أزمة مياه في معرة مصرين شمالي سورية

أزمة مياه في معرة مصرين شمالي سورية

08 اغسطس 2022
تبقى مياه الشرب أزمة حقيقية للسكان في معرة مصرين (عمر حاج قدور/ فرانس برس)
+ الخط -

يعاني سكان بلدة معرة مصرين في ريف إدلب، شمال غربي سورية، من أزمة مياه يعود سببها إلى عجز المجلس المحلي عن ضخّ المياه بكميات مناسبة للسكان نتيجة تراكمات لديه، بالإضافة إلى توقّف بعض الجهات الداعمة عن تمويل مشروع الضخّ. ويرتبط سبب عجز المجلس في خلال الفترة الأخيرة عن توفير المياه بامتناع السكان عن دفع المستحقات المترتبة عليهم، فتوقّفت بالتالي مؤسسة مياه الشرب عن تغذية المدينة نتيجة التكاليف.

محمد سمرة، من سكان مدينة معرة مصرين، أكّد لـ"العربي الجديد"، أنّ "وضع المياه ليس جيداً"، لافتاً إلى ضرورة الاستعانة بالصهاريج التي ترتفع أسعارها، يضيف أنّ "صاحب الصهريج يتذرّع أحياناً بالكهرباء، إذ يكون قد عبّأ صهريجه في الليل، أو استعان بما تولّده ألواح الطاقة الشمسية، فالكهرباء باهظة الثمن". ويشير سمرة إلى أنّه مع تركيب العدادات، صار الناس يتأخرون عن الدفع، وليست لدى المجلس المحلي قدرة على الضخ من دون سيولة، شارحاً أنّه من الصعب على المجلس تحمّل كلفة الضخّ الغالية، سواء أكان بواسطة الكهرباء أم بالديزل.

أمّا عدي الحسين، وهو نازح من سراقب ومقيم في معرة مصرين، فيقول لـ"العربي الجديد"، إنّ "أزمة المياه هنا تعود إلى ضعف الجباية وعدم إلزام الناس بالدفع ولو تأخّروا لأشهر عدّة. وفي النهاية يدفع المواطن ثمن التراكمات والتأخير"، يضيف أنّ السبب الأبرز في عدم سداد المستحقات هو "صعوبة الظروف المعيشية. فبالكاد يستطيع السكان توفير أساسيات الحياة". ويتابع الحسين أنّ "ضخّ المياه تحسّن أخيراً بعد تركيب نحو 60 في المائة من السكان عدادات، لكنّ الوضع ساء في الأيام الأخيرة. ففي السابق كانت تُضَخّ المياه 48 ساعة متواصلة كلّ 10 أيام، لكنّ الضخّ حالياً صار لمدّة 24 ساعة فقط".

من جهته، يقول مدير المجلس المحلي أحمد ولهان ياسين، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تكاليف ضخّ المياه مرتفعة بسبب ارتفاع سعر الوقود والكهرباء، بالإضافة إلى الكثافة السكانية الكبيرة. فالشبكة ضخمة وتمتدّ على مسافة 95 كيلومتراً والمجلس إمكانياته ضعيفة"، يضيف أنّ "ثمّة منظمات كانت داعمة في الماضي، لكنّ الأمر تبدّل. وثمّة أمور كثيرة أدّت إلى الأزمة الحالية، فنحن نضخّ أربع مرات في الشهر، لكنّ المشكلة تكمن في قلة التوعية".

وتُعَدّ أزمة المياه في عموم مناطق شمال غربي سورية واحدة من أكثر الأزمات تأثيراً على السكان، لا سيّما في فصل الصيف. وقد ساهم في هذه الأزمة تراجع مشاريع دعم المياه التي ترعاها المنظمات الإغاثية، علماً أنّ أزمة المياه في بلدة معرة مصرين بدأت في إبريل/ نيسان من العام الجاري.

المساهمون