"كارديو جيم"... أول نادٍ رياضي للنساء في تعز

"كارديو جيم"... أول نادٍ رياضي للنساء في تعز

08 سبتمبر 2022
يسعى النادي لتعزيز ثقافة الرياضة النسوية والارتقاء بها (العربي الجديد)
+ الخط -

افتتحت شابتان يمنيتان، في فبراير/شباط الماضي، أوّل نادٍ رياضي للنساء في مدينة تعز وسط اليمن، في مسعى لتعزيز ثقافة الرياضة النسوية والارتقاء بها، وتلبية احتياجات النساء الباحثات عن اللياقة البدنية، فضلا عن توفير متنفس قادر على إخراجهن من الأجواء النفسية المعقدة التي خلفتها الحرب والحصار المطبق على المدينة من قبل جماعة "أنصار الله" الحوثيين منذ العام 2015.

ويقدّم النادي، الذي أسسته الشابتان ديناء المقطري وصديقتها زينب الطاهري، وأطلقتا عليه اسم "كارديو جيم"، العديد من الخدمات والبرامج الرياضية والغذائية، كما يوفّر مساحة آمنة للنساء المتدربات ويحافظ على خصوصيتهن، ويمكنهن من ممارسة مختلف التمارين الرياضية بكل أريحية، إلى جانب مساعدتهن على اتباع نظام غذائي صحي ودقيق، كما يقول القائمون عليه.

وجاءت فكرة إنشاء نادي "كارديو جيم" النسوي من واقع الاحتياج الذاتي لصاحبتيه، واللتين بحثتا طويلاً عن وجهة مشابهة، ما دفعهما إلى إعداد دراسة جدوى توصلتا فيها إلى أن هناك احتياجا كبيرا لمثل هذا المرافق التي تلبي تطلعات عشرات الفتيات والنساء في مدينة تعز.

وتقول دينا المقطري، لـ"العربي الجديد": "يعدّ النادي أول مركز متخصص في الرياضة النسوية بمدينة تعز، ويعمل بكادر نسوي مؤهل وبخبرات طويلة، ويقدم خدمة كبيرة للنساء، ويوفر متنفساً لهن، ويعمل على إخراجهن من الظروف والضغوطات النفسية التي خلفتها الحرب التي نمر بها للعام الثامن على التوالي".

يقدّم نادي "كارديو جيم" العديد من الخدمات والبرامج الرياضية والغذائية، كما يوفّر مساحة آمنة للنساء المتدربات ويحافظ على خصوصيتهن

وتضيف: "يقدم النادي العديد من الخدمات من خلال تفعيل برامج زيادة الوزن للنساء اللواتي فقدن وزنهن ويعانين من النحافة، وبرامج إنقاص الوزن بالنسبة للبدينات، وشد الأجسام لمن فقدن وزنهن جراء الخضوع لحميات قاسية".

وتم تجهيز هذا المشروع النسوي الأول من نوعه بشكل عصري وتزويده بآلات ومعدات حديثة، كما تم تشغيل طاقم نسائي مكون من مدربات مؤهلات وأخصائيات في التغذية، إلى جانب إعداد آلية عمل يومية دقيقة وموزعة على أربع فترات زمنية في اليوم الواحد.

ويعمل النادي خلال فترتي الصباح والمساء، وعلى مدى 8 ساعات في اليوم، إذ ينشط من الساعة 8 إلى 10 صباحاً، ومن الساعة 10 إلى 12 ظهراً، وكذلك من الساعة 2 إلى 4، ومن الساعة 4 إلى 6 مساء، وتتطلع إدارته إلى إضافة فترة أخرى، وخصوصاً بعد المغرب، وذلك لمواكبة الإقبال الكبير والمتزايد على النادي.

وتوفرّ القائمات على النادي الأجواء المناسبة للزبونات، ويحظر التصوير واستخدام الهواتف داخل هذا المرفق الذي تمارس فيه نساء من مختلف الأعمار الرياضة بكل حرية، ويتدربن على العديد من الآلات، وترتدي كل واحدة منهن أثناء ذلك بدلات رياضية خاصة.

وتعتبر عشرات النساء في مدينة تعز النادي وجهة مُفضّلة لممارسة الرياضة والتخلص من الأعباء والهموم اليومية للحرب، والتي تراجع خلالها النشاط الرياضي وظلت فيها الأندية حكراً على الرجال.

وتذكر زينب الطاهري، وهي المؤسسة الثانية للنادي وإحدى القائمات عليه، لـ"العربي الجديد"، أنّ الزبونة التي تنخرط في النادي "يشترط توفرها على بدلاتها الرياضية الخاصة لتساعدها أكثر على التدرب بشكل مريح".

ويحظى النادي، الذي يراعي في جدوله أوقات فراغ زبوناته، بإقبال كبير فاق توقعات إدارته، والتي تضطر أحياناً للاعتذار من المشتركات اللواتي لم يتسن لهن التدرب، وخصوصاً في وقت الذروة ما بين الساعة 8 و10 صباحاً، والساعة 4 و6 مساء.

وتندر نوادي الرياضة النسوية في مدينة تعز، الأمر الذي يرفع من نسبة الإقبال اليومي على هذا النادي الذي يسعى باستمرار نحو تطوير برامجه وأنشطته.

وتتقاضى إدارة النادي اشتراكاً شهرياً من كل زبونة محدداً في مبلغ 20 ألف ريال (يعادل 20 دولاراً) على من تختار التدرب على الآلات وبرفقة مدربة، ومبلغ 15 ألف ريال (يعادل 15 دولاراً) على من تختار واحدة من تلك الخدمات، حسب المتدربة نور الفقي، التي تمارس مختلف التمارين الرياضية وعلى جميع الآلات.

المساهمون