الجامعة العبرية تطلب من الأستاذة نادرة شلهوب الاستقالة بسبب غزة

الجامعة العبرية تطلب من الأستاذة نادرة شلهوب الاستقالة بسبب غزة

30 أكتوبر 2023
تظاهرة سابقة للطلاب في الجامعة العبرية (أرشيف/العربي الجديد)
+ الخط -

أرسل عميد الجامعة العبرية في القدس المحتلة رسالة شديدة اللهجة إلى المحاضرة الأستاذة نادرة شلهوب كيفوركيان، أمس الأحد، مقترحا عليها الاستقالة من منصبها إثر توقيعها على عريضة ضد العدوان على غزة.

وجاء في جزء من رسالة الجامعة: "قرأنا وصدمنا وخذلنا عميقا من العريضة العامة التي وقعت عليها، وفيها أن إسرائيل تقوم بإبادة شعب غزة، كما زعمتِ بذات العريضة أن إسرائيل تحتل فلسطين منذ 75 عاما، أو في كلمات أخرى منذ حرب الاستقلال".

واستنكرت الرسالة توقيع كيفوركيان على العريضة قائلة: "توقعين على عريضة كهذه وتذكرين منصبك ووظيفتك في الجامعة العبرية"، واختتمت الرسالة بـ" نحن نأسف ونخجل لأن طاقم الجامعة العبرية لديه محاضرين مثلك".

وفي حديث مع المحامي علاء محاجنة الموكل عن كيفوركيان قال لـ"العربي الجديد": "أرسلت الجامعة العبرية، أمس، رسالة موقعة من رئيس وعميد الجامعة العبرية يطالبان فيها كيفوركيان بأن تترك وظيفتها من الجامعة".

وأوضح محاجنة سبب رسالة الجامعة قائلا: "جاء ذلك إثر توقيع كيفوركيان على عريضة ضمن أكثر من مائة محاضر وأكاديمي بكل جامعات العالم. تدعو لوقف العدوان على غزة لما فيه من انتهاكات لحقوق الأطفال"، مشيرا إلى أن جميع الموقعين على العريضة هم باحثون في مواضيع حقوق الطفل ودراسات الطفولة.

وأضاف محاجنة: "هناك انتهاك صارخ لحقوق الطفل في غزة، وما يتعرضون له يسمى إبادة شعب"، مشيرا إلى أن العريضة دعت إلى ضرورة حرص الأطراف على المحافظة على حقوق الأطفال وعدم انتهاكها في مثل هذه الظروف.

وأكد محاجنة أن الهدف من رسالة الجامعة دعوة كيفوركيان إلى التفكير بالاستقالة من المؤسسة التي تعمل فيها منذ عام 1997، مضيفا:" بما أنه لا توجد إجراءات قانونية، فقراءتنا لرسالة الجامعة بأنها دعوة إلى التحريض ضد الأستاذة".

وبعد ساعات قليلة من نشر رسالة الجامعة، بدأت حملة همجية ضد الأستاذة كيفوركيان، ووصلت إليها المئات من الرسائل التي تحمل تهديدا لحياتها وشتائم.

ووصف محاجنة أن الرسالة، بفحواها، عبارة عن كم أفواه وتتعارض مع المعنى الأساسي البسيط للحياة الأكاديمية، وهي تمكين الرأي الآخر والنقيض مقابل الرأي المؤسساتي، وخاصة في مواضيع خلافية مثل مواضيع الحرب.

وأشار إلى أن الرسالة، أيضاً، تعارض الحرية الأكاديمية وحرية التعبير عن الرأي، بالإضافة إلى كونها لم ترسل مباشرة إلى الأستاذة كيفوركيان، بل جرى توزيعها ضمن قائمة نشر تضم المئات من الموظفين والأكاديميين في الجامعة العبرية. الأمر الذي أدى لتسريبها للإعلام.

ويرى محاجنة أن هدف الرسالة هو التحريض وقال:" هذه أول مرة يحدث بتاريخ الأكاديميا الإسرائيلية أن الجامعة بشكل فعلي تشارك في حملة تحريض ضد محاضرة اسمها يسبقها في العالم"، موضحا أن كيفوركيان "شاركت في أكثر من 130 عملاً أكاديمياً بين كتاب ومقالة، وهي متخصصة في مجال الأطفال والطفولة ودراسات إبادة الشعوب، وتوقيعها على العريضة جاء في مجال تخصصها".

وأضاف أن العريضة شملت بشكل واضح وقف انتهاكات حقوق الأطفال في كل مكان ومن كل الأطراف، موضحا: "العريضة ليست بمعزل عن رأي كيفوركيان الشخصي وتخصصها الأكاديمي، فهي لم تعزل رأيها الشخصي عن الأكاديميين، حتى الآراء التي عبرت عنها العريضة تمثل أغلبية بالنسبة لما جاء فيها".

المساهمون