أُسَر معتقلي "العقرب" في مصر تخشى المجهول بعد نقلهم إلى سجن جديد

أُسَر معتقلي "العقرب" في مصر تخشى المجهول بعد نقلهم إلى سجن جديد

02 يوليو 2022
مُنع أهالي السجناء في سجن العقرب 1 من زيارتهم كلياً منذ عام 2018 (تويتر)
+ الخط -

أعلنت رابطة أهالي معتقلي سجن العقرب شديد الحراسة في مصر، قبل ساعات، أن إجراءات نقل المحبوسين في سجن "شديد الحراسة 1"، دخلت حيز التنفيذ، وبالفعل نُقل قرابة نصف المحبوسين إلى سجن بدر الجديد.

وقالت منظمة "نحن نسجل"، الحقوقية، إنها علمت وتوثقت بالفعل عبر مصدرين مستقلين عن بدء قطاع الحماية المجتمعية (مصلحة السجون سابقاً) بنقل السجناء المحتجزين داخل سجن العقرب شديد الحراسة 1.

ووفق ما تأكدت المنظمة منه، فقد وصلت دفعة من السجناء المنقولين إلى سجن بدر الجديد، وهو ما دفع المنظمة إلى المطالبة بتمكين أهالي هؤلاء السجناء من حقهم في الزيارة، المكفول قانوناً للاطمئنان إلى ذويهم، وخصوصاً أنهم، بالمخالفة للقانون والدستور، قد مُنعوا من الزيارة في سجن العقرب 1 كلياً منذ عام 2018.

خطوة قالت عنها رابطة أسر معتقلي العقرب: "نأمل أن تكون هذه الخطوة بداية لصفحة جديدة في التعامل مع المحبوسين، وأن يتمتعوا بكل حقوقهم الإنسانية التي كفلها القانون، والتي حُرموها خلال السنوات الماضية، وعلى رأسها الزيارة"، بينما يتخوف منها أهالي معتقلين آخرين. حيث علقت السيدة سناء عبد الجواد، زوجة ووالدة المعتقلين الدكتور محمد البلتاجي، البرلماني السابق والقيادي بجماعة "الإخوان المسلمين" وأنس البلتاجي، أنه "في الوقت الذي يدور فيه كلام عن إفراجات وخروج للمعتقلين، نسمع أخباراً عن نقل المعتقلين من سجني العقرب وشديد الحراسة، بعد تسع سنوات من الحبس، إلى سجن بعيد جداً جداً، والهدف عزلهم عن الدنيا كلها في أماكن أكثر بعداً عن كل البشر، فلا يعرف عنهم شيء أكثر مما هو كائن الآن".

وتابعت: "سجن جديد.. هل سيكون فيه خروج للتريض من بعد غلق الزنازين عليهم لأكثر من 6 سنوات؟ سجن جديد.. هل سيكون فيه زيارات للأهالي وفق الحق القانوني المحرومين منه من 6 سنوات؟ سجن جديد.. هل سيكون فيه أي نوع من الرعاية الطبية بعد أعداد الموتى الذين لقوا ربهم بعد إهمال طبي متعمد؟ لا نريد سجوناً جديدة، إنما نريد خروجاً وحرية بعد حياة سلبت منهم، وأعمار ضاعت في السجون".

الخوف من تحول العزلة إلى منفى، يصيب الكثير من أسر المعتقلين وأهاليهم. شعور منطقي وواقعي مهما تجددت الوعود بانفراجة سياسية واتساع لأفق الحريات، وحلحلة للملفات الشائكة، وعلى رأسها السجون والحبس الاحتياطي المطوّل.

وقد أفرجت السلطات الأمنية على مدار الأشهر القليلة الماضية عن عدد من المعتقلين المشهورين في قضايا الرأي والحريات، فضلاً عن عدة إفراجات عن معتقلي قضايا الحق العام.

التباطؤ في الحلول، يرجعه البعض إلى أن لجنة الحوار الوطني أعلنت التشكيل الكامل لمجلس الأمناء قبل يومين فقط، التي تتكون من 19 عضواً، وقالت إن تشكيل المجلس جاء بعد التشاور مع القوى السياسية والنقابية والأطراف المشاركة في هذا الحوار على مدار عشرين يوماً.

ولم يواجه هذا التشكيل رد فعل قوياً يمكن رصده، سواء إيجاباً أو سلباً؛ فلم تصدر بيانات اعتراض حادة ولا بيانات ترحيب قوية أيضاً، وكأن الأطراف تجسّ نبض بعضها.

وفي مقابل كل هذه المواءمات السياسية والتنسيقات المحلية والدولية، والتكيف مع الضغوط الخارجية السابقة والقادمة، تبقى خطوات التنفيذ الفعلية للانفراجة السياسية، محدودة أو معطلة، حسب وصف عضو لجنة العفو الرئاسي، القيادي العمالي كمال أبو عيطة، الذي قال في تصريحات صحافية إن "الأمر يسير بوتيرة غير مستقرة، بسبب وجود وجهتي نظر من الجهات المعنية بالدولة؛ الأولى تتبنى قضية الإفراج عن المحبوسين، والثانية تريد الاستمرار في التوسع في الاشتباه والقبض على المواطنين".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وقد توفي ما يزيد على 14 نزيلاً على الأقل في سجن العقرب منذ 2015، وفقاً لبحث أجرته "هيومن رايتس ووتش" وتقارير حقوقية وإعلامية أخرى.

ولأنه منذ 15 مارس/آذار عام 2015، مُنِع سجناء "العقرب" من الزيارة أو التواصل مع ذويهم ومحاميهم؛ فقد ساهم هذا الانقطاع عن العالم الخارجي في تفاقم الانتهاكات ضد المعتقلين السياسيين، ودفعهم إلى الدخول في إضرابات عن الطعام أكثر من مرة، بالإضافة إلى تسجيل عدد من محاولات الانتحار داخل السجن بسبب التضييق المتواصل.

وأكدت "هيومان رايتس ووتش" أن سجن العقرب يُحتجز فيه حالياً ما بين 700 و800 سجين، مع حظر الزيارات العائلية بالكامل منذ مارس/آذار 2018، وحرمان ساعات التريّض والحبس لمدة 24 ساعة منذ مطلع 2019.

ووقعت حالات وفيات عدة داخل سجن العقرب 1، بسبب سوء أحوال السجن والإهمال الطبي، من ضمنها وفاة القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين، الدكتور عصام العريان، الذي أصيب داخل محبسه بالالتهاب الكبدي الوبائي (فيروس سي)، ورغم تقديم طلبات بنقله إلى معهد الكبد لتلقي العلاج، فإن إدارة السجن رفضت نقله أو إحضار لجنة طبية إلى السجن لفحص حالته. وكذلك توفي الدكتور عمرو أبو خليل في زنزانته الانفرادية، وكان قبل وفاته ممنوعاً حتى من ارتداء نظارته الطبية وإدخال ملابس أو أدوية.

المساهمون