الحافلات الأميركية لسيناء "تنتظر الصدأ"

الحافلات الأميركية لسيناء "تنتظر الصدأ"

11 فبراير 2022
الحافلات ضرورية لتحسين النقل في سيناء (فرانس برس)
+ الخط -

قبل أربعة أشهر، تسلمت محافظة شمال سيناء شرقي مصر منحة أميركية شملت 20 حافلة بهدف استخدامها لنقل طلاب ومدرسين ومواطنين من المناطق النائية في المحافظة، لكن لم يجر تشغيلها رغم الحاجة الملحة لها في حركة النقل، في ظل البنية التحتية السيئة وضعف وسائل المواصلات في المحافظة كلها، لا سيما في مناطق وسط سيناء، ما طرح علامات استفهام حول أسباب عدم تشغيلها، رغم جهوزيتها، وفتح الباب واسعاً أمام تساؤلات كثيرة حول المنحة وتفاصيلها.  
في 5 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، أعلن محافظ شمال سيناء، اللواء محمد عبد الفضيل شوشة، أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية قدمت 20 حافلة للمحافظة، من أجل تشغيلها في منطقة وسط سيناء. وتحدث عن وضع إجراءات خاصة لاستخدام المدرسين والطلاب والمواطنين هذه الحافلات، تشمل ركوب الطلاب مجاناً، وخفض تعرفة ركوب المدرسين بنسبة 50 في المائة عن تلك الرسمية، و40 في المائة للمواطنين. كما أعلن إنشاء كيان خاص بتشغيل الحافلات يتخذ من مدينة الحسنة مقراً، وتعيين مدير تنفيذي له، وتزويده مجموعة سائقين وفنيين لصيانة الميكانيك والكهرباء، إلى جانب إداريين وعاملين في التحصيل. 
وحدد شوشة خطوط سير الحافلات بأنها تشمل مناطق "الحسنة – القسيمة، والحسنة - الجفجافة، والعريش - الحسنة، والحسنة - العريش، والعريش - نخل، ونخل - العريش، والعريش - أم شيحان، والعريش - الشيخ زويد، والعريش - الروضة، والروضة - العريش".  
وأشار ممثل المكتب الاستشاري للوكالة الأميركية للتنمية الدولية إلى أن "الوكالة قدمت 20 حافلة جديدة محلية الصنع قيمتها 1.8 مليون دولار لمحافظة شمال سيناء، لضمان وصول أفراد المجتمع الذين يسكنون في وسط سيناء إلى أماكن العمل والتجارة ومنشآت التعليم ومراكز الخدمات الحكومية". وتابع: "ستدعم الحافلات أكثر من 6.400 طالب وطالبة في أنحاء محافظة شمال سيناء، كي تسمح للشباب وتحديداً الفتيات بمواصلة تعليمهم الثانوي. كما ستستخدم لنقل السكان الذين يعيشون في وسط سيناء بسهولة أكبر إلى المدن الساحلية الكبيرة، حيث تتوافر فرص للعمل والتجارة والخدمات الحكومية".  

ويوضح مصدر حكومي لـ"العربي الجديد" أن "محافظ شمال سيناء لم يعطِ تعليمات لتشغيل الحافلات، من دون أن أي مبرر لهذا التصرف حتى اللحظة، رغم وجود مكان تجمع للحافلات في نقاط التحرك، وكذلك سائقين وفنيين. وهذا الأمر يتكرر في حالات التعامل مع المنح التي تقدم للمحافظة بين حين وآخر، إذ تبقى لأشهر أو حتى سنوات في المخازن والمواقف، مع ملاحظة عدم مراقبة عمليات تسلم المنح الخارجية أو تلك المقدمة من الحكومة، بتأثير الوضع الأمني الصعب الذي تشهده سيناء منذ سنوات طويلة، وعدم اهتمام المواطنين بمتابعة تفاصيل عمل المحافظة، حتى في الخدمات التي يفترض أن تقدمها لهم".  
ويتابع المصدر: "طالب البعض خلال الأسابيع الأخيرة التي ترافقت مع أزمة مواصلات حادة في محافظة شمال سيناء، لا سيما مناطق الوسط والشمال، بضرورة تشغيل الحافلات في أقرب وقت لتسهيل حركة المواطنين والطلاب والمدرسين، وأصحاب الحاجات الذين يضطرون إلى التنقل بين الوسط والشمال. وأعتقد أنه في حال استمر ضغط المواطنين على المحافظة، ستضطر الإدارة إلى تشغيلها، وتوفير كل الإمكانات اللازمة لذلك، تمهيداً لإنهاء معاناة مئات من المواطنين في أكثر من عشرة مراكز في وسط سيناء".  

الصورة
حافلات المنحة الأميركية (فيسبوك)
حافلات المنحة الأميركية (فيسبوك)

ويخبر أحد مديري التعليم وسط سيناء "العربي الجديد" أن "الطلاب والمدرسين في وسط سيناء وكليات وجامعات العريش فرحوا كثيراً بالمنحة الأميركية، باعتبارها تحل مشكلة المواصلات المزمنة وسط عدم اهتمام المؤسسات الحكومية بمعاناة أهل الوسط في التنقل. وقد انتظرت الأسرة التعليمية أربعة أشهر بدء تشغيل الحافلات على الطرقات، لكن ذلك لم يحصل حتى الآن، رغم الاحتفال الكبير الذي أقيم لدى تسلم الحافلات، والتصريحات الإعلامية التي أدلى بها المسؤولون في محافظة شمال سيناء حينها، ووعدهم الطلاب والمدرسين والمواطنين بأن المرحلة المقبلة ستكون مريحة لهم في التنقل من وإلى مدارسهم وكلياتهم ومصالحهم". 

أما المدير السابق في وزارة الثقافة بشمال سيناء جمال قويدر فكتب على "فيسبوك": "أعطيت محافظة شمال سيناء قبل فترة منحة أميركية شملت عدداً من الحافلات لتسييرها في مناطق محرومة فعلاً من هذه الخدمة. وجرى تحديد مسارات هذه الحافلات، فتأملنا خيراً بإمكان إنهاء بعض معاناة المواطن، وتوفير فرص عمل لشبان يواجهون البطالة وتأثيراتها السلبية الكبيرة على حياتهم ومستقبلهم، وكذلك بفرص قطع الطريق على جشع بعض السائقين في المحافظة الذين يستغلون الطلاب والأهالي، لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن بسبب البيروقراطية التي لا تزال متفشية في حياتنا وأعمالنا. وهكذا ظلت هذه الحافلات حبيسة الكراجات التابعة للمحافظة تنتظر الصدأ قبل طرحها في مزادات الخردة. ونسأل متى سيفرج عن هذه الحافلات كي تعمل ونستفيد منها".

المساهمون