إهمال وتغيّب المدرسين يعيق العملية التعليمية في مدارس النظام السوري

إهمال وتغيّب المدرسين يعيق العملية التعليمية في مدارس النظام السوري

15 نوفمبر 2021
الغيابات المتكررة للأساتذة تؤثر على سير التعليم (Getty)
+ الخط -

استغل بعض المُدرّسين في مناطق سيطرة النظام السوري تفشّي فيروس كورونا للتملّص من أداء واجبهم المهني نحو الطلاب، ليُبرروا تغيّبهم عن المدارس بإجازات مرضية. الأمر الذي انعكس على سير العملية التعليمية.
وفي السياق، يقول الأستاذ يونس صعب المقيم في دمشق خلال حديثه لـ"العربي الجديد": "إنّ الأمر تحوّل إلى إشكالية بحاجة إلى حلّ"، مضيفا: "بعد اتخاذ إجراءات بخصوص مكافحة تفشي الوباء، أصبح هناك تساهل في موضوع غياب المُدرسين، وحصولهم على إجازات طبية بحجّة الإنفلونزا والزكام وغيرهما، وهذا ينعكس سلبا على الطلاب وتحصيلهم العلمي".

ويتابع: "أيضا سوء وضع المدرسين المعيشي يجبرهم على التذرع بإجازات طبية، واستغلال ذلك الوقت للتوجّه نحو الدروس الخصوصية لتوفير أجور النقل".

في المقابل، يقول عمار دمشقي، وهو ربّ أسرة يتابع أطفاله دراستهم في إحدى مدارس النظام: "هناك إشاعة منتشرة بين المدرسين والطلاب في المدارس وهي أنّ هذه المؤسسات ستغلق قريبا بسبب تفشي فيروس كورونا، وهذا ما دفع الطلاب لإهمال دروسهم، والمدرسين لكثرة الغيابات، على اعتبار أن نجاح الطلاب وانتقالهم إلى صفوف أعلى سيكون مُيسّرا كما حصل في العام الماضي، نظرا للوضع الوبائي، غير أنّ كل هذا يضر بالطلاب ويجعل لديهم فاقدا تعليميا كبيرا".

ويضيف لـ"العربي الجديد": مع هذا الوضع المتعثر، يجد الآباء أنفسهم أمام مشكلة تتعلق بالحاجة لدعم أبنائهم في ظل قلة ذات اليد، فالمدرس الخصوصي يطلب 4 آلاف ليرة في الساعة، وفي حال توجيه الطالب إلى معهد خاص تكلفته تتجاوز 60 أو 70 ألف ليرة، والأهالي يواجهون صعوبة في تدريس أبنائهم ذاتيا كون المناهج حديثة ولها آليات وطرق لا يدركها إلا رجال التعليم. 
ويكمل دمشقي: "التخوف لدى الأهالي هو من خروج أبنائهم من المدارس قبل انتهاء الفصل الدراسي، وليس لدى الطالب إمكانية مواكبة مرحلته الدراسية المقبلة".
والمشكلة لا تقتصر فقط على العاصمة دمشق، بل إنها تمتد للقنيطرة والسويداء، ويبدو أن رواتب المعلمين المتدنية من بين أسبابها.

وفي هذا الشأن، نقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، أمس الأحد، عن مديرة مدرسة الشهيدة غالية فرحات في مدينة البعث حسنية عيسى تأكيدها تغيّب ثمانية من كوادر المدرسة دفعة واحدة. 
 ووفق المديرة، فقد بقيت أربعة صفوف دراسية من دون معلمين، وذلك بسبب الإجازات الصحية الطويلة، واشتكى أولياء الأمور من تغيب المدرسين. وأوضحت أنها تقف عاجزة أمام ذلك لعدم القدرة على تأمين البديل رغم إعلام التربية بحصول عدد من المعلمات على إجازات مرضية.
ونقلت الصحيفة عن رئيس دائرة الرقابة الداخلية شريف خليل تأكيده تكليف المراقب الداخلي بدراسة الإجازات الصحية الممنوحة للكوادر التعليمية. الذي لفت بدوره إلى أن الإجازة الصحية حق للكادر التربوي، ولكن في حال تبيّن أنهم حصلوا عليها من دون وجه قانوني، فسيتم اتخاذ إجراءات شديدة بحقهم تقررها الرقابة ومدير التربية. 

وذكرت الصحيفة أن أعداد الذين حصلوا على إجازات صحية من شهر سبتمبر/أيلول فقط بلغ 171 معلمة ومدرسة، منهن 36 مدرسات و33 مدرسة مساعدة و34 معلمة صف و12 معلمة و38 إجازة أمومة و18 تلي فترة الأمومة في القنيطرة.

المساهمون