زيارات المسؤولين الإيرانيين غير الرسمية تثير جدلاً في العراق

زيارات المسؤولين الإيرانيين غير الرسمية تثير جدلاً في العراق

24 نوفمبر 2020
نواب: استمرار مثل تلك الزيارات تأكيد على تبعية القرار العراقي (تويتر)
+ الخط -

فتحت زيارة زعيم "فيلق القدس"، الإيراني إسماعيل قاآني للعراق الأسبوع الماضي، ولقاؤه بزعماء مليشيات مسلحة وقيادات سياسية توصف عادة بأنها مدعومة من طهران، فضلاً عن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ملف الزيارات المتكررة للمسؤولين الإيرانيين لاسيما العسكريين منهم للعراق وبحثهم ملفات يفترض أنها شأن داخلي عراقي، حيث اعتبر نواب وسياسيون في بغداد استمرار مثل تلك الزيارات تأكيدا على تبعية القرار العراقي.

وعلق نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، ظافر العاني على زيارة قاآني في تدوينة له على موقع "تويتر" كتب فيها "ثم يأتي أحدهم ليوهمنا بالقول بأن الفصائل عراقية وتخضع لأوامر القائد العام للقوات المسلحة".

بدوره، أكد عضو البرلمان العراقي السابق عن محافظة نينوى، نوري العبد ربه، أن "الزيارات المتكررة للمسؤولين الإيرانيين، ومنهم العسكريون، تدل على خضوع عراقي بالملف العسكري لإيران"، مبينا في تصريح متلفز أن "مساعدة إيران للعراق في حربه ضد تنظيم داعش، ليست مبررا للاستيلاء على القرار الداخلي العراقي من قبلها".

وشدد على أن "تأثيرات طهران واضحة على السياسات العراقية، والوضع الأمني في البلاد"، مشيرا إلى أن "الحكومة لن تنجح بإدارة الدولة، ما لم تتعامل مع الدول وفق المصالح المتبادلة".

إلى ذلك، دعا رئيس كتلة "بيارق الخير"، النائب، محمد الخالدي، لمساءلة الحكومة برلمانيا، بشأن تلك الزيارات المثيرة، وأكد لـ"العربي الجديد"، أنه "يجب أن يكون هناك موقف حازم تجاه أي تدخل سلبي في الشأن العراقي، سواء أكان من قبل إيران أم غيرها"، مبينا أن "العلاقات المشتركة يجب أن ترسم وفقا لما تقتضيه مصلحة البلد، لا وفقا لما تقتضيه مصالح تلك الدول الخارجية، وعلى الحكومة أن تعمل ضمن هذا الإطار".

وحمّل الخالدي الحكومة مسؤولية ذلك، مبينا أنها "هي الجهة المسؤولة عن رسم سياسات البلد الخارجية والداخلية، الأمر الذي يحتم عليها أن تسير تلك العلاقات وفقا لمصلحة البلد"، مشددا القول "على البرلمان أن يدعم التوجه نحو تحديد تلك العلاقات، بما تقتضيه مصلحة البلد، وأن يسائل الحكومة عن التدخل الإيراني، وغيره"، مشيرا إلى أن "هناك بروتوكولات ودستورا أيضا، تحكم تلك العلاقات، الأمر الذي يحتم على الحكومة عدم تجاوز ذلك".

من جانبها، أثارت عضو التيار المدني العراقي، والنائب في البرلمان عن الدورة السابقة، شروق العبايجي، شكوكا من أهداف وأجندات تلك الزيارات، سيما وأنها غير معلنة، وقالت لـ"العربي الجديد"، إن "كل الزيارات إلى البلاد يجب أن تكون رسمية ومعلنة، وأن تكشف الأهداف التي أجريت لأجلها".

وأكدت أن "عدم التزام الحكومة بذلك، وعدم إعلانها الزيارات سيما التي يجريها الجانب الإيراني، تثير الشكوك من أهدافها، كما أن ذلك يؤشر إلى وجود ملفات وقضايا مثيرة للقلق، تبحث بتلك الزيارات"، مشيرة إلى أن "الحكومات العراقية المتعاقبة، وضعت نفسها بموقف ضعيف، من خلال استمرار ارتباطاتها بالخارج، مقابل عدم بناء الثقة مع الشعب العراقي، الأمر الذي أحبط الشعب من تلك التوجهات".

وشددت على أن "تلك الدول لا توفر الحماية والدعم للحكومة العراقية، بل هي تبحث عن مصالحها الخاصة، بمعزل عن مصلحة العراق، الأمر الذي يحتم على الحكومة بناء جسور ثقة مع شعبها، لأجل تطور وبناء مصالح البلد".

يأتي ذلك، عقب زيارة غير معلنة، أجراها الأسبوع الفائت، زعيم "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، إلى بغداد، وسط تسريبات تحدثت عن لقاء أجراه مع رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي، كما التقى مع قادة فصائل مسلحة مرتبطة بطهران وزعماء كتل سياسية مختلفة بحي الجادرية والمنطقة الخضراء في بغداد، بحث خلالها ملف القوات الأميركية في العراق.