياس كويل، وتم إجلاء نحو 400 من السكان، السبت، كما أمر حاكم ياقوتيا، أيسين نيكولاييف، المسؤولين بإزالة الغابات من المناطق المحيطة بالقرى المهددة.

وكانت روسيا سجلت ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة في السنوات الأخيرة، اعتبره العديد من العلماء نتيجة لتغير المناخ، وتسبب الطقس الحار إلى جانب إهمال قواعد السلامة من الحرائق في نشوب عدد متزايد من الحرائق.

كما ألقى الخبراء باللوم في تدهور الوضع على قرار صدر عام 2007 بحل شبكة طيران اتحادية مكلفة باكتشاف الحرائق ومكافحتها، وتحويل أصولها إلى السلطات الإقليمية، وأدت هذه الخطوة، التي تعرضت لانتقادات شديدة، إلى التراجع السريع للقوة، حيث تزيد الغابات، التي تغطي مساحات شاسعة من روسيا، من صعوبة اكتشاف الحرائق الجديدة.

أزمة مناخية وإهمال حكومي

وبسبب الأزمة المناخية ارتفع متوسّط الحرارة السنوي في سيبيريا التي تعدّ من الأبرد في العالم بواقع 3 درجات مئوية، في حين أن حرارة الكوكب برمّته ازدادت درجة واحدة، وقد شهد هذا الصيف عدّة أيام بلغت فيها الحرارة مستويات قياسية بحدود 39 درجة مئوية، بحسب فرانس برس.

ومن الصعب نسب كلّ حريق إلى تداعيات التغير المناخي، غير أن ارتفاع الحرارة وازدياد موجات الجفاف يجعلان الحرائق أكثر تواتراً وشدّة، بحسب الخبراء، وقضت النيران على 1.5 مليون هكتار في الغابة هذا الصيف، الذي يعدّ الأكثر جفافاً في ياقوتيا منذ 150 عاماً، بحسب السلطات المحلية.

ويقول ألكسندر إيساييف الخبير المعني بشؤون ياقوتيا في الأكاديمية الروسية للعلوم إن "الحرائق الحالية تحطّم أرقاما قياسية على أكثر من صعيد"، وفي سيبيريا، اضطرت السلطات إلى الاستعانة بخبراء في الجيش لاستمطار الغيوم.

أما في ياقوتيا، التي يقطنها أقلّ من مليون نسمة، فهذه المهام بجزئها الأكبر هي ملقاة على عاتق عناصر إطفاء منهكين ومتطوّعين غير مزوّدين بكلّ ما يلزم، ويكشف نيكيتا أندرييف الذي يترأس الوحدة المخصصة لياقوتيا أنه يتقاضى مبلغاً زهيداً جدّا يوازي 6 روبلات (0,82 دولار) من الميزانية الفدرالية لكلّ هكتار من الأرض.

من ثمّ، لا يتمّ إخماد عشرات الحرائق التي تندلع في مواقع بعيدة عن المناطق المأهولة، ويقول أندرييف: "ليس لدينا ما يكفي من القوى العاملة أو المعدّات اللازمة لإخماد الحرائق، ومن الضروري تخصيص مزيد من التمويل" لهذا الغرض.

وبحسب وكالة الغابات الروسية، أتت الحرائق على أكثر من 11.5 مليون هكتار منذ مطلع العام، في مقابل 8.9 ملايين كمعدّل سنوي مسجّل منذ مطلع الألفية الثالثة.

المساهمون