- عثمان هو الرابع عشر الذي يتوفى في السجون المصرية منذ بداية العام، مع تسجيل حالات وفاة أخرى بسبب الظروف الصحية السيئة والإهمال الطبي.
- منظمات حقوقية بما في ذلك "مركز الشهاب لحقوق الإنسان" تطالب بالتحقيق في هذه الوفيات وتحسين الرعاية الصحية للسجناء، في ظل الدعوات الدولية لمصر لاحترام حقوق الإنسان.
أعلنت منظمات حقوقية من بينها "مركز الشهاب لحقوق الإنسان"، مساء الجمعة، وفاة سجين سياسي مصري يدعى أشرف محمد عثمان داخل محبسه في سجن بدر 1 بعد إصابته بالسرطان. والسجناء السياسيون هم من ألقي القبض عليهم بموجب قوانين سنتها السلطات المصرية خلال السنوات الماضية، مثل قوانين الإرهاب والتظاهر والطوارئ فضلًا عن المحاكمة أمام القضاء العسكري وأمن الدولة عليا طوارئ. وحبس على أثرها آلاف النشطاء والمحامين والصحافيين والمهتمين بالشأن السياسي والعام والمواطنين العاديين، ومنهم من دونوا على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة منشورات معارضة للنظام وسياساته.
وقالت المنظمات إنه جرى إعلام أسرة عثمان بوفاته الجمعة. وكان عثمان (48 عاماً) يعمل مدرس أحياء في الأزهر، وتوفي نتيجة إصابته بالسرطان داخل محبسه في مجمع بدر للإصلاح والتأهيل بدر 1، وهو من قرية كفر الحمام، في مركز بسيون في محافظة الغربية، وقد حكم عليه بالسجن 15 عاما في قضية عسكرية، وذلك بعد قيام قوات الأمن المصرية بالقبض عليه عام 2014. وأكد مركز الشهاب أن وفاة عثمان جاءت بعد 10 سنوات من الحبس وثلاث سنوات من إصابته بمرض السرطان، مشيراً إلى أنه لم يُفرج عنه لتلقي العلاج أو توفير رعاية صحية مناسبة لحالته؛ ما تسبب في وفاته داخل محبسه. وطالب مركز الشهاب النيابة العامة بالتحقيق في حالة الوفاة وتوفير الرعاية الصحية لجميع السجناء.
ويعد عثمان حالة الوفاة الرابعة عشرة في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة منذ مطلع العام الجاري، وثاني حالة وفاة في السجون ومقار الاحتجاز في مايو/ أيار الجاري، بعد وفاة سجين سياسي آخر يدعى المحمدي عبد المقصود (79 عاماً) وهو عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة حلوان، وذلك بعد تدهور حالته الصحية إثر إصابته بالسرطان أثناء فترة وجوده في محبسه في سجن وادي النطرون. وشهدت السجون في إبريل/ نيسان حالتي وفاة، هما لأحمد محمود الجبلاوي، أمين حزب الحرية والعدالة -الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين سابقاً- بمحافظة قنا، الذي توفي عن عمر ناهز 60 عاماً في سجن العاشر من رمضان نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، وكان يعاني تليّفاً في الكبد وقد تعنتت إدارة السجن في علاجه، ومحمد جاد، من محافظة الغربية، الذي توفي داخل محبسه في سجن بدر، حيث كان مريضاً بالقلب وأصيب بجلطة، نُقل إلى مستشفى السجن إثرها وتوفي فيه.
وشهد مارس/آذار ثلاث حالات وفاة، إذ توفي في الـ15 منه محمد الليل، المحتجز في قسم شرطة منيا القمح بمحافظة الشرقية على خلفية قضية هجرة سرية، وسط اتهامات للمسؤولين بالإهمال الطبي المتعمد ضده، فـ"رغم الاستغاثات المتكررة لإنقاذه.. تركوه ينزف ويتألم حتى فارق الحياة". أيضاً توفي السجين السياسي حسن حسين عبد اللطيف حميدة (60 عاماً) داخل محبسه في سجن المنيا العمومي من دون توضيح ملابسات الوفاة وأسبابها وذلك في 19 مارس. كذلك توفي السجين السياسي أحمد محمد أبو اليزيد البلتاجي، يبلغ من العمر 33 عاماً، من مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، في 7 مارس.
وشهد فبراير/شباط الماضي حالتي وفاة في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة، هما للعميد علي حسن عبد الرحمن الشرفي، يمني الجنسية ومقيم في مصر إقامة دائمة، وذلك يوم الثلاثاء 20 فبراير، داخل محبسه بقسم شبرا بمحافظة القليوبية، وذلك بعد أيام من توقيفه من مباحث الأموال العامة المصرية بتهمة الاتجار بالعملة نتيجة إصابته بأزمة قلبية مفاجئة أثناء وجوده داخل محبسه ونُقل إلى أحد المستشفيات القريبة حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بهبوط حاد في الدورة الدموية. كما توفي السجين السياسي عبد الله الديساوي صالح (67 عاماً) في سجن وادي النطرون، الخميس 8 فبراير، نتيجة معاناة مع المرض. وكان قد ألقي القبض عليه في أغسطس/آب 2021، وسبق القبض عليه عدّة مرات منذ 2013، كما سبق أن سجن في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2009.
وشهدت السجون ومقار الاحتجاز المختلفة خمس حالات وفاة في يناير/كانون الثاني 2024، إذ توفي عادل رضوان عثمان محمد، برلماني سابق، في سجن بدر 3. ومحمد الشربيني، محام، كان قد أحيل إلى المركز الطبي في سجن بدر لتلقي العلاج، لكن تدهورت حالته الصحية ولفظ أنفاسه الأخيرة فيه. وإبراهيم محمد العجيري توفي بعد ساعات من نقله من سجن بدر 3 إلى مستشفى قصر العيني بالقاهرة، إذ تدهورت حالته الصحية نتيجة معاناته مع السكري وكان ينبغي أن يخضع لعملية جراحية عاجلة. وطه أحمد هيبة توفي في سجن بدر 1 نتيجة معاناته مع السرطان وعدم تلقيه الرعاية الطبية اللازمة. وأحمد موكاسا سانجا، طالب أوغاندي، توفي في قسم شرطة القاهرة الجديدة وسط شبهات في تعذيبه، طبقاً لحصر مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب.