الجوع يطوّق السوريين في جميع المناطق

الجوع يطوّق السوريين في جميع المناطق

08 أكتوبر 2021
توفير الطعام اليومي بات أبرز أزمات السوريين (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

تتوالى التحذيرات الأممية من تداعيات أزمة جوع تعصف بغالبية السكان على امتداد جغرافيا سورية، ولا ينجو منها كثيرون رغم التباين الكبير بين طبيعة المناطق، وقدرات القوى التي تسيطر على كل منطقة.

في مدينة اللاذقية الخاضعة لسيطرة النظام، بات البحث عن الطعام في حاويات القمامة مألوفاً، وتشاهد نساء مسنات باستمرار وهن يحاولن العثور على بقايا الطعام في تلك الحاويات، أو جمع مخلفات الأسواق الشعبية.

ويؤكد الناشط حسام الجبلاوي لـ"العربي الجديد"، أنّ الأمر "تحوّل إلى ظاهرة في المدينة التي سحق الغلاء فقراءها، في ظل فقدان نحو 80% من السكان للأمن الغذائي".

وأوضح جبلاوي أنّ "غالبية العوائل تعتمد في الوقت الحالي على الوجبات التي يمكن الحصول عليها من دون الاكتراث للقيمة الغذائية أو نوعية الطعام، والسواد الأعظم من العوائل غير قادر على  شراء اللحوم، أو حتى الأسماك رغم كون اللاذقية مدينة ساحلية، وينبغي أن يكون السمك فيها متاحاً".

في مناطق شمالي شرق سورية التي تسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، لا يبدو وضع السكان مختلفاً.

تقول الخمسينية خولة أم عيسى، من مدينة القامشلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المأكولات اليومية باتت مكررة، وأفراد العائلة مجبرون على تناول البرغل أو المعكرونة في معظم الأيام، وحرمنا الغلاء من تحضير (مونة) العام الحالي، أما شراء الفواكه فبات مقتصراً على المناسبات، والخضروات ليس من السهل توفيرها بشكل يومي".

أما في مخيمات إدلب الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة، والتي يحظى قسم منها بدعم من برنامج الأغذية العالمي، فتم تخفيض قيمة السلة الغذائية للمرة الثالثة، مما تسبب في مشكلات عدة للسكان، وبات ينذر بأزمة جوع حقيقية وفق تقارير لجهات إنسانية في المنطقة، كون سكان المخيمات يستطيعون بالكاد توفير حاجتهم من الأغذية.

ويتركز الجوع في المدن والمخيمات بشكل رئيسي، وتتراجع تأثيراته قليلاً في المناطق الريفية التي يعتمد سكانها على الزراعة.

وتوقعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، في تقرير، قبل يومين، ارتفاع معدل انعدام الأمن الغذائي في سورية مع انخفاض إنتاج القمح.

ويعاني نحو 60% من سكان سورية من انعدام الأمن الغذائي، بناء على تقييمات برنامج الأغذية العالمي. وهناك 12.4 مليون سوري لا يجدون كفايتهم من الغذاء. 

المساهمون