"جبهة الإنقاذ" المصرية: من "قسوة المعارضة" إلى "خفوت الأصوات"

"جبهة الإنقاذ" المصرية: من "قسوة المعارضة" إلى "خفوت الأصوات"

03 يوليو 2014
صوت جبهة الإنقاذ خافت في عهد السيسي (فرانس برس/Getty)
+ الخط -

حرص عدد من قادة الأحزاب السياسية في مصر، على استخدام شعارات من مثيل "أخونة الدولة... نظام فاشي... الدولة الدينية" وغيرها، في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، إضافة إلى شعارات أخرى للدفاع عن حرية الرأي والتعبير، وانتقادات غير منقطعة النظير لمرسي الذي أكمل بالكاد عاماً كرئيس لمصر، قبل حصول الانقلاب عليه.

ومن هؤلاء القادة، محمد البرادعي، وحمدين صباحي، ومحمد أبو الغار، ومؤسسو "جبهة الإنقاذ"، فهؤلاء لم يتركوا صغيرة أو كبيرة في خطاباتهم إبان حكم مرسي، إلا وانتقدوها.

لكن سرعان ما خفتت أصواتهم عقب انقلاب 3 يوليو/تموز 2013، وخفت معها هتافهم "يسقط يسقط حكم العسكر"، الذي طالما هتفوا به قبيل انتخابات الرئاسة 2012.

حرص مؤسس "جبهة الإنقاذ" وحزب الدستور، ومحمد البرادعي، على إرسال مئات الرسائل عبر موقع "تويتر"، إلى مرسي من مثيل "إلى الدكتور مرسي ومن معه: أحملك باسم جموع الشعب المصري المسؤولية الكاملة عن حالة الاستقطاب التي تمزق الوطن... استمعوا لصوت العقل قبل فوات الأوان"، في حين اختفت تلك "التغريدات" عقب الانقلاب، مع كل الانتهاكات التي تحدث. ويكاد يكون عدد تغريدات البرادعي معدوداً عقب الانقلاب وما تبعه من فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.

"حتى اكتمال النصر من عند الله، سنقف مع شعبنا القائد وجيشنا والشرطة نواجه إرهاب الذين احتقروا إرادة الشعب واحتكروا قدسية الدين وتاجروا بدم الأبرياء". هذه كانت كلمات المرشح السابق للرئاسة ومؤسس التيار الشعبي، حمدين صباحي يوم 14 أغسطس/آب الماضي، فيما كان موقفه مختلفاً عندما سقطت دماء المصريين أمام قصر الاتحادية في ديسمبر/كانون الأول، 2012، فقال حينها إن "ثورتنا ومسيراتنا واعتصامنا سلمي... أي اعتداء على المتظاهرين أمام قصر الاتحادية والتحرير والمحافظات يتحمل مسؤوليته مرسي مباشرة".

وأكثر ما كان يؤرق رئيس الحزب "المصري الديموقراطي"، محمد أبو الغار، خلال فترة حكم مرسي، بحسب قوله في حينها، أن "أخونة الدولة إحدى المشاكل التي تؤرق الشعب الآن، والتي تدفعه للنزول إلى الشارع والتظاهر قلقاً من تعيين الإخوان بالمراكز الإدارية في الوزارات والمؤسسات الحكومية". وقال أيضاً حينها إن "منظمات المجتمع المدني كان لها تاريخ طويل في عهد عبد الناصر والسادات ومبارك، وأسوأ ظروفها جاء تحت حكم الرئيس محمد مرسي". في حين لم يعلّق أبو الغار على أداء منظمات المجتمع المدني طوال العام الماضي الذي سقط فيه مئات الضحايا، واعتُقل فيه آلاف المصريين.

وأشارت أستاذة العلاقات العامة والإعلام في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، ثريا بدوي، تعليقاً على خطابات قادة "جبهة الإنقاذ"، التي كانت تظهر بصفة مستمرة في الصحف المصرية قبل الإطاحة بنظام مرسي، إلى أن "المعارضة كانت قاسية إلى حد ما، مقارنة بالآن".

وتابعت بدوي في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "قادة الجبهة كانوا ينتقدون كل صغيرة وكبيرة، كأن الكوب كله كان فارغاً، وكانوا يطالبون بالحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة بين الجميع، وبالحقوق السياسية والاجتماعية للجميع، فكل ذلك طُرح بقوة قبل 30 يونيو/حزيران، ولكن الوضع اختلف عقب ذلك".

وأضافت أن "الجبهة تشكّلت بهدف إسقاط نظام الإخوان، وبمجرد تحقق هدفها تفككت، وسقطت مطالبها، وتخلت عن القيام بدورها في نهضة المجتمع والمطالبة بالعدالة والديمقراطية".

إلا أنها أشارت إلى أن "ليس كل أعضاء الجبهة كان لهم الخطاب نفسه، فرئيس حزب مصر الحرية، عمرو حمزاوي، تعرّض لسخط وسائل الإعلام عقب 3 يوليو/تموز، لأنه انتقد الأوضاع بعد الانقلاب".

المساهمون