اكتشاف "سلالة جديدة بتحور مزدوج" من كورونا في الهند

اكتشاف "سلالة جديدة بتحور مزدوج" من فيروس كورونا بمناطق متفرقة في الهند

25 مارس 2021
ليس متوقعاً أن تكون "السلالة الهندية المزدوجة" الجديدة أكثر فتكاً (ناصر كشرو/Getty)
+ الخط -

كشفت وزارة الصحة الهندية، وجود سلالة جديدة بـ "تحوّر مزدوج" لفيروس كورونا و"سلالات أخرى مثيرة للقلق" في 18 ولاية من ولايات البلاد، بحسب ما جاء في صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية.

يأتي ذلك بعد أن سجّلت البلاد 47262 إصابة جديدة بالفيروس خلال الـ 24 ساعة الماضية، وهو أكبر عدد إصابات يومي منذ أشهر، حيث ارتفع العدد الإجمالي لإصابات كوفيد-19، إلى أكثر من 11.7 مليونا.

ووفق الخبراء، قد تدخل البلاد في موجة ثانية من الوباء، على الرغم من أنّ وزارة الصحة قالت "إنّ خمس ولايات فقط - ماهاراشترا، البنجاب، كارناتاكا، تشهاتيسجاره وجوجارات – تشهد انتشاراً للسلالات الجديدة، إلا أنّ هذه الولايات، تحوي حوالي 77%من إصابات كورونا الجديدة". 

وبحسب هيئة البث البريطانية "بي بي سي"، فإنّ العلماء، يتحقّقون من طبيعة  السلالة الجديدة بـ"تحوّر مزدوج"، حيث يلتقي تحوّران في الفيروس، ليشكّلا سلاسة جديدة، من غير المعلوم إذا كانت أكثر عدوى أو أقل تأثّراً باللقاحات.

ما هو  "المتحوّر المزدوج"؟

مثل جميع الفيروسات، فإنّ فيروس كورونا يتغيّر بشكل مستمرّ، ولو ببطء، وهو ينتقل من شخص إلى آخر. ووفق "بي بي سي"، فإنّ الغالبية العظمى من هذه السلالات غير منطقية، ولا تغيّر الطريقة التي يتصرّف بها الفيروس.

لكن بعض السلالات تؤدي إلى تغيّرات في البروتين الشائك الذي يستخدمه الفيروس للتشبّث بالخلايا البشرية واختراقها، ويمكن أن تكون هذه السلالات أكثر عدوى، أو تسبّب مرضاً أكثر خطورة أو تقلّل من فعالية اللقاحات.

وكثّفت الهند جهود تتبّع التسلسل الجيني، وسط مخاوف بشأن وصول السلالة البريطانية إلى البلاد، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وحذّرت السلطات الهندية، من الصلة بين "السلالات المثيرة للقلق" والارتفاع في الإصابات بشكل عام، موضحة أنّه "لم يتم اكتشاف مثل هذه السلالات، بأعداد كافية لوصلها بشكل مباشر أو لتفسير الزيادة السريعة في الإصابات في بعض الولايات".

وقالت وزارة الصحة الهندية، "إنّ تحليل العيّنات من الولايات، كشف عن زيادة في سلالتي E484Q  وL452R، مقارنة بشهر ديسمبر/كانون الأول 2020".

وأضافت الوزارة أنه على الرغم من تصنيف هذه السلالات على أنها  "مثيرة للقلق"، إلا أنها  تتطلّب الاستجابة الوبائية والصحية العامة ذاتها، من "زيادة الاختبارات، والتتبّع الشامل للمخالطين عن قرب، والعزل الفوري للمصابين والمخالطين، وكذلك العلاج وفقاً لبروتوكول العلاج الوطني"، وفق تقرير صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية.

تمّ اكتشاف هذه السلالات أيضاً في بلدان أخرى. إذ تمّ العثور على E484Q في 11 دولة، بينما تمّ اكتشاف سلالة L452R في حوالي 22 دولة، وفقاً لموقع The News Minute.

ويقول جيريمي كميل، عالم الفيروسات في مركز شريفبورت للعلوم الصحية بجامعة ولاية لويزيانا، بحسب موقع "بي بي سي"، إنّ "التحوّر E484Q مشابه لـ E484K - وهو تحوّر شوهد في السلالات B.1.351 (جنوب أفريقيا) وP.1 (البرازيل)، والتي ظهرت بشكل مستقلّ عدة مرات".

ويضيف: "إذا حدثت تحوّرات كافية في شجرة عائلة فيروسية أو سلالة، يمكن للفيروس أن يبدأ بالعمل بشكل مختلف، ويمكن أن يصبح سلالة مثيرة للقلق".

كوفيد-19
التحديثات الحية

هل "السلالات المزدوجة" نادرة؟

"كلا، على الإطلاق"، يؤكّد  كميل، الذي شارك مؤخراً في تأليف دراسة عن سبعة أنساب متنامية لفيروس كورونا في الولايات المتحدة.

ويضيف: "إنه لأمر شائع للغاية الآن، رؤية أكثر من متحوّر واحد في الوقت نفسه".

وقالت الحكومة الهندية، إنّه تمّ اكتشاف 771 نوعاً مختلفاً من السلالات المثيرة للقلق في إجمالي 10787 عينة موجبة مشتركة بين الولايات والأقاليم الاتحادية. وهي تشمل 736 عينة من سلالة المملكة المتحدة، و34 من السلالة المكتشفة في الجنوب أفريقية، وعينة واحدة من السلالة البرازيلية. كما أصبحت الهند خامس دولة في العالم، التي تقوم بتتبّع تسلسل جينوم فيروس كورونا.

وحذّرت حكومة نيودلهي أنه "لا ينبغي السماح بإقامة الاحتفالات والتجمّعات العامة خلال المهرجانات المقبلة في الأماكن العامة".

هل السلالة الجديدة مثيرة للقلق؟

يقول كميل إنه يمكن للسلالات في جينات السنبلة أن تجعل الفيروس أكثر عدوى أو يمكن أن تساعد الفيروس على الهروب من الأجسام المضادة التي تبطل مفعوله، وهذا يعني أنّه إذا ما تحوّر "بالطريقة الصحيحة"، يمكنه إصابة شخص تعافى بالفعل من الفيروس سابقاً، بحسب ما جاء في تقرير "بي بي سي"، لكن الإصابة مرة أخرى بين المتعافين أو الذين تلقوا اللقاح ستكون أقلّ شدّة وخطورة.

وهو يضيف أنه "على عكس سلالات أخرى، ليس متوقعاً أن تكون "السلالة الهندية المزدوجة" الجديدة، أكثر فتكاً أو أكثر عدوى، "لكننا ما زلنا نحتاج إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد هذا الأمر". 

المساهمون