النظام السوري يحاصر سراقب.. واتصالات تركية روسية لوقف التصعيد

النظام السوري يحاصر سراقب.. واتصالات تركية روسية لوقف التصعيد

06 فبراير 2020
أنقرة تواصل مساعيها للوصول إلى حل (سيم جنكو/الأناضول)
+ الخط -
كثّفت قوات النظام السوري والطائرات الروسية القصف على محافظتي إدلب وحلب، وحاصرت مدينة سراقب في ريف إدلب الشرقي من كل الجهات، وسط أنباء عن بدء دخول قوات النظام إلى المدينة التي ما زال فيها العشرات فقط من مقاتلي الفصائل، فيما تتواصل الاتصالات بين أنقرة وموسكو لوقف تصعيد النظام.

وأفاد مراسل "العربي الجديد" بأن قوات النظام السوري حاصرت سراقب بعد سيطرتها على بلدات في شرق وشمال المدينة التي تضم أربع نقاط مراقبة تركية، حيث سيطرت على الشيخ منصور ووصلت إلى شمال المدينة عبر التقدم نحو بلدة آفيس والسيطرة عليها، ما يعني أنها أطبقت على سراقب من كل الجهات، والتي ما زال بداخلها العشرات من مقاتلي الفصائل، حيث باتوا محاصرين داخلها.
وتكمن أهمية سراقب في أنها نقطة تقاطع الطريقين الدوليين "إم 5" الذي يربط بين دمشق وحلب و"إم 4" الذي يربط بين حلب واللاذقية، واللذين يحاول النظام وروسيا فتحهما.
من جهته، نقل موقع "روسيا اليوم" عن مصدر عسكري في قوات النظام قوله إن "الجيش السوري دخل مدينة سراقب، وهو يحاصر مطار تفتناز في ريف إدلب من 3 جهات ويقطع ناريا الجهة الرابعة".
في المقابل، أكد مصدر من المعارضة، لـ"العربي الجديد"، أن الجيش التركي أقام نقطة عسكرية جديدة داخل مطار تفتناز العسكري في ريف إدلب الشمالي، موضحا أن القوات التركية المتمركزة في نقطة المراقبة شمال مدينة سراقب استهدفت بقذائف المدفعية قوات النظام على المحاور الشرقية والشمالية، في محاولة لمنع تقدمها في المنطقة. ويأتي ذلك بعد أن وصلت قوات النظام إلى بلدة آفس، أو ما يُعرف بالدوير، شمال سراقب، وقطعت إمداد المدينة من المحور الشمالي.
وقالت شبكة "المحرر" التابعة لفيلق الشام إن النقاط التركية استهدفت مواقع لقوات النظام بقذائف المدفعية، كما شغّل الجيش التركي أجهزة تشويش لمنع طيران النظام السوري من التواصل مع المطار لتنفيذ الغارات الجوية.



وذكرت وكالة "سانا" الرسمية أن قوات النظام سيطرت ناريا على الطريق الدولي حلب سراقب، وقطعت خطوط إمداد المسلحين من ريف حلب الجنوبي.
وأوردت الوكالة عن مصدر عسكري قوله، في وقت سابق، إن قوات النظام تواصل تقدّمها في قرى إسلامين والعثمانية وأبو الخوص والرصافة وأبو الخشة في منطقة سراقب، وفي قريتي الزمار وجزرايا بريف حلب، وفي بلدة تل طوقان بريف إدلب، محاصرة النقطة التركية فيها.
في غضون ذلك، شنت طائرات النظام وروسيا عشرات الغارات الجوية، اعتبارا من فجر اليوم الخميس، مستهدفة مدن وبلدات سراقب وبنش وسرمين وتفتناز بريف إدلب ومناطق أخرى بريفي حلب الغربي والجنوبي. وأوضحت مصادر أن قوات النظام المتمركزة في قرية النيرب قصفت بالمدفعية الثقيلة مدينتي إدلب وبنش، فيما قصف الطيران الحربي الروسي بالصواريخ مدينتي حريتان وكفرحمرة بريف حلب الشمالي.
على الصعيد السياسي، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، اليوم الخميس، إن أنقرة تتوقع من روسيا أن توقف هجمات النظام في منطقة إدلب على الفور، مضيفا أن أنقرة بحاجة إلى العمل مع موسكو لحل المشكلات في المنطقة، وفق ما نقلته وكالة "رويترز". وفي حديثه إلى الصحافيين في باكو، قال جاووش أوغلو، في تعليقات بثها التلفزيون، إن وفدا روسيا سيزور تركيا لبحث الوضع في إدلب. وأضاف أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد يجتمع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد تلك المحادثات، إذا لزم الأمر.
من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إنه لا توجد حاليا خطط لاجتماع بين بوتين وأردوغان لتهدئة التوتر في إدلب، لكن من الممكن ترتيب مثل هذا الاجتماع سريعا، إذا لزم الأمر.

من جهته، دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف القصف الذي تشنه قوات النظام على محافظة إدلب، والسماج بدخول المساعدات الإنسانية إليها.

وأوضح منسق الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في بيان، أن "القصف والهجمات الأخرى ضد المدنيين في شمال غرب سورية يجب أن تتوقف. الاتحاد الأوروبي يطالب كل أطراف النزاع بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية بدون عراقيل إلى الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة"، وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس".


وكان خمسة مدنيين قد قُتلوا وجُرح آخرون، أمس الأربعاء، نتيجة قصف جوي روسي على قرية جدرايا، شمال شرق مدينة إدلب شمالي سورية.
واستهدفت طائرات حربية روسية الأحياء السكنية في القرية، ما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين، بينهم طفل وثلاث نساء، وإصابة ستة آخرين بينهم امرأة، نقلوا على أثرها إلى مشفى مدينة الأتارب غرب حلب.


من جهتها، أعلنت "الجبهة الوطنية للتحرير" أنها كبّدت قوات النظام خسائر جديدة في الأرواح والعتاد، ضمن المعارك الدائرة في ريفي إدلب وحلب.
وأكدت "الجبهة" في بيان تدمير ثلاث دبابات ومقتل وجرح العشرات من قوات النظام، خلال التصدي لمحاولة تقدمهم على محور الصحافيين غربي حلب.

ويأتي ذلك فيما يزداد تسخين الجبهات في ريف حلب الشرقي ومناطق شرق الفرات بين فصائل الجيش الوطني المدعومة من تركيا، والقوات التركية من جهة، وقوات النظام السوري ومليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) من جهة أخرى.

وقصفت القوات التركية، المتمركزة ضمن قواعدها في مناطق إعزاز، وكذا فصائل المعارضة السورية قرى ريف حلب الشمالي (شيخ عيسى، وبيلونية، وعين دقنة، وشوارغة، وتل مرعش)، ومدينة تل رفعت بالأسلحة الثقيلة، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة بين الفصائل وقوات النظام على محوري التفريعة والسكرية شرق بلدة بزاعة في ريف حلب الشمالي الشرقي.

وقد تسبب القصف في انقطاع التيار الكهربائي فجر اليوم عن كامل منطقة تل تمر، وحسب مصدر محلي تحدث لـ"العربي الجديد" فإن القصف على قرية أم الكيف بالمنطقة تسبب باحتراق خطوط التوتر العالي الآتية من محطة كهرباء مبروكة بريف أس العين وتغذي محطة تحويل كهرباء تل تمر.

كذلك طاول القصف قرى تل الورد وربيعات وخربة الشعير في ريف الحسكة بقذائف الهاون، مستهدفا نقاط تمركز قوات النظام السوري في تلك القرى، ما أدى لمقتل عنصر من قوات النظام على الأقل، وإصابة آخرين.

المساهمون