سوريون يطالبون بدعم شعبي للتدخل التركي إثر خطاب أردوغان

سوريون يطالبون بدعم شعبي للتدخل التركي ف إدلب إثر خطاب أردوغان

29 فبراير 2020
دعوات لمظاهرات دعماً لتركيا (الأناضول)
+ الخط -
طالب سوريون، اليوم السبت، بتأييد التدخل التركي في إدلب شعبياً داخل المناطق الخاضعة للمعارضة السورية.

يأتي ذلك بعد خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم، والذي أكد خلاله أن تركيا لم تتدخل في سورية بناءً على دعوة من نظام الأسد وإنما استجابةً لطلب الشعب السوري، وأنها ليست لديها نية للخروج ما دام الشعب يطالبها بالبقاء.

وانتشرت مقاطع صوتية على مجموعات (واتساب) التي يتابع منها السوريون في مناطق المعارضة الأخبار المحلية، حيث طالبت جل الأصوات المدنيين للخروج بالمظاهرات بهدف دعم تركيا في تدخلها العسكري في إدلب ضد قوات النظام.

وفي هذا السياق، طالب القيادي في "فيلق الشام" التابع لـ"الجيش الوطني" السوري عمر حذيفة، في تسجيل صوتي، النشطاء في مناطق سيطرة المعارضة ولا سيما في إدلب ومحيطها، بتنظيم تظاهرات كبيرة لدعم التدخل التركي والمطالبة به حمايةً للمدنيين، على أن يتم ذلك بشكل مدروس ومنظم بعيداً عن العشوائية، وذلك لتأييد المسعى التركي العسكري لحماية المدنيين أمام المجتمع الدولي.

وفي ذات الإطار، كتب الناشط الصحافي أحمد نور الرسلان، على صفحته، أن "إعلان الرئيس التركي اليوم، أنهم موجودون في سورية بطلب من الشعب السوري (يقصد المدنيين في المحرر)، وأن خروج القوات التركية من إدلب يتم بطلب من هذا الشعب، لهو رسالة واضحة لروسيا بأنه لا تخلي عن 4 ملايين إنسان شمال غربي سورية".

وأضاف "وبالتالي يتطلب الموقف اليوم دعم هذا التصريح شعبياً، من خلال مظاهرات شعبية ترحب بالقوات التركية وتطالب القيادة التركية بحمايتهم، وتؤكد على العلاقة الوثيقة بين الشعبين السوري والتركي في مواجهة قوى الشر والإجرام ممثلة بروسيا وإيران والنظام، من باب تقاطع المصالح على أقل تقدير".



أما العسكري في "الجيش الوطني السوري"، المدعوم من تركيا، مصطفى السعيد، فلفت إلى أن "النظام المجرم الفاقد للشرعية يتحدث عن عدم شرعية الوجود التركي في إدلب، ونحن علينا أن نفهم وندرك اللعبة والوتر الذي يعزف عليه النظام المجرم، ونتخذ الإجراءات اللازمة والخطوات المضادة، وعليه يتوجب علينا كشعب سوري حر المطالبة الصريحة بالتدخل التركي وإكسابه الشعبية والشرعية".

ويقطن في إدلب ومحيطها، أو ما يسمى "منطقة خفض التصعيد"، حوالي أربعة ملايين مدني، سواء من سكانها أو المهجرين إليها قسرياً من أرياف دمشق ودرعا وحمص وحلب وغيرها من أبناء المحافظات الأخرى، والذين تعرضوا لحملات وحشية، سواء من خلال القصف أو الهجمات البرية للنظام وحلفائه طيلة الأعوام الثلاثة الماضية، وذلك بعد إقرار "مناطق خفض التصعيد الأربع" خلال مباحثات أستانة في أيار/ مايو من عام 2017، وقضم النظام بدعم روسي ثلاث مناطق منها وهي درعا، وحمص وريفها، وغوطة دمشق، ولم يتبق منها سوى المنطقة الرابعة (إدلب ومحيطها).

وتضم "منطقة خفض التصعيد الرابعة" كامل محافظة إدلب، وأجزاء من أرياف حماه الشمالي والغربي، وحلب الجنوبي والغربي، واللاذقية الشرقي، والتي ثبتت حدودها باتفاق سوتشي المبرم بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان في أيلول/ سبتمبر من عام 2018، إلا أن النظام، وبدعم روسي، تقدم في معارك بدأت منذ نيسان/ إبريل من العام الماضي، وقضم الجزء التابع لريف حماه الشمالي من المنطقة، واستمر حتى سيطر على جنوبي إدلب موقفاً هجماته في آب/ أغسطس من ذات العام.

وشهد نهاية العام استئناف النظام هجماته انطلاقاً من جنوب إدلب، وسيطر على مناطق واسعة جنوبي إدلب وشرقيها، امتداداً إلى عمق المحافظة، بالإضافة لقضمه أجزاء واسعة في ريف حلب الغربي، شرقي "منطقة خفض التصعيد"، قبل أن يطالب الأتراك، منذ بداية شهر شباط/ فبراير الحالي، بانسحاب النظام إلى ما رواء نقاط المراقبة التركية المنتشرة في محيط المنطقة، مهددين بشن عمل عسكري واسع لإجبار قوات النظام على الانسحاب في حال لم تنصاع للتهديدات، مع نهاية الشهر الحالي.

المساهمون