مقتل متظاهر بنيران الأمن وسط بغداد... وتصعيد في الجنوب

مقتل متظاهر بنيران الأمن وسط بغداد... وتصعيد في احتجاجات ذي قار والبصرة

28 فبراير 2020
المتظاهرون جددوا رفضهم حكومة علاوي (فرانس برس)
+ الخط -
قتل متظاهر عراقي، وأصيب آخرون، وسط العاصمة العراقية بغداد، اليوم الجمعة، في موجة عنف جديدة ضد المحتجين من قبل عناصر الأمن العراقي، بعد ساعات قليلة من تجدد التظاهرات قرب ساحة الخلاني ونفق السعدون، جدد فيها المتظاهرون رفضهم تكليف محمد علاوي بتشكيل الحكومة.

يأتي ذلك بالتزامن مع استمرار مشاورات عدة كتل سياسية في البلاد، حيال أزمة تشكيل الحكومة، التي من المقرر أن يعقد لها البرلمان يوم غد السبت جلسة جديدة للتصويت على منحها الثقة، بعد أن تعثرت في جلسة أول من أمس السبت، بسبب خلافات انتهت بمقاطعة عدة كتل لجلسة البرلمان، ما أدى إلى اختلال النصاب القانوني للجلسة، وبالتالي إلغائها.

واندلعت مواجهات بين المتظاهرين عند مدخل ساحة الخلاني، ونفق السعدون، مع قوات الأمن التي أفرطت في استخدام الذخيرة الحية وقنابل الغاز وبنادق الصيد، رغم التزام المتظاهرين بخطوطهم الأولى.
وقال ناشطون إن استفزاز قوات الأمن للمتظاهرين دفع عدداً منهم إلى محاولة التقدم نحو ساحة الخلاني، ما أدى إلى فتح الأمن الرصاص عليهم، وهو ما تسبب بقتل متظاهر تبيّن أنه طالب جامعي، وجرح نحو 7 إلى 12 متظاهرًا، بينهم متظاهر إصابته خطرة.


ووفقا للناشط المدني، ناطق الربيعي، فإن "عناصر الأمن تعمدوا تحويل ساحة الخلاني إلى ساحة مواجهة من خلال كثافة الرصاص وقنابل الغاز التي أطلقوها، ما أسفر عن إصابة عدة متظاهرين تبين فيما بعد أن إصاباتهم ببنادق الصيد، فضلاً عن المتظاهر الذي قتل برصاص حي"، مبيناً "أن عناصر الأمن يتعمدون مواجهة المتظاهرين بالعنف رغم سلمية التظاهرات".

وأشار إلى أن "التظاهرات تجددت أيضا في ساحة الوثبة ببغداد على الرغم من التضييق الأمني ومحاولات منع وصول المتظاهرين الى الساحة"، مشدداً على أن "القمع الحكومي لن يثنينا عن استمرار تظاهراتنا. سنستمر ولن ننسحب من الساحات حتى تحقيق المطالب المشروعة، ورغم القمع الأمني والمليشياوي".


وتجددت التظاهرات كذلك في أغلب المحافظات الجنوبية، وشهدت البصرة والناصرية، عاصمة محافظة ذي قار، تصعيداً من قبل المتظاهرين الذين أكدوا مجدداً مطالبهم، ورفض تكليف علاوي لتشكيل حكومة جديدة، بعد ظهر اليوم الجمعة، إذ شهدت محافظة ذي قار احتجاجات حاشدة بعد خروج المئات من أهالي بلدة الشطرة والفهود بمسيرات حاشدة جابت شوارع البلدتين، عبروا خلالها عن تأييدهم ودعمهم ساحة اعتصام الناصرية (مركز المدينة).

وشهدت ساحة الحبوبي (في مركز مدينة الناصرية) تظاهرات حاشدة حضرها طلاب وموظفون ووجهاء عشائر، جددوا رفضهم تكليف علاوي، مشددين على تمسكهم بشروطهم لاختيار رئيس الوزراء.


متظاهرو واسط، من جهتهم، حذروا من مغبة استمرار ضغط الأحزاب التي تحاول تمرير حكومة علاوي، وخلال تظاهرة حاشدة وسط مدينة الكوت (مركز المحافظة) أكد مئات المتظاهرين، رفضهم علاوي، مجددين تمسكهم بالمطالب المشروعة.

بينما حمل متظاهرو بلدة الديوانية (مركز محافظة القادسية) صوراً لعلاوي وعليها علامة (خطأ) و(مرفوض)، تعبيراً عن رفضهم تكليفه، مؤكدين أن تظاهراتهم ستستمر حتى تحقيق المطالب.

كما تجددت التظاهرات في مركز مدينة كربلاء، بعدما خرج مئات المتظاهرين الرافضين لتكليف علاوي. ووسط إجراءات أمنية مشددة عبر المتظاهرون عن رأيهم بهتافات ترفض علاوي وترفض الجهات الداعمة لها، مطالبة بإبعاد أحزاب السلطة عن الحكم.

وفي مدينة السماوة (مركز محافظة المثنى) خرج المئات بمسيرات احتجاجية طافت عدداً من شوارع المدينة وصولاً إلى ساحة الاعتصام، معبرين عن رفضهم علاوي، ومطالبين بمحاكمة عناصر الأمن والمليشيات التي تقمع التظاهرات وترتكب الجرائم ضدهم، كما طالبوا بمحاكمة الجهات الأمنية والمسؤولة عن حماية التظاهرات.



أما البصرة، فشهدت تظاهرات واسعة بساحة البحرية، وأم البروم وعبر المتظاهرون الجسر الإيطالي باتجاه وسط المدينة، مرددين شعارات تندد بما وصفوه مماطلة أحزاب السلطة بالإصلاحات واستمرار الفساد والمحاصصة في البلاد.

كما شهدت ساحات التظاهر في محافظات والنجف وميسان وبابل، تظاهرات مماثلة رفضت تكليف علاوي.

يأتي ذلك في وقت تسعى فيه الجهات الداعمة لعلاوي إلى عقد جلسة برلمانية يوم غد السبت، في محاولة لحشد الدعم لحكومة المكلف محمد علاوي.

وبحسب مصادر سياسية عراقية في بغداد، فإنه من المقرر أن يعقد رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي اجتماعاً مع قيادات سياسية مختلفة في الساعة العاشرة من مساء اليوم بتوقيت بغداد، أملاً بحشد الدعم قبل جلسة البرلمان ليوم غد السبت.

وقال قيادي بارز في تحالف "النصر"، بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، لـ"العربي الجديد"، بأن الخلافات ما زالت مستمرة ولغاية اللحظة وهناك اجتماع مرتقب خلال الساعات القليلة المقبلة كجولة مباحثات جديدة، كاشفاً عن أن رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي قدم "عروضاً جديدة لعدة كتل سياسية تمثل المكونين العربي السني والكردي وكتل الأقليات المتحفظة أيضاً على دعمه"، وأضاف أن من تلك العروض "تغييرات على هيكل وزارته ومرشحي الحقائب الوزارية، وكذلك برنامجه الحكومي".

واعتبر أن "إخفاقه في حشد الدعم الكافي اليوم يجعل من جلسة يوم غد إما صعبة الانعقاد أو أنها ستعقد ويخفق علاوي في نيل الثقة".


لكن النائب الأول للبرلمان، حسن الكعبي، الذي يمثل التيار الصدري، الداعم الأول لحكومة علاوي، دعا في بيان له النواب وممثلي الكتل السياسية إلى ما وصفه عدم الانجرار وراء "المصالح الضيّقة".

ودعا "ممثلي الشعب الى احترام الدستور والقانون بشأن عقد جلسة يوم غد السبت، لمنح الثقة لكابينة رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، وعدم الانجرار خلف المصالح الضيقة للأحزاب التي كانت وما زالت طامحة للمغانم والتحاصص باسم الإجماع الوطني، أو الاستحقاق الانتخابي".

واعتبر أن "المتضرر من الاقتتال الدائر من أجل المغانم هو الشعب العراقي الذي ينتظر الإسراع بتشكيل حكومة تلبي طموحاته وتباشر بإنجاز الموازنة وتنفيذ الإصلاحات"، وفقا لقوله.