أطفال فلسطين في الضفة الغربية المحتلة: عدد شهداء قياسي في عام 2023

أطفال فلسطين في الضفة الغربية المحتلة: عدد شهداء قياسي في عام 2023

28 ديسمبر 2023
124 طفلاً فلسطينياً استشهدوا في الضفة الغربية منذ بداية عام 2023 (جعفر اشتية/ فرانس برس)
+ الخط -

منذ 83 يوماً، تتّجه أنظار العالم إلى قطاع غزة وإلى أطفال فلسطين المحاصرين والمستهدفين فيه. وتُتداول آلاف التسجيلات المصوّرة التي توثّق معاناة هؤلاء الفلسطينيين الصغار التي تتسبّب فيها الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة، من خلال نقل قصص آلامهم ونزوحهم وجوعهم وعطشهم وإصاباتهم وأمراضهم، وكذلك استشهادهم.

على بعد كيلومترات قليلة من قطاع غزة المحاصَر والمستهدَف، ثمّة صغار من أطفال فلسطين كذلك. هؤلاء يعيشون في الضفة الغربية المحتلة، وهم يعانون كذلك من انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المختلفة، في حين تنشغل الأنظار عنهم وسط الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ومع اقتراب عام 2023 من نهايته، تُبيّن المعطيات المتوفّرة أنّه كان "أكثر الأعوام دموية على الإطلاق" بالنسبة إلى أطفال فلسطين في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة، مع وصول العنف إلى "مستويات غير مسبوقة". هذا ما تؤكده المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أديل خضر، في تصريح نُشر اليوم الخميس، مشيرةً إلى أنّ أعمال العنف أسفرت عن استشهاد 124 طفلاً فلسطينياً منذ بداية هذا العام.

كابوس أطفال فلسطين في الضفة الغربية

وتفيد خضر بأنّ "83 طفلاً قُتلوا في الأسابيع الاثنَي عشر الماضية"، وهو ما يساوي "أكثر من ضعف عدد الأطفال الذين قُتلوا في عام 2022 بأكمله، وسط تزايد العمليات العسكرية وعمليات إنفاذ القانون". تضيف أنّ "أكثر من 576 طفلاً أُصيبوا، واعتُقل آخرون بحسب التقارير"، وسط تأثّر الضفة الغربية بشدّة بالقيود المفروضة على الحركة.

وتلفت المسؤولة الأممية إلى أنّه "بينما يراقب العالم برعب الوضع في قطاع غزة، يعاني الأطفال في الضفة الغربية من كابوس خاص بهم. للأسف، فإنّ العيش مع شعور شبه دائم بالخوف والحزن أمر شائع جداً بالنسبة للأطفال المتأثرين". وتُبيّن أنّ "الخوف صار جزءاً من الحياة اليومية" لأعداد كبيرة من أطفال فلسطين في الضفة الغربية، بحسب ما أفاد هؤلاء.

وتوضح خضر أنّ كثيرين منهم "يشعرون بالخوف، حتى في أثناء السير إلى المدرسة أو اللعب في الخارج، بسبب التهديد بإطلاق النار وغيره من أعمال العنف المرتبطة بالنزاع". من هنا تتحدّث خضر عن شعور منظمة يونيسف بـ"قلق بالغ بشأن حقّ الأطفال في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، في السلامة والحماية، وحقّهم الأصيل في الحياة".

أطفال فلسطين و"العنف الطاحن"

وتقول المديرة الإقليمية لمنظمة يونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إنّ "الأطفال الذين يعيشون في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، يعانون من العنف الطاحن منذ سنوات عديدة، ومع ذلك فقد زادت شدّة هذا العنف بشكل كبير" منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وتشدّد خضر على أنّ "الانتهاكات الجسيمة ضدّ الأطفال، ولا سيّما القتل والتشويه، أمر غير مقبول"، لافتةً إلى أنّ منظمة يونيسف تحثّ على "التقيّد بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان وحماية الأطفال من العنف المرتبط بالنزاع وحماية حقهم الأساسي في البقاء على قيد الحياة".

وإذ ترى خضر أنّه "لا ينبغي أبداً أن يكون الأطفال هدفاً للعنف، بغضّ النظر عن هويتهم أو عن مكان وجودهم"، تحسم أنّ "وضع حدّ للعنف المتكرّر هو أفضل وسيلة لضمان نموّ الأطفال في سلام وأمان".

وتكرّر خضر "وجوب تلاشي معاناة الأطفال في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وسط النزاع الحالي"، مؤكدة أنّ معاناة أطفال فلسطين هذه "جزء من النزاع القائم".

المساهمون