الأسير المريض بالسرطان ناصر أبو حميد: أودّع شعباً عظيماً

الأسير المريض بالسرطان ناصر أبو حميد: أودّع شعباً عظيماً لألتحق بشهداء فلسطين

15 سبتمبر 2022
من الوقفات التضامنية مع الأسير المريض ناصر (مؤمن فايز/Getty)
+ الخط -

أكد الأسير الفلسطيني المريض بالسرطان ناصر أبو حميد (50 عامًا)، من مخيم الأمعري جنوب مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، اليوم الخميس، أنه يُودّع شعباً عظيماً، لكي يلتحق بقوافل شهداء فلسطين.

وقال أبو حميد، في رسالته التي نشرها نادي الأسير بعد ظهر اليوم، عقب زيارة عائلته له اليوم، في سجن "الرملة"، والتي استمرت 40 دقيقة، "أنا أودّع شعباً بطلاً عظيماً حتى ألتحق بقافلة شهداء فلسطين، وجزء كبير منهم هم رفاق دربي، وأنا سعيد بلقائهم".

وخاطب ناصر عائلته: "أنا مؤمن بقضاء الله وقدره، ومؤمن بالطريق الذي اخترته، وعزائي الأكبر وأنا أتابع الوقفات الجماهيرية من أبناء شعبي المقاوم ضد الاحتلال الظالم".

وأضاف "أنا ذاهب إلى نهاية الطريق، ولكن مُطمئن وواثق بأنني أولاً فلسطيني وأنا أفتخر، تاركًا خلفي شعبا عظيما لن ينسى قضيتي وقضية الأسرى، وأنحني إجلالا وإكبارا لكل أبناء شعبنا الفلسطيني الصابر، وتعجز الكلمات عن كم يحمل هذا المشهد من مواساة، وأنا (مش زعلان) من نهاية الطريق".

من جهته، قال ناجي أبو حميد، شقيق ناصر، وفق ما نشر نادي الأسير، "نحن كعائلة كنا متفقين على مواساته، لكن ناصر رفض ذلك وهو من واسانا، وبقيت الابتسامة على وجهه، كما عوّدنا دائماً، في البداية قبّل رأس أمي، ورغم حالته الصحية وقف على قدميه من أجلها".

وألغت اللجنة الإسرائيلية المختصة بالنظر في قضية الإفراج المبكر عن أبو حميد، الموعد الذي كان مقررا للنظر في قضيته، في الـ18 من سبتمبر/أيلول الجاري، بعد اعتراضٍ قدمته عائلات جنود الاحتلال الذين قتلوا في عمليات المقاومة التي نفّذها وشارك فيها الأسير أبو حميد، وطلبت من الأطراف (المحامي وعائلات جنود الاحتلال) الاتفاق على موعد آخر.

وكان محامي الأسير ناصر تقدم مؤخراً بطلبٍ لتقديم موعد الجلسة التي كان من المقرر أن تُعقد في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وذلك استناداً إلى التقرير الطبي النهائي الذي صدر عن مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي، والذي أوصى فيه الأطباء بالإفراج عنه في أيامه الأخيرة، والتأكيد على انتهاء محاولات علاجه.

وفي وقت سابق، رفض الأسير ناصر أبو حميد مقترحا تقدم به محاميه، تمثل في طلب "العفو" من رئيس دولة الاحتلال، في مقابل إطلاق عائلة أبو حميد نداء الخميس الماضي، بعد تطور لافت في ملفه الطبي، بعد أن أجريت له فحوصات طبية الأربعاء الماضي، وصور طبقية لجميع أنحاء جسده، مشيرة إلى أن أطباء الاحتلال الذين عرض عليهم ناصر بشكل متأخر قالوا في توصياتهم "يجب فحص إمكانية إطلاق سراحه في أيامه الأخيرة"، فيما أكد نادي الأسير أن ناصر "يحتضر".

وأمضى أبو حميد في سجون الاحتلال أكثر من 30 عاما، وتعرّض للاعتقال منذ أن كان طفلًا، كما أصيب بعدة إصابات بليغة، وتعرّض للمطاردة والملاحقة، إضافة إلى سنوات أسره. واعتقل مجددا إبان انتفاضة الأقصى عام 2002، وحكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد 7 مرات و50 عاما، كما أن للأسير أربعة أشقاء آخرين يقضون أحكاما بالسجن المؤبد، وهم: محمد، ونصر، وشريف، وإسلام، وله شقيق شهيد وهو عبد المنعم أبو حميد.

وتحتجز قوات الاحتلال الأسير أبو حميد حاليا في عيادة "سجن الرملة" إلى جانب الأسرى المرضى، ويرافقه شقيقه الأسير محمد، كما أن أشقاءه الأسرى: "نصر، وشريف، وإسلام توجهوا بطلب إلى إدارة السجون للسماح لهم بزيارة شقيقهم ناصر في سجن "الرملة"، لكن إدارة سجون الاحتلال تماطل في ذلك.

وعلى مدار سنوات، تعرّض الأسير أبو حميد لجريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، وبدا وضعه الصحي في تراجع واضح في شهر أغسطس/آب من العام الماضي، وفي حينه تم الكشف المتأخر عن إصابته بسرطان في الرئة جرّاء مماطلة إدارة السجون في إجراء فحوص طبية له، إلى أن وصل حاليا لمرحلة صحية حرجة.

المساهمون