حرائق الغابات تدمر بلدة في كاليفورنيا وتهدد مواقع أثرية في اليونان

حرائق الغابات تدمر بلدة في كاليفورنيا وتهدد مواقع أثرية في اليونان وتركيا تسيطر على 180 حريقاً

05 اغسطس 2021
حرائق الغابات تهدد منطقة أولمبيا الأثرية في غرب اليونان (Getty)
+ الخط -

مع استمرار موجة الحر الشديدة تواصل حرائق الغابات الاندلاع في عدة أماكن بالعالم، مسببة الكثير من الدمار ومهددة القرى والمدن القريبة من الغابات، حيث تعمد فرق الإطفاء والدفاع المدني إلى إخلائها من قاطنيها، مع ما يعنيه ذلك من خسارتهم لبيوتهم ومقتنياتهم عدا عن تهديد بعض الأماكن والأبنية الأثرية. 

الحرائق تدمر بلدة أميركية

ونبدأ من الولايات المتحدة حيث دمر أكبر حريق يجتاح ولاية كاليفورنيا بلدة صغيرة، شمال شرق الولاية، ما أدى إلى إذابة أعمدة الإنارة وتدمير مبان تاريخية، بعد ساعات من إصدار أوامر للسكان بإخلاء المنطقة، بحسب فرانس برس.

ولفّت ألسنة اللهب غرينفيل، وهي مجتمع محلي في إنديان فالي تضم بضع مئات من الأشخاص ويعود تاريخها إلى منتصف القرن التاسع عشر، وكتب مصور حرائق الغابات، ستيوارت بالي، على تويتر مرفقاً تغريدته بصور للدمار: "أود أن أقول إن معظم وسط مدينة غرينفيل دمر بالكامل".

واندلع حريق "ديكسي فاير" في غابات شمال كاليفورنيا في منتصف يوليو/تموز الماضي، نتيجة أزمة مناخية تسببت بموجة حر شديدة وبجفاف ينذر بالخطر، وقال ميتش ماتلو، الناطق باسم هيئة الإطفاء في كاليفورنيا، لصحافيين: "فعلنا كل ما في وسعنا، في بعض الأحيان، لا يكون ذلك كافياً".

وأظهرت صور التقطها مصور وكالة فرانس برس أن حرارة النيران تسببت في انحناء أعمدة الإنارة في الشوارع ولم يتبق سوى عدد قليل من المباني، ووصل الحريق إلى البلدة قرابة الساعة 14,00 الأربعاء (23,00 ت غ) وفقاً لجايك كاغل، رئيس قسم عمليات فريق إدارة الحوادث، وأوضح أن عناصر الإطفاء يواجهون صعوبات مع الأشخاص الذين يرفضون الإخلاء، ما اضطرهم إلى تحويل الوقت والموارد لإنقاذ السكان.

وبحلول أواخر تموز/يوليو، ارتفع عدد الفدانات المحترقة في كاليفورنيا أكثر من 250% مقارنة بالعام 2020، الذي اعتبر أسوأ عام بالنسبة إلى حرائق الغابات في تاريخ الولاية الحديث، وأثار حريق "ديكسي فاير" ذكريات مؤلمة خلفها حريق "بارادايس فاير" وهو الحريق الأكثر دموية في تاريخ كاليفورنيا الحديث.

اليونان.. أوليمبيا الأثرية تحت تهديد الحرائق
وإلى اليونان حيث يواصل عناصر فرق الإطفاء، الخميس، التصدي لحريقين ضخمين في غرب البلاد وشرقها، في أوليمبيا وجزيرة إيفيا، حيث أتت ألسنة اللهب على غابات الصنوبر.

في كوركولوي، إحدى قرى إيفيا الـ15 التي تم إخلاؤها احترازياً، غطى دخان أصفر كثيف قمة الجبل، فيما واصلت الطائرات والمروحيات القاذفة للماء بلا كلل معركتها ضد الحريق، بحسب مراسلين في وكالة فرانس برس.

وتجتاح اليونان منذ أسبوع، عشرات الحرائق بتأثير "أسوأ موجة قيظ" منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وفقاً لرئيس وزرائها كيرياكوس ميتسوتاكيس، مع درجات حرارة تتأرجح بين 40 و45 درجة مئوية، وقال نائب وزير الحماية المدنية اليوناني نيكوس هاردالياس مساء الأربعاء "نحن نبذل جهوداً جبارة على جبهات عدة".

ويواصل رجال الإطفاء مكافحة الحريق الذي اندلع الثلاثاء عند مداخل أثينا، ودمّر قرابة 1250 هكتاراً من غابات الصنوبر، وتسبب تجدده المثير للقلق في إخلاء قريتين، وفقاً لتلفزيون "إي آر تي" العام، وكما حصل الثلاثاء، انتشرت سحب من الدخان الكثيف في العاصمة بعد ظهر الخميس حيث تدهورت نوعية الهواء بشدة، وفقاً للمرصد الوطني في أثينا.

وفتح المدعي العام الخميس تحقيقاً أولياً لمعرفة سبب اندلاع هذا الحريق عند سفح جبل بارنيس، خصوصاً بعد نشر شهادات تؤكد أن الحريق بدأ جراء انفجار مصنع تابع لشركة الكهرباء الوطنية.

حماية أوليمبيا
كذلك، أرسلت العديد من الفرق إلى منطقة قرب قرية أوليمبيا القديمة، بهدف حماية الموقع الأثري حيث أقيمت الألعاب الأولمبية الأولى في العصور القديمة، في غرب شبه جزيرة بيلوبونيز.

وبعد إحراق نحو عشرين منزلاً "تتجه النيران الآن نحو منطقة لالا" وهي منطقة غابات جبلية تقع في شمال شرق الموقع القديم، كما قال المحافظ نيكتاريوس فارماكيس صباح الخميس، في مقابلة مع وكالة الأنباء اليونانية (انا)، وشدد رئيس الوزراء الخميس على "ضرورة إجراء دراسات في أسرع وقت ممكن لتجنب حدوث كوارث جديدة".

وتم إخلاء قرية أوليمبيا القديمة التي عادة ما تكون مزدحمة بالسياح في هذا الوقت من العام، بالإضافة إلى ست مدن أخرى مجاورة أخليت من سكانها في اليوم السابق، وأعلنت خدمات الإطفاء أن أكثر من 170 من عناصرها، بمساندة حوالى خمسين آلية وست مروحيات وطائرات قاذفة للماء، كانوا يكافحون ألسنة النيران صباح الخميس.

حريق خارج عن السيطرة في إيفيا
كذلك، انتشرت قوة مماثلة في جزيرة أيفيا، الواقعة على مسافة 200 كيلومتر شرق أثينا، التي كانت مسرحاً لحريق شديد وخارج عن السيطرة أتى على منطقة جبلية مليئة بالأشجار، جفت بفعل الحرارة، ومن أجل مكافحة النيران، كان من المقرر أن يصل حوالى 500 إطفائي تؤازرهم 40 طائرة ومروحية قاذفة للماء، وفقاً لقائد القوات المسلحة كونستانتينوس فلوروس.

وبعد قبرص والسويد، أعلن الأمن المدني الفرنسي مغادرة 40 من عمال الإنقاذ والإطفائيين بالإضافة إلى ثمانية أطنان من المعدات، ومن المقرر أن تصل مساء الخميس إلى أيفيا.

وقد أتت النيران على مئات المنازل في الجزيرة بالإضافة إلى أكثر من 25 ألف هكتار من غابات الصنوبر، وقال يانيس تسابورنيوتيس رئيس بلدية مانتودي، وهي قرية في إيفيا، إن النيران الشديدة تتطور على أربع جبهات، تتحرّك إحداها بشكل لا يمكن السيطرة عليه غرب دير القديس داوود، الذي تم إجلاء الرهبان منه بالقوة الأربعاء.

واشتدت الرياح صباح الخميس، بينما كانت المروحيات تكافح للتحليق فوق مناطق الحرائق، نظراً للرؤية المحدودة جراء الدخان الكثيف، وفقاً لوكالة الأنباء اليونانية.

وقال عناصر الإطفاء صباح الخميس إنهم استجابوا لـ 92 حريق غابات خلال الـ24 ساعة الماضية، من إجمالي 118 أحصاها مساء الأربعاء نائب وزير الحماية المدنية، نيكوس هاردالياس.

وصرح وزير الحماية المدنية ميخاليس خريسوخيدس لمحطة "إي آر تي" الخميس: "سنقاتل على كل الجبهات طوال اليوم. الظروف صعبة وغير عادية"، واندلع حريق آخر في ميسينيا، جنوب بيلوبونيز، حيث تم إخلاء ست بلدات كإجراء احترازي، بحسب فرق الإطفاء.
تركيا.. السيطرة على 180 حريقاً

وفي تركيا أعلن وزير الزراعة والغابات، بكر باكدميرلي، الخميس، السيطرة على 180 حريقاً في 38 ولاية خلال الأيام التسعة الأخيرة، بحسب وكالة الأناضول، وقال باكدميرلي، في تغريدة، إن جهود السيطرة على 12 حريقاً في غابات 5 ولايات ما زالت مستمرة، وأرفق الوزير التغريدة برسم توضيحي (إنفوغرافيك) يتضمن معلومات عن الحرائق المستمرة في الولايات الخمس، وهي أنطاليا وأيدن ودنيزلي وإسبارطة وموغلا.

وطاولت حرائق الغابات عدة ولايات جنوب وجنوب غربي تركيا، ضمنها أنطاليا وأضنة وموغلا ومرسين وعثمانية، وقد أعلنها الرئيس رجب طيب أردوغان بوقت سابق "مناطق منكوبة"، وبلغت حصيلة ضحايا تلك الحرائق 6 وفيات وعشرات الإصابات، فيما تمكنت السلطات المعنية من إخماد معظمها.

المساهمون