قلق أممي بالغ إزاء تصاعد العنف في محيط مدينة الفاشر السودانية

قلق أممي بالغ إزاء تصاعد العنف في محيط مدينة الفاشر السودانية

26 ابريل 2024
أعضاء من حركة تحرير السودان في الفاشر في 10 أغسطس 2021 (محمود حجاج/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الأمم المتحدة والولايات المتحدة تعبران عن قلقهما بشأن تصاعد العنف في الفاشر، شمال دارفور، مع مقتل 43 شخصاً على الأقل في معارك بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ 14 إبريل/نيسان.
- الوضع الإنساني يتدهور بسبب نقص المواد الأساسية والمساعدات، مع دعوات من المفوض الأعلى لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة لاحتواء التصعيد وإنهاء النزاع والتحقيق في الانتهاكات.
- تجدد العنف جزء من حرب أوسع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مع توسع الحرب إلى أجزاء أخرى من السودان وحصار فعلي للفاشر بعد سيطرة قوات الدعم السريع على بلدة مليط.

أعربت الأمم المتحدة عن "قلقها البالغ" حيال الوضع بمحيط الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان، حيث تتركز المساعدات الإنسانية، في موقف يتقاطع مع مخاوف واشنطن من هجوم وشيك. وقالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة في بيان إن "المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك قلق بشدة لتصاعد العنف في مدينة الفاشر وحولها، "حيث قُتل عشرات الأشخاص خلال الأسبوعين الأخيرين".

وأشار البيان إلى أن 43 شخصاً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، قُتلوا في المعارك بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، بمساندة مليشيات داعمة لكل من الطرفين، منذ 14 إبريل/ نيسان، حين بدأت قوات الدعم السريع تقدمها في اتجاه الفاشر. وتابع البيان أن "المدنيين عالقون في المدينة الوحيدة في دارفور التي لا تزال تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية، ويخشون أن يتم قتلهم إذا حاولوا الفرار".

وأشار إلى أن "هذا الوضع الكارثي يفاقمه نقص خطير في المواد الأساسية، لأن إيصال السلع التجارية والمساعدة الإنسانية بات محدوداً جداً بسبب المعارك، وشاحنات التسليم لم تعد قادرة على أن تعبر بحرية المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع". وقال البيان أيضاً: "يدعو المفوض الأعلى إلى احتواء التصعيد فوراً، في ظل هذا الوضع الكارثي، وإنهاء النزاع الذي يدمر البلاد منذ أكثر من عام".

ودعا تورك أيضاً إلى "التحقيق في كل الانتهاكات والتجاوزات المحتملة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، بهدف ضمان حق الضحايا في الحقيقة والعدالة والتعويضات".

تحذير أميركي من هجوم وشيك على الفاشر

وحذرت الخارجية الأميركية، الأربعاء، من هجوم "وشيك" محتمل على الفاشر. وقال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر إن "الولايات المتحدة تدعو كل القوات المسلحة في السودان إلى أن توقف فوراً الهجمات على الفاشر".

ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في إبريل 2023، تجددت أعمال العنف في إقليم دارفور (غرب). ومع امتداد الحرب إلى أجزاء أخرى من البلاد، توسّط القادة المحلّيون لإبرام اتفاق هدنة في الفاشر، واقتصر وجود قوات الدعم السريع على المناطق الشرقية من المدينة، بينما ظلّت الجماعات المتمردة السابقة على الحياد. لكن هذا الترتيب انهار بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على بلدة مليط هذا الشهر، مما أدى إلى حصار الفاشر فعلياً. ويقول شهود إن الجيش عزز الإمدادات والقوات، بما في ذلك من خلال إنزال جوي لقاعدته في المدينة، على عكس ما حدث في عواصم الولايات الأخرى حيث فر الجنود بسرعة. وقالت جماعتان متمردتان سابقتان بارزتان، هما جيش تحرير السودان بزعامة مني مناوي، وحركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم، إنهما ستتصديان أيضاً لقوات الدعم السريع.

ومنذ بداية الشهر، دُمّر ما لا يقل عن 11 قرية في ضواحي الفاشر، وفقاً لصور الأقمار الصناعية التي حصل عليها مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة يال. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنّ ما لا يقل عن 36 ألف شخص نزحوا.

ونفت قوات الدعم السريع مهاجمة الفاشر، وقالت إنّها حرصت على إبقاء الاشتباكات بعيدة عن المدنيين في المدينة، واتهمت الجيش والفصائل المتحالفة معه بمهاجمتها على مشارفها. ونفت قوات الدعم السريع في السابق مسؤوليتها عن العنف العرقي في دارفور. ولم يرد الجيش على الفور على طلبات بالتعقيب.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون