الأمم المتحدة تحضّ على دعم المهجّرين خلال المنتدى العالمي للاجئين

الأمم المتحدة تحضّ على دعم المهجّرين خلال المنتدى العالمي للاجئين

12 ديسمبر 2023
أكد غراندي أن حرب غزة التي أجبرت الملايين على النزوح ستطرح في المنتدى (فرانس برس)
+ الخط -

تسعى الأمم المتحدة إلى تحشيد دول العالم في سبيل دعم المهجّرين، وذلك خلال قمة المنتدى العالمي للاجئين التي تنعقد غداً الأربعاء، بهدف إظهار أن "التغيير ممكن" في ظل ارتفاع أعداد النازحين من منازلهم حول العالم.

وستعقد الأمم المتحدة المنتدى العالمي للاجئين في جنيف بمشاركة آلاف الشخصيات بمن فيهم رؤساء حكومات ودول سعيا للتوصل إلى استجابات ملموسة لعمليات النزوح القياسية.

تجاوز عدد النازحين حول العالم 114 مليون شخص بحلول أواخر سبتمبر/أيلول، وهو عدد قياسي.

وفي ظل حرب غزة وغيرها التي تجبر أعداداً كبيرة من الناس على الفرار من منازلهم، ارتفع هذا العدد أكثر. أكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أن الحرب المدمّرة في غزة ستُطرح خلال المنتدى.

تجاوز عدد النازحين حول العالم 114 مليون شخص بحلول أواخر سبتمبر/أيلول، وهو عدد قياسي

أدت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة إلى نزوح 1,9 مليون من سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.

موجة هجرة إقليمية للفلسطينيين

وقال غراندي، في مقابلة الأسبوع الماضي: "آمل ألا تكون هناك موجة هجرة إقليمية للفلسطينيين" مشيراً إلى أن "من المهم للغاية التعامل مع الأزمة الإنسانية لمنع هجرة من شأنها أن تكون كارثية حقاً".

لكن بينما ستجرى مناقشة الحرب الإسرائيلية على غزة خلال المنتدى، أشار إلى أن النسخة الثانية من حدث من المقرر أن ينعقد كل أربع سنوات ستركّز خصوصا على ازدياد حالات النزوح حول العالم.

وانطلاقاً من الحرب الروسية على أوكرانيا وصولاً إلى الحرب الأهلية الدائرة في السودان والأزمة الإنسانية في أفغانستان، أدت النزاعات والأزمات إلى موجات تهجير قياسية حتى قبل اندلاع حرب غزة.

ومن بين النازحين البالغ عددهم 114 مليوناً، هرب حوالى 36,5 مليون شخص عبر الحدود ويعيشون كطالبي لجوء ولاجئين، بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، في عدد تضاعف خلال السنوات السبع الماضية.

كانت تركيا وإيران الدولتبن اللتين استضافتا أكبر عدد من المهاجرين بحلول منتصف العام 2023 مع 3,4 ملايين لكل منهما، تليهما ألمانيا وكولومبيا اللتان تستضيف كل منهما 2,5 مليون شخص.

يتعيّن على قادة العام خلال المنتدى وضع سياسة بعيدة الأمد وترتيبات عملية لمشاركة العبء والمسؤولية، بما في ذلك تقديم الدعم المالي والتقني، بحسب المفوضية.

تشارك خمسة بلدان في عقد مؤتمر هذا العام هي كولومبيا وفرنسا واليابان والأردن وأوغندا.

الأمم المتحدة: المنتدى فرصة للتغيير

يتوقع أن يشارك 4200 شخص في المنتدى بينهم أكثر من 300 لاجئ رغم أن المفوضية لم تكشف الكثير من المعلومات عن كبار الشخصيات المشاركة.

وذكرت أن الحدث سيكون فرصة "لإظهار أن التغيير ممكن وأن هناك طريقا من اليأس إلى الأمل ومن الأمل إلى التحرّك".

وقال غراندي "بلغ التحرّك البشري اليوم مستويات عالية جدا"، داعيا القادة والسياسيين للامتناع عن الخطابات الشعبوية والمناهضة للهجرة والسعي بدلا من ذلك لحلول إيجابية.

وأضاف: "القول مثلاً بأن نبني جداراً وندفعهم للتراجع لا يحل المشكلة... سيواصل الناس القدوم".

كما ندد غراندي بما وصفه "تلاعباً سياسياً" من قبل المسؤولين في أوروبا، خصوصاً أولئك الساعين لتحسين شعبيتهم عبر مهاجمة المهاجرين. وأفاد: "يتلاعبون ويخلقون حالة من الخوف وأجواء معادية لكسب الأصوات".

قال غراندي إن أوروبا لطالما كانت قدوة في الطريقة التي تقدّم من خلالها الحماية للاجئين، مشيراً إلى أنه يأمل في أن تبقى نموذجاً يحتذى به. وحذّر من أن النماذج الرديئة من أوروبا يمكن أن تتبعها "دول تستضيف أعداداً أكبر بكثير من اللاجئين، وهو أمر سيكون كارثياً حقاً".

انتقد غراندي مراراً مساعي بريطانيا لإرسال المهاجرين إلى رواندا محذّراً من أنّ "التخلي عن مسؤولية تولي عملية اتّخاذ القرار بشأن اللجوء هو أمر يتعارض مع الاتفاقية المتعلقة باللاجئين".

أعلنت الحكومة البريطانية عن مشروع قانون جديد الأسبوع الماضي بعدما قرر قضاة المحكمة العليا في نوفمبر/تشرين الثاني بأن خطة الترحيل مخالفة للقانون، قائلين إن رواندا ليست دولة آمنة.

(فرانس برس)

المساهمون