استراتيجية النظام العسكرية تضع إدلب أمام سيناريوهات أبرزها الحصار

استراتيجية النظام العسكرية تضع إدلب أمام سيناريوهات أبرزها الحصار

جلال بكور

avata
جلال بكور
05 فبراير 2020
+ الخط -
تستمر قوات النظام السوري في استراتيجية التقدّم على الأرض في إدلب عبر الالتفاف حول المراكز المدنية الكبيرة بغطاء جوي ومدفعي مكثّف، يجبر المعارضة المسلّحة وبقية الفصائل على الانسحاب قبل الوقوع في الحصار. عملية التّقدم تلك تواجه مقاومة تحولت في بعض المدن إلى مقاومة شعبية من قبل الأهالي بسلاح خفيف.

خلال الساعات الأخيرة بدأت قوات النظام بالتمهيد، جوّاً وبرّاً، في مواقع عدّة، أبرزها بلدة قميناس الواقعة شرق مدينة إدلب بقرابة أربعة كيلومترات، أعقبها بلدة سرمين الواقعة شرق إدلب، إلى جانب معسكر المسطومة الواقع جنوب مدينة إدلب.

النقاط الثلاث في حال تقدم إليها النظام تعني امتلاكه فرصة لتطويق مدينة إدلب قبل الدخول في معركة كبيرة للسيطرة عليها، خاصة أن المدينة يوجد فيها، وفق مصادر محلية، قرابة مليون شخص، وتقع تحت إدارة "حكومة الإنقاذ" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام".

أما التّقدم إلى مدينة سرمين فسيتيح للنظام التقدم إلى بنش ومنها إلى كفريا والفوعة ومعرة مصرين، وذلك يعني قطع الطريق بشكل كامل ما بين مدينة إدلب وريف حلب ومنطقة عفرين عبر الوصول إلى شمال مدينة إدلب، أي فصل مناطق سيطرة "الجيش الوطني" في حلب عن مدينة إدلب بشكل كامل. وفي حال شروع قوات النظام بذلك فمن المفترض أن تبدأ حركة نزوح كبيرة في مدينة إدلب نحو الحدود السورية التركية.

بينما تقدّم النظام نحو معسكر المسطومة يعني قطع الطريق بين إدلب وأريحا جنوباً وبالتالي وضع كامل منطقة جبل الزاوية وريف حماة الشمالي الغربي في خطر الحصار المطبق، إذ يتبقى أمام النظام فقط العبور على طريق حلب اللاذقية باتجاه منطقة جسر الشغور.

وفي حال حصول تقدم النظام وحصر المعارضة وبقية النازحين والمدنيين في أقصى جنوب غرب سورية عند منطقة معبر باب الهوى ومحيطها، فإن ذلك يينذر بكارثة إنسانية نظراً لعدد النازحين الكبير والذي يتجاوز 3 ملايين نازح.

مقاومة شعبية

وفي غياب السلاح النوعي، وعدم توفر القدرة على مقاومة قوات النظام والترسانة التي تدعمها على الأرض، لجأ الأهالي إلى المقاومة التي قد تبطئ تقدم النظام لا أكثر.

وقالت مصادر عسكرية من فصائل المعارضة في ريف إدلب، لـ"العربي الجديد"، إنّ المقاومة الآن تعتمد بالدرجة الأولى على أهالي المنطقة وهم من الذين يرفضون الخروج ويريدون المقاومة حتى النفس الأخير.

وبيّنت أنّ المقاومة حالياً في سراقب وشرق إدلب، معظم أفرادها من العناصر السابقين في "الجيش السوري الحر" من أهالي المنطقة وكانوا قد تركوا السلاح والقتال بفعل ملاحقتهم من قبل "هيئة تحرير الشام".

ويعتمد هؤلاء، وفق المصادر، على السلاح الخفيف والمتوسط المتوفر لدى فصائل المعارضة، إلا أنها ليست قادرة على وقف تقدم النظام الذي يعتمد على سياسة الحرق والتدمير بالطائرات والصواريخ والمدفعية الثقيلة قبل التقدم البري.

كما أن اتباع النظام سياسة ضرب أي تحرك على الطرقات تمنع الآليات المتوفرة لدى المقاومين من الحركة، إذ تحلق طائرات الاستطلاع بشكل مستمر في سماء المنطقة، وتقوم على إثرها المدفعية والطيران الحربي باستهداف أي حركة، وبالتالي يصعب ضرب خواصر قوات النظام في المساحات التي تتقدم فيها.

ويعتمد هؤلاء، وفق المصادر، على التحرك ليلاً لضرب مواقع النظام الذي يرد بدوره بتدعيم مواقعه مباشرة بعد السيطرة، عبر رفع السواتر ووضع الدشم ما يصعب مهمة استرجاع الموقع في ظل غياب السلاح النوعي.

ذات صلة

الصورة
تحرك طلابي في إدلب السورية (العربي الجديد)

مجتمع

نظّم طلاب جامعيون سوريون وفلسطينيون في إدلب السورية، اليوم الأربعاء، وقفة احتجاجية تحت عنوان "انصر غزة"، رفضاً للعدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع..
الصورة
مظاهرة ضد "هيئة تحرير الشام" في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر مئات السوريين، اليوم الجمعة، وسط مدينة إدلب شمال غربي سورية، حاملين شعارات تطالب بتنحي قائد "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني، والإفراج عن المعتقلين
الصورة
مظاهرات تحرير الشام

منوعات

تعرّض ناشطون وصحافيون في إدلب، شمال غربيّ سورية، يوم الجمعة لاعتداءات خلال احتجاجات تطالب بإسقاط زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني.
الصورة
صلاة عيد الفطر في المسجد الكبير بمدينة إدلب (العربي الجديد)

مجتمع

أبدى مهجرون من أهالي مدينة حمص إلى إدلب، شمال غربي سورية، سعادتهم بعيد الفطر، وأطلقوا تمنيات بانتصار الثورة السورية وأيضاً أهل غزة على الاحتلال الإسرائيلي.

المساهمون