آلاء الصديق... رحيل مفجع لشابة إماراتية رفضت الظلم

آلاء الصديق... رحيل مفجع لشابة إماراتية رفضت الظلم

21 يونيو 2021
الناشطة الإماراتية الراحلة آلاء الصديق (تويتر)
+ الخط -

رحلت المعارضة الإماراتية آلاء الصديق (32 عاماً) عن الدنيا بعد تعرضها لحادث سير في مدينة أكسفورد البريطانية، أصيب فيه عدد من زميلاتها، من دون شبهة جنائية، حسب ما أكد مقربون منها.
وأنجزت آلاء الصديق، رغم صغر سنها، عملاً كبيراً في المجال الحقوقي والاجتماعي، إذ كانت تعمل بمنظمة "القسط لحقوق الإنسان" في لندن، إضافة إلى نشاطها في المجموعات المعادية للتطبيع في الخليج ونشاطها السياسي، كونها ابنة المعتقل الإماراتي محمد الصديق، وهو أحد مؤسسي جمعية الإصلاح الإماراتية، ومن أبرز الموقعين على وثيقة الإصلاح، التي طالب فيها نشطاء إماراتيون عام 2011 بإصلاحات سياسية واجتماعية.
ولدت آلاء الصديق عام 1988، وعاشت طفولة هادئة، لكن توقيع والدها "وثيقة الإصلاح" أدى إلى تغيير حياتها، إذ سحبت من والدها الجنسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، وُخير بين الاعتقال أو الحصول على جنسية من جزر القمر أو تايلاند تتكفل بجلبها الحكومة الإماراتية، وعندما رفض الحصول على جنسية أخرى، تم اعتقاله، ثم محاكمته، والحكم بسجنه مدة عشر سنوات في عام 2012. 
خرجت آلاء من الإمارات مع زوجها إلى الجارة قطر، وأقامت هناك فترة بسبب وجود ارتباطات عائلية، ما أدى إلى مطالبة السلطات الإماراتية بإعادتها، وكشف وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد أرسل مبعوثاً إلى أمير قطر في عام 2015، مطالباً بتسليم امرأة إماراتية (من دون أن يسميها)، لكن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رفض تسليمها، قبل أن تكشف الصحف القطرية عن أن هذه المرأة هي آلاء الصديق.

وغادرت آلاء قطر لتتقدم باللجوء السياسي في بريطانيا، وهناك وسعت من نشاطها الحقوقي، وبدأت نشر قضية والدها في وسائل الإعلام البريطانية، كما قامت بدور حقوقي في الوقوف ضد تطبيع بلادها مع إسرائيل، ومعارضة الاتفاقات التي وقعتها الإمارات والبحرين مع الاحتلال، فضلاً عن نشاطها في منظمة القسط لحقوق الإنسان، والفعاليات المتعلقة بشؤون "البدون"، والمرأة، والأقليات الدينية في دول الخليج، وفعاليات متعلقة بالعمال الوافدين. 

رحلت آلاء الصديق بعد يومين من عيد ميلادها، وقبل أشهر قليلة من الموعد المقرر للإفراج عن والدها من السجون الإماراتية، وتركت وفاتها غصة كبيرة لدى كثير ممن عرفوها، ولدى المهتمين بالمجال الحقوقي العربي عموماً والخليجي خصوصاً.

المساهمون