"فيتو" روسيا على إدخال المساعدات إلى الشمال السوري: مقدّمة لمجاعة

إدانة "فيتو" روسيا على إدخال المساعدات إلى الشمال السوري: مقدّمة لمجاعة كاملة

09 يوليو 2022
شحنات مساعدات إنسانية سابقة عند معبر باب الهوى (عمر حاج قدور/ فرانس برس)
+ الخط -

أدان فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيان له اليوم السبت، استخدام حقّ النقض "الفيتو" من قبل روسيا في جلسة مجلس الأمن الدولي التي عُقدت، أمس الجمعة، لمناقشة القرار الذي تقدّمت به كلّ من أيرلندا والنرويج، والذي ينصّ على إدخال المساعدات الإنسانية إلى الشمال السوري لمدّة عام كامل من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، شمالي محافظة إدلب، شمال غربي سورية.

وأشار الفريق إلى أنّ "عدد المرّات التي استخدمت فيها روسيا حقّ النقض بلغ 17 مرّة"، مضيفاً أنّ "استخدام حقّ النقض (الفيتو) من جديد هو تطبيق حرفي لسياسة الحصار والتجويع التي تمارسها روسيا في المناطق السورية كافة، ونقطة إضافية في سجلّ روسيا لجرائم الحرب التي ارتكبتها في سورية".

وأوضح الفريق في بيانه أنّ "عدم اتّخاذ أيّ قرار أو إجراء فعلي لتمديد إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود هو مقدّمة لمجاعة كاملة لا تمكن السيطرة عليها، وتهديد مباشر للأمن الغذائي لأكثر من أربعة ملايين مدني موجودين في المنطقة"، لافتاً إلى أنّ "إخفاق مجلس الأمن الدولي من جديد في اتّخاذ قرار حاسم لما يعانيه المدنيون في سورية عموماً، ومحافظة إدلب خصوصاً، يُبرز الخلافات الدولية ضمن المجلس"، وشدّد على أنّ "الخاسر الأكبر من تلك الخلافات هم المدنيون في المنطقة، مع عدم جدية المجتمع الدولي في إنهاء معاناة السوريين المستمرة منذ أعوام".

وأكّد الفريق أنّ "مجلس الأمن الدولي تحوّل إلى ساحة للتجاذبات السياسية المقيتة، وصار غير قادر على اتّخاذ قرارات حقيقية تمسّ حياة أربعة ملايين مدني في حاجة إلى المساعدات الإنسانية أكثر من أيّ وقت مضى"، مضيفاً أنّ "استخدام الفيتو الروسي الأخير أظهر فشل الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي في تقديم أيّ حلول أو بدائل، على الرغم من التصريحات المتكرّرة بوجود بدائل لإدخال المساعدات".

وفي هذا السياق، اقترح "منسقو الاستجابة" حلولاً لضمان استمرار آلية التفويض الخاصة بإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، أوّلها تعديل المقترح المقدّم من أيرلندا والنرويج، فيما يقول مقترح ثانٍ بـ"تحويل آلية دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، فتكون العمليات الإنسانية عن طريق الجمعية بشكل مباشر".

وطالب الفريق المجتمع الدولي، في ظلّ عجز مجلس الأمن عن اتّخاذ أيّ قرار بشأن سورية، بإحالة مشروع القرار الذي تقدّمت به أيرلندا والنرويج إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعقد دورة استثنائية طارئة لمناقشته وإقراره بشكل فوري عملاً باللوائح والأنظمة النافذة في المنظمة الأممية.

من جهتها، استخدمت الولايات المتحدة الأميركية، أمس الجمعة، من ضمن جلسة مجلس الأمن، حقّ النقض (الفيتو) ضدّ مشروع قرار روسي لتمديد إيصال المساعدات إلى الشمال السوري عبر "خطوط النزاع" ومعبر باب الهوى لمدّة ستة أشهر.

تجدر الإشارة إلى أنّ غداً الأحد هو يوم العمل الأخير بآلية التفويض الخاص بالقرار الدولي 2585 /2021 لإدخال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سورية، والتي أقرّها مجلس الأمن الدولي في العام الماضي.

المساهمون