أيرلندا ترحّب بعائلات سوريّة لاجئة من مخيّمات لبنان والأردن

أيرلندا ترحّب بعائلات سوريّة لاجئة من مخيّمات لبنان والأردن

16 مارس 2021
انتظار في مخيّم للاجئين السوريين في الأردن (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
+ الخط -

 

أبدت أيرلندا عزمها استقبال عائلات من مخيمات اللجوء، لا سيّما العائلات السورية اللاجئة في لبنان والأردن، وذلك في مبادرة رعاية مجتمعية جديدة أطلقتها منظمة "دعم المهاجرين وحقوق الإنسان" (دوراس)، أمس الإثنين، تهدف إلى استقبال عائلات لاجئة في ثلاث مقاطعات أيرلندية.

وأشارت "دوراس" إلى أنّها سوف تتواصل، في الأشهر المقبلة، مع المجتمعات المحلية في المقاطعات الأيرلندية الثلاث تيبيراري وليمريك وكلير، بهدف التنظيم والمساعدة في الترحيب بعائلات اللاجئين ودعمها، خصوصاً من سورية. وأوضحت أنّ "إعادة التوطين سوف تشمل العائلات من مخيمات لجوء في دول مثل الأردن ولبنان، كجزء من هذا المشروع الجديد"، مضيفة أنّ "الجيران أو الأصدقاء أو أعضاء النادي المحلي أو المجتمع الكنسي التابع للمنظمة، سيقدمون معاً الدعم"، وفق ما نقل موقع "تيبيراري لايف" الأيرلندي.

وقد صرّح الرئيس التنفيذي للمنظمة، جون لانون، بأنّه "يسعدنا أن نكون منظمة دعم إقليمية لفرص رعاية مجتمعية جديدة في منطقة الغرب الأوسط في أيرلندا، ولا نطيق الانتظار للانخراط مع المجتمعات"، مؤكداً أنّ "المجموعات المحلية تسعى إلى جعل انتقال العائلات إلى أيرلندا سلساً بقدر الإمكان، من خلال توفير الإقامة وترتيب الدعم المحلي مثل الأطباء والمترجمين اللغويين وتعريف الأسرة بالمجتمع المحلي، فضلاً عن منح أفرادها الشعور بالانتماء في منزلهم الجديد". وكانت "دوراس" قد أكملت خمس سنوات من برامج إعادة توطين اللاجئين الناجحة في نهاية عام 2019، معتمدة على مبدأ الرعاية المجتمعية، عبر إشراك السكان المحليين ودعمهم للترحيب باللاجئين في مناطقهم. يُذكر أنّه تمّ توطين الأسرة الأولى في إطار مبادرة الانتقال إلى مقاطعة ميث الأيرلندية في جنوب شرق البلاد في مطلع عام 2018.

ماجدة، أم فراس، سورية من إدلب، لجأت إلى لبنان قبل سبعة أعوام مع عائلتها، وهي تحاول تأمين لجوء إلى أيّ من الدول الأوروبية لتحسين ظروفها. عن المبادرة الأيرلندية القاضية باستقبال عائلات سورية من مخيمات لبنان والأردن وإعادة توطينهم، تقول لـ"العربي الجديد" إنّه "لا علم لدي بهذا القرار ولم يخبرنا أحد به. لكن أتمنى أن يكون صحيحاً، خصوصاً في ظل الظروف المأساوية التي عشناها في الآونة الأخيرة في مخيم المنية شمالي البلاد"، مشيرة إلى "تضرر كل العائلات الذين كانوا داخل مخيم المنية الذي أُحرق بالكامل من قبل شبان وصفتهم بالزعران". تضيف أم فراس "زوجي توفي قبل اندلاع الثورة السورية، ولدي ابن وحيد يبلغ من العمر 27 عاماً، وهو يعمل في أحد أفران خبز المعروك في طرابلس. ونحن قدّمنا في عام 2016 طلب لجوء إلى كندا لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، لكنّ أيّ ردّ لم يصلنا حتى الآن". وتتمنّى "الحصول على فرصة إعادة توطين لي ولولدي في أيرلندا، لا سيّما بعد حوادث التضييق التي يتعرّض إليها العمال السوريون في لبنان".

الصورة
سوريون لاجئون في مخيم في شمال لبنان (محمود غلدي/ الأناضول)
... وفي مخيّم لجوء في شمال لبنان (محمود غلدي/ الأناضول)

تفيد إحصائية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأنّها سجلت، حتى 14 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، 5.570.382 لاجئاً سورياً، يتوزعون وفق الآتي: 3.626.734 في تركيا، و879.529 في لبنان، و659.673 في الأردن، و242.704 في العراق، و130.085 في مصر، و31.657 في دول شمال أفريقيا (تونس، الجزائر، المغرب، ليبيا). وهذه البيانات هي بحسب الإحصاءات الرسمية والأعداد المسجلة لدى المفوضية فقط، فيما تلفت الدول المعنيّة إلى أنّ الأعداد الحقيقية أكبر من ذلك، إذ إنّ جزءاً كبيراً من اللاجئين غير مسجّل.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الإحصائية لا تشمل اللاجئين السوريين في أوروبا، كونهم يقعون تحت حماية الدول الأوروبية المضيفة، لكنّ عددهم نحو مليون لاجئ سوري، إذ تستضيف ألمانيا وحدها 600 ألف لاجئ. يُضاف إلى ذلك النازحون داخلياً والمهجّرون قسراً الذين يبلغ عددهم نحو ستة ملايين نازح ومهجّر، ما يعني أنّ نصف السوريين اليوم بعيدون عن بيوتهم. أمّا كندا، فقد استقبلت، في خلال السنوات الخمس الأخيرة، نحو 73 ألف لاجئ سوري أدخلتهم ضمن برنامج إعادة التوطين، وتسعى إلى استقبال المزيد في خلال العامَين الحالي والمقبل. كذلك استقبلت الولايات المتحدة الأميركية ضمن البرنامج نفسه، مئات من اللاجئين السوريين، قبل توقّف استقبالهم في أثناء ولاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. لكنّه من المتوقع أن تعود الولايات المتحدة لاستقبال مزيد من اللاجئين السوريين وإعادة توطينهم في المجتمع الأميركي، بعدما تسلّم الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن زمام الأمور.

المساهمون