جبهة ريف درعا الشمالي: استراحة بين معركتين

جبهة ريف درعا الشمالي: استراحة بين معركتين

19 فبراير 2015
تخشى بلدة كناكر هجوماً لقوات النظام (صالح محمود ليلى/الأناضول)
+ الخط -
بعد تسعة أيام على إطلاق الحرس الثوري الإيراني و"حزب الله" اللبناني، والنظام السوري، معركة "المنطقة الجنوبية"، يسود الهدوء الحذر المنطقة، تخلله نزوح نحو 50 ألف سوري، جرّاء القصف الجوي والمدفعي. وأفاد المتحدث الرسمي باسم "الجبهة الجنوبية" في "الجيش السوري الحرّ" الرائد عصام الريس، لـ"العربي الجديد"، بأن "الحرس الثوري الإيراني وحزب الله والنظام، حشدوا نحو أربعة آلاف مقاتل تحت قيادة إيرانية". وكشف أن "تلك القوات اعتمدت منذ بداية المعركة على القصف المكثف الجوي والمدفعي، ما تسبب في نزوح نحو 40 ألف سوري، بينهم أطفال ونساء، ليرتفع عدد النازحين يوم الإثنين إلى 50 ألف نازح".

وأشار إلى أن "النظام سيطر، خلال المعركة، على ثلاث قرى بعد تدميرها بشكل شبه كامل، تبلغ مساحتها 8 كيلومترات مربّعة، في حين ما زالت الاشتباكات المتقطعة متواصلة". وأوضح أن "65 في المائة من المنطقة الجنوبية ما زالت تحت سيطرة الفصائل المعارضة المسلحة".

وقال إن "الاستراتيجية التي سيتم اتباعها، خلال الفترة المقبلة، هي حرب العصابات، ولن نتمسك بالأرض الخالية، فهدفنا حماية المدنيين". وأضاف أن "هذه الاستراتيجية ستُعتمد حتى يعيد النظام وحلفاؤه حساباتهم، ويوقفوا هجماتهم".

ولفت إلى أن "المقاتلين الإيرانيين وحزب الله لم ينجحوا في تحقيق أي تقدم باتجاه القنيطرة"، معتبراً أن "النظام استعان بحلفائه، خصوصاً بعدما استنزف الجيش، وبقي منهم المتطوعون والمُلزمون بأداء الخدمة العسكرية، إضافة إلى قوات الدفاع الوطني".

وتابع "الجبهة الجنوبية مشروع جدي، ويحمل شعارات الأيام الأولى من الثورة السورية، وتؤمن بأن سورية لجميع السوريين، وهم أصحاب الحق في إقرار شكل النظام الذين يريدونه، ولا نملك مشروعا سياسيا خاصا بنا. وهذا ما يُشكّل تهديداً حقيقياً للنظام، لهذا يحاول إضعافه".

وتساءل الريس "ماذا يفعل الإيرانيون وحزب الله على الأرض السورية؟ وهم اليوم يتجاهلون ما يحدث في درعا، بانتظار أن يحققوا انتصاراً ما، كما حصل في القصير، لكننا نقول لهم إن الجبهة الجنوبية مختلفة وتنتظرهم مفاجآت عديدة".

وذكر أن "لديهم أعدادا كبيرة من القتلى من شرق آسيا، وأفغانا، وجنسيات أخرى"، معرباً عن اعتقاده بأن "سورية اليوم تتعرض للاحتلال عبر غزو مليشيات، وليس غزوا طائفيا كما يسوق البعض". ووجه حديثه للسوريين قائلاً "أي السوريين يقبل بأن يقوده غير السوري، وماذا ينتظرون من نظام يهجّر السوريين ويحرمهم من الخدمات والمواد الغذائية، ويسلم أمرهم لمن يعلنون أنهم حلفاؤهم؟".

وأكد أن "الضباط الذين تم إعدامهم من قبل الحرس الثوري الإيراني، ثبت عدم تعاملهم مع أي فصيل من فصائل المعارضة المسلحة في المنطقة الجنوبية، ونعتقد أن عملية الإعدام كانت لترهيب عناصر القوات النظامية، بهدف إرضاخهم لقيادتهم".

في المقابل، تفيد مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، بأن "الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، يسعون إلى فتح طريق إلى الحدود مع إسرائيل وتأمين ريف دمشق"، لافتة إلى أن "درعا ليست من أولوياتهم، وما المعركة التي فتحت سوى تجميع الفصائل المسلحة المعارضة في درعا". وأفاد ناشطون من ريف دمشق، بأن "النظام هدد بقصف بلدة كناكر واقتحامها ما لم تقم بالاستجابة لمطالبه، المتمثلة في الخضوع شبه الكلي له، وقد أعطى مهلة تنتهي، اليوم الخميس، للردّ علی مطالبه".

ويشير الناشطون إلى أن "نظام الأسد أرسل مبعوثًا من اللواء 121 للبلدة، يؤكد أن الفرق العسكرية ومطار المزة، بالإضافة إلى اللواء 121 وثكناته التي تحاصر البلدة، في التلال المنتشرة حولها من كل الجهات، قد جهزت لذلك، ولديها أوامر بفتح معركة كناكر في هذه الأيام". ولذلك شهدت البلدة حركة نزوح كبيرة للأهالي، خوفاً من ارتكاب مجزرة من قِبَل قوات الأسد، في حال نفذت تهديدها واقتحمتها.

وكان ناشطون معارضون أفادوا، أمس الأربعاء، بـ"استهداف القوات النظامية العديد من قرى ومدن درعا بالقصف المدفعي، منها درعا المدينة والغارية الغربية وجاسم وعتمان، وأم المياذين". وأفادت "الهيئة السورية للإعلام"، بأنّ "قوات الأسد المتمركزة داخل الفرقة التاسعة ببلدة الصنمين في ريف درعا، قصفت ليلة الاثنين- الثلاثاء، مراكز لقوات حزب الله المتمركزة في تل قرين خطأً".

وأشارت "الهيئة" إلى أنّ "العديد من الصواريخ تساقطت في مراكز الحزب، ما أسفر عن مقتل وجرح عناصر عدة، وتدمير آليات". وردّ "حزب الله" على مصادر النيران بقصف عنيف، ظنًّا منه أنّ الثوار باشروا هجوما جديدا على مواقعهم.

وبذلك ترتفع حصيلة قتلى المليشيات الأجنبية التي تقاتل إلى جانب قوات الأسد، إلى أكثر من 200 قتيل. كما تشهد مناطق: تل قرين، والهبارية، وكفر ناسج، ودير العدس، اشتباكات مستمرة بين ثوار درعا، والمليشيات الأجنبية وقوات الأسد.