الإسكندرية ترفض عودة فلول الحزب الوطني

الإسكندرية ترفض عودة فلول الحزب الوطني

22 ديسمبر 2014
رفض شعبي للحكم الصادر بتبرئة مبارك وفلول نظامه (الأناضول)
+ الخط -

تشهد محافظة الإسكندرية المصرية موجات غضب وفعاليات مناهضة لمحاولات عودة فلول الحزب الوطني المنحل إلى المشهد السياسي المصري، خصوصاً بعد تبرئة الرئيس المخلوع حسني مبارك ورموز نظامه من تهم قتل المتظاهرين في القضية المعروفة إعلامياً بمحاكمة القرن، وإعلان عدد منهم نيته الترشح لانتخابات البرلمان المقبل، ما دفع عدداً من النشطاء السياسيين في المحافظة إلى تدشين حملات لمقاطعة هؤلاء شعبياً.

وبدأ "التحالف الديمقراطي" في المحافظة جمع توقيعات شعبية لإعادة محاكمة مبارك ورموز نظامه، في إطار حملة "حاكموهم" التي تدعو ملايين المصريين على مستوى الجمهورية ممن شاركوا في ثورة 25 يناير إلى التوقيع على عريضة تطالب بمحاكمة الرئيس المخلوع وكافة المسؤولين في عهده عن قتل الضحايا ودماء المصابين ونهب موارد مصر ونشر الفساد وتزوير الانتخابات على مدى ثلاثة عقود هي فترة حكمه للبلاد.

ووزعت الحملة العديد من الملصقات والمنشورات لتوعية المواطنين وتحذيرهم من تحايل بعض رموز نظام مبارك عبر الترشّح سواء على النظام الفردي أو على قوائم عدد من الأحزاب الجديدة التي أسّسها أعضاء في الحزب المنحل بعد ثورة 25 يناير وبمسميات مختلفة.

كما نظّمت الحملة الشعبية لدعم مطالب التغيير "لازم" في الإسكندرية، معرض صور بعنوان جرائم مبارك خلال 30 عاماً حتى بداية ثورة 25 يناير، بهدف التصدي لمحاولات أعضاء النظام السابق من الوصول إلى البرلمان.

وقالت الحملة في بيان لها، إنه "خلال 30 سنة من القهر والجوع والمرض والكوارث التي أودت بحياة الآلاف من المصريين في الداخل والخارج، نتيجة فساد نظام عُرف بنظام مبارك وبعد قيام ثورة ضد كل هذا الفساد، لم يحكم بيوم واحد على قاتل، وإذا كان القاضي قد استعرض ما أمامه من أوراق القضايا، فنحن سنحاكمهم بما رأيناه في الميدان".

وشددت الحملة على أنه "من غير المقبول بعد قيامنا بثورة أُزهقت فيها أرواح كثيرة من أجل إسقاط نظام فاسد بكامله، أن يأتي علينا مجدداً أشخاص وكوادر منتمون لهذا النظام، يتسللون مرة أخرى إلى البرلمان والحياة السياسية"، مضيفة "ليس معقولاً أيضاً بعد مطالبتنا بالديمقراطية والحرية، عودة من لا يعترفون أو يستمعون إلا لآرائهم فقط ولا يسعون إلا لمصالحهم على حساب الجميع".

من جهتها، أطلقت حركة "6 إبريل" في المحافظة، حملة مشابهة تحت شعار "على جثتي يا فلول"، شملت أولى فاعلياتها توزيع قرابة 10 آلاف منشور في مناطق مختلفة لتوعية المواطنين بخطر وجود أو وصول مرشح من نظام مبارك إلى البرلمان، كما قال محمد سعد أحد المشاركين في الحملة.

أما عن تسمية الحملة "على جثتي يا فلول"، فقال سعد "رأينا هذا الشعار مناسباً لطريقة تفكير عامة الشعب بشكل سيسهل علينا استكمال مسيرة تحقيق أهداف الثورة، وخصوصاً أنه ليس من الممكن بعد قيام ثورة يناير المجيدة، وكم التضحيات التي شهدتها، أن نعود إلى الممارسات نفسها والأشخاص الذين أفسدوا الحياة السياسية".

الحملة امتدت أيضاً إلى الشارع، إذ قام أحد شباب حملة "تحيا مصر" الشبابية في الإسكندرية بتعليق لافتة بعنوان "لا للفلول لا لأرباب السجون"، في أحد شوارع منطقة محرم بك وسط المدينة، لجذب انتباه المواطنين وتذكيرهم بفساد النظام السابق.

وقال صاحب الفكرة هاني رسلان، إن الهدف منها منع أعضاء الحزب الوطني المنحل من المشاركة في الحياة السياسية تحت أي شعارات أو أحزاب، معلناً تبنّيه حملة بعنوان "الحملة القومية للتطعيم ضد الفلول".

وأكد رسلان أنه بصدد تعليق مجموعة من اللافتات في عدد من شوارع المحافظة لحث المواطنين على الابتعاد عن انتخاب الفلول مرة أخرى، موضحاً أن الفترة المقبلة ستشهد تغيرات على الساحة السياسية، نظراً لاستعداد عدد كبير من الفلول لتجهيز أنفسهم لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهو الأمر الذي يرفضه تماماً.

هذه الفكرة لاقت استحسان عدد كبير من سكان الشارع، ورأى أحمد عوض، وهو أحد أعضاء الحملة، أنها "فكرة جديدة تهدف إلى نشر الوعي بين المواطنين وبناء فكر جديد لهم من خلال نشر ثقافة مقاطعة المفسدين في المجتمع المصري".

كما قالت أحلام سعيد، وهي من سكان المنطقة، إنها "تستعد للمشاركة المادية بالحملة، وتحضير مجموعة من الملصقات الدعائية للتعريف بالفكرة، كمحاولة لاسترجاع حق الشهداء وتذكير المواطنين به".