"فارم" مبادرة أوروبية لمساعدة الدول الأكثر تعرّضاً للأزمات الغذائية

"فارم" مبادرة أوروبية لمساعدة الدول الأكثر تعرّضاً لخطر الأزمات الغذائية على خلفية حرب أوكرانيا

26 مارس 2022
ثمّة خشية من أزمات غذائية خطرة في أفريقيا وآسيا في غضون عام (بوراك كارا/ Getty)
+ الخط -

 

أعلنت دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرون، أمس الجمعة، إطلاق مبادرة للتخفيف من تداعيات الأزمات الغذائية التي سبّبتها الحرب القائمة في أوكرانيا على الدول الأكثر تضرّراً. ويهدف برنامج "فارم" خصوصاً إلى الحفاظ على الإمدادات الغذائية في العالم متاحة بأسعار معقولة من خلال جعل الأسواق الزراعية أكثر كفاءة ودعم الإنتاج في أوكرانيا، على الرغم من الحرب، وكذلك في البلدان الأكثر عرضة للخطر، وفق ما جاء في خلاصات قمة القادة الأوروبيين في بروكسل.

والمبادرة المستلهمة من مبادرة "كوفاكس" العالمية الخاصة بتوزيع اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بشكل عادل، غايتها الحدّ من تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، ولا سيّما أنّ البلدَين مصدران رئيسيان للحبوب. ومن المرجّح أن يؤدّي النزاع إلى أزمات غذائية خطرة في أفريقيا وآسيا في غضون عام واحد. ويعتزم الأوروبيون أن يحاربوا عبر "فارم" المضاربة في الأسواق الدولية في خضمّ ارتفاع الأسعار، ولا سيّما في ظلّ الغموض المحيط بالمخزونات العالمية التي من شأن تحريرها أن يجعل تلبية الاحتياجات ممكنة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في هذا الإطار: "قرّرنا التحرّك بمحاولة إزالة كلّ الحواجز التي تعطّل السوق. فثمّة دول لم تعد تحترم قواعد حرية حركة البضائع، مثلما حدث في خلال الأزمة الصحية (جائحة كورونا)". أضاف أنّ "الصين مثلاً تخزّن كثيراً من الحبوب"، في ظل المخاوف من تأثير الحرب، وهو إجراء "يؤدّي إلى نتائج عكسية تماماً تؤدّي إلى ارتفاع الأسعار"، الأمر الذي يمنع الدول الأكثر فقراً من الحصول على الإمدادات.

وتابع ماكرون قائلاً إنّ الاتحاد الأوروبي يرغب، بالاتفاق مع واشنطن، في إقرار التزام متعدّد الأطراف ضدّ القيود المفروضة على تصدير المواد الخام الزراعية. علاوة على ذلك، سيدعم الأوروبيون مشاريع تنمية في البلدان الأكثر عرضة للتهديد بهدف زيادة الإنتاج المحلي، و"إعادة إطلاق مشاريع لإعادة التشجير وإنتاج البروتينات النباتية في أفريقيا بدعم مالي كبير"، وفق الرئيس الفرنسي.

وكان ماكرون قد دعا موسكو إلى "التحلّي بالمسؤولية" والسماح بالبذر في أوكرانيا، وإلا فإنّ الحرب ستسبّب "مجاعة حتمية في غضون 12 إلى 18 شهراً". يُذكر أنّ من المحتمل أن يسبّب نقص الحبوب أعمال شغب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتُعَدّ مصر وتركيا وبنغلادش ونيجيريا، وهي دول ذات كثافة سكانية عالية، الدول المستوردة الرئيسيّة للحبوب من روسيا وأوكرانيا. كذلك تعتمد مصر ولبنان بنسبة 80 في المائة على الحبوب الروسية والأوكرانية التي تشكّل كذلك الجزء الأكبر من الإمدادات لبلدان عديدة أخرى، مثل كازاخستان ومنغوليا وأرمينيا والصومال وتركيا وغيرها.

(فرانس برس)

المساهمون