دماء الحوادث المرورية في سيناء لا تلفت اهتمام المسؤولين

دماء الحوادث المرورية في سيناء لا تلفت اهتمام المسؤولين

14 يناير 2022
أسباب كثيرة تؤدي إلى حوادث الطرق (Getty)
+ الخط -

شهدت محافظتا شمال وجنوب سيناء، شرقي مصر، عدداً من الحوادث المرورية التي أدّت إلى مقتل وإصابة عشرات المواطنين خلال الأيام القليلة الماضية، لم تشهد مثلها منذ سنوات طويلة، إلا أنها لم تحرّك المسؤولين للبحث عن مسبباتها والعمل على حلّها، رغم الشكاوى المتكررة من المواطنين، عن سوء الطرق في سيناء، نتيجة الوضع الأمني شمال سيناء والأحوال الجوية وما يتبعها من سيول وأمطار شديدة في جنوب سيناء، ما أدى لاستمرار وقوع الخسائر البشرية حتى يومنا هذا. 
وعمّ الحزن محافظات سيناء خلال الأيام الماضية على رحيل 17 مواطناً في حادث الحافلة "الأوتبيس" على طريق الطور بجنوب سيناء، ومقتل شاب من سكان الشيخ زويد بحادث سير على طريق العريش ومصرع شاب آخر وإصابة زوجته بجروح خطيرة على طريق القنطرة - العريش، كل ذلك حصل في غضون 24 ساعة فقط، ما أحدث صدمة لدى المواطنين حتى بات الكثيرون يخشون التحرك على طرق سيناء في ظل وضعها الحالي، وسوء الأحوال الجوية وما يرفقها من شبورة مائية (ضباب) تحول دون الرؤية، في ظل غياب الطرق المعبدة جيداً، والمضاءة بالشكل المطلوب كبقية محافظات مصر. 
وفي التعقيب على ذلك، يقول فارس زعرب الذي يعمل سائقاً على طريق العريش - القاهرة لـ"العربي الجديد" إنّ راكبي الطريق بين القنطرة والعريش يرون الموت بأعينهم في ظل الحفر التي تنتشر على الطريق والتحويلات التي فرضتها الظروف الأمنية في المحافظة، وكذلك عدم توفر الإضاءة اللازمة على غالبية مناطق الطريق، فلا يعقل أن يترك طريق رئيسي ودولي في المحافظة في هذا الوضع، برغم الهدوء الأمني السائد منذ سنوات، إلا أن المحافظة لم تحرك ساكناً في اتجاه إنهاء هذه المعاناة التي راح ضحيتها عشرات المواطنين، عدا عن الخسائر المادية التي لا حصر لها، إذ إن أضرار الطريق تؤدي إلى أعطال دائمة في المركبات دون أي تعويض من أحد. 
ويضيف السائق بوصف راكب الطريق بين شرق القناة وغربها كالحامل روحه على كفه، خصوصاً ليلاً، فهو يعيش قلقاً بالغاً على نفسه وعلى من يركب برفقته، وكذلك على سيارته التي لا بد أن تتضرر بشكل أسبوعي على الأقل، مشيراً إلى أن السائقين وجهوا شكاوى رسمية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك احتج المواطنون العاديون على سوء وضع الطرق دون جدوى أو استجابة من المسؤولين طيلة السنوات الماضية، إذ باتت هناك مبادرات فردية ومن جمعيات أهلية لتركيب إشارات تحذير على الطريق من الحفر والتحويلات، على الرغم من أن ذلك من صلب عمل المؤسسات الحكومية. 

وأشار إلى هذا الإهمال المستمر بحق طرق سيناء، حتى إن الجديدة منها جرفت أجزاء منها السيول والأمطار، وتركت بلا صيانة لفترة، لولا الصور التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لما تم التحرك في اتجاه إصلاحها، وذلك كله يتزامن مع شدة التعامل من قبل وحدات المرور العاملة على الطرق، في ملاحقة السائقين وكتابة مخالفات مالية بحقهم، في حال وجود أقل خطأ، وهذا لا يتناسب مع الإهمال الحاصل، فكما يجب على السائق أن يلتزم بحقوق الدولة، على الأخيرة أن تلتزم بحقوق السائقين في تحسين وضع الطرق، وعدم انتظار المزيد من المجازر المروعة والدموية على الطريق من أجل حل الأزمة القائمة. 
يذكر أن قوات الجيش خرّبت مساحات واسعة من الطرق في شمال سيناء خلال مواجهتها مع تنظيم ولاية سيناء الموالي لتنظيم "داعش" الإرهابي خلال السنوات الماضية، وكذلك هجمات التنظيم وزرعه العبوات الناسفة على الطرق أدت لإتلاف مساحات أخرى، فيما دفع المواطن المصري فاتورة هذا الخراب الذي لا يزال شاهداً على المأساة التي عاشتها المنطقة منذ عام 2013، وحتى يومنا هذا، والتي طاولت كافة مناحي الحياة الأساسية.

المساهمون