النظام السوري يصبّ غضبه على ريف درعا لتعويض خسائره

النظام السوري يصبّ غضبه على ريف درعا لتعويض خسائره

01 ديسمبر 2014
قوات النظام تتقدّم في الشيخ مسكين (فرانس برس)
+ الخط -

يسعى النظام السوري بشراسة إلى استعادة المناطق التي خسرها أخيراً في ريف درعا الأوسط، خصوصاً مدينة الشيخ مسكين والقطع العسكرية المحيطة بها، ما هدد وجود قواته في مدينة ازرع المجاورة التي تُعدّ أحد أهم معاقل النظام في المحافظة.

وكان مقاتلو المعارضة تمكّنوا عبر معركة "ادخلوا عليهم الباب" من السيطرة على المدينة وعلى جزء كبير من اللواء 82 بالقرب منها.

واستطاعت قوات النظام والمليشيات التابعة لها فجر أمس من التقدّم في مدينة الشيخ مسكين، لتسيطر على الحي الشرقي بالكامل، بعد اشتباكات عنيفة وقعت مع فصائل معارضة منتمية للجيش الحر و"جبهة النصرة".

وأوضح الناشط الإعلامي من درعا عماد الحوراني لـ "العربي الجديد"، أنّ "المعارك تواصلت في الحيين الشرقي والشمالي لمدينة الشيخ مسكين، وتمكّنت خلالها قوات النظام فجر أمس من السيطرة على الحي الشرقي"، مشيراً إلى أنّ "تقدّم قوات النظام أتى نتيجة تكثيفه للغطاء الناري، ووصول تعزيزات إليه من مليشيا حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، فضلاً عن انسحاب بعض كتائب الجيش الحر من الجبهة".

ووفقاً للحوراني، فإنّ "معارك الشيخ مسكين المتواصلة منذ نحو شهر، خلّفت مئات القتلى في صفوف قوات النظام ومليشياته، من بينهم القيادي في الحرس الثوري الإيراني أحمد موسوي، وهو ابن شقيق السفير الإيراني السابق في سورية مهدي موسوي، كما أسفرت المواجهات عن مقتل ثلاثين على الأقل من الثوّار".

وتُعتبر مدينة الشيخ مسكين رابع أكبر مدن حوران بعدد سكانها، بعد مدن درعا ونوى والصنمين، وهي عقدة مواصلات هامة تربط محافظات المنطقة الجنوبية (درعا، دمشق، السويداء والقنيطرة) وهي أيضاً نقطة الوصل بين مدن نوى وازرع وابطع وداعل والصنمين.

وتُعدّ ذات أهمية استراتيجية للجيش الحر الذي يعتبر السيطرة عليها بداية إنهاء سلطة النظام في القطاع الأوسط. كما تُعتبر نقطة ارتكاز رئيسة لقوات النظام في المنطقة؛ نظراً لما يتفرع عنها من طرق الإمداد لقواته في المنطقة الغربية، فضلاً عن كونها خط الدفاع الأخير عن الصنمين من جهة الجنوب.

وفي سياق استهداف النظام لريف درعا، ارتكبت طائراته أمس الأحد، مجزرة جديدة في مدينة جاسم الواقعة في ريف درعا، ذهب ضحيتها 17 قتيلاً وعشرات الجرحى على الأقل.

وأفاد الناشط الإعلامي أحمد المسالمة لـ "العربي الجديد" أنّ "طائرات النظام الحربية شنّت منذ صباح أمس عشر غارات على مناطق متفرقة من ريف درعا، طالت اثنتان منها مدينة جاسم، لقي على إثرهما 11 مدنياً على الأقل مصرعهم وتحوّلوا إلى أشلاء، فيما أصيب خمسون آخرون، نُقلوا إلى المستشفيات الميدانية القريبة".

كما أفاد موقع الهيئة العامة للثورة السورية بأن 17 شخصا قُتلوا في الغارات على جاسم، فضلاً عن عشرات الجرحى، في حين ذكر مراسل موقع "سراج برس" أن عدد القتلى في جاسم تجاوز الثلاثين، عشرة منهم موثقون بالأسماء والصور، وآخرون مجهولو الهوية، إضافة إلى أكثر من مائة جريح أغلبهم في حالة حرجة.

وشملت الغارات أيضاً مدن انخل التي سقط فيها قتلى وجرحى، وطفس ونوى حيث سقط قتيل واحد على الأقل في كل منهما أحدهما طفل، فضلاً عن العديد من الجرحى، وإلحاق أضرار مادية في الأبنية السكنية.

من جهة أخرى، اقتحم مقاتلو لواء "تحرير بصرى الشام" إحدى نقاط تمركز قوات النظام في حي المغارة في مدينة بصرى الشام في محافظة درعا، وتمكنوا من قتل جميع العناصر المتواجدين فيها بعد اشتباكات عنيفة، كما قاموا بزرع العبوات الناسفة في المنطقة وتفجيرها عند قدوم مؤازرات تابعة لقوات النظام، ما أسفر عن سقوط المزيد من القتلى في صفوفهم، وذلك بحسب المكتب الإعلامي في اللواء.

ويقول ناشطون من ريف درعا إن غارات قوات النظام المكثّفة على المحافظة، قد تكون رداً على تصريح عضو الائتلاف الوطني لقوى المعارضة نصر الحريري، حول إقامة منطقة عازلة في الجنوب السوري.

وفي محافظة دير الزور، استهدفت طائرات النظام قرية "حطلة" بغارتين جويتين بالصواريخ ما أدى لمقتل 12 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى سقوط أكثر من عشرين جريحاً بعضهم بحالة حرجة، وذلك وفق الهيئة العامة للثورة السورية.

وقال ناشطون إن الغارات استهدفت منازل المدنيين محدثة دماراً كبيراً، وأدت إلى مقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة (امرأتان وثلاثة أطفال)، تحوّلت أجسادهم إلى أشلاء.

وكان الطيران الحربي شنّ أمس الأول السبت تسع غارات جوية على محافظة دير الزور، على جسر السياسية وعلى حويجة صكر، وعلى محيط المطار العسكري، وغارة على قرية الخريطة في الريف الغربي.