حزب ميركل يرص الصفوف للاتفاق على الزعامة ومنصب المستشار

حزب ميركل يرص الصفوف للاتفاق على الزعامة ومنصب المستشار

17 فبراير 2020
تشرذم في صفوف حزب ميركل (Getty)
+ الخط -
زادت الدعوات داخل حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الحزب "المسيحي الديمقراطي"، لإعادة تنظيمه داخلياً بعد استقالة زعيمته أنغريت كرامب كارنباور، أخيراً، من منصبها، على أن يتم أولاً ترتيب التحضيرات لانتخابات زعامة الحزب والاتفاق على المرشح المحتمل لمنصب المستشار الذي قد يخلف ميركل عند نهاية ولايتها الرابعة بعد إجراء الانتخابات البرلمانية العامة في 2021.

الهدف من ذلك عدم تشرذم صفوف الحزب العريق وتشتيت مؤيديه ومناصريه بعد القرار المفاجئ الذي اتخذته كارنباور على خلفية انتخابات رئيس وزراء ولاية تورينغن، شرق البلاد، الذي صوّت فيه نواب حزبها إلى جانب حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، لصالح مرشح الحزب "الليبرالي الحر"، وهو ما اعتبرته كارنباور بمثابة تمرد على توجهات القيادة الحزبية، حتى أن الأمر تطلب تدخل المستشارة ميركل بحزم بعدما تسبب بخلاف في العمق مع الشريك في الائتلاف الحاكم، الحزب "الاشتراكي الديمقراطي".

الخطوات المرتقبة، بحسب ما أعُلن، أن كارنباور ستجري محادثات خلال الأيام القليلة المقبلة مع أبرز المرشحين المحتملين لزعامة الحزب، وهم وزير الصحة الحالي ينس شبان، ومنافسها السابق على زعامة الحزب فريدريش ميرز، ورئيس وزراء ولاية شمال الراين ووستفاليا، أرمين لاشيت. وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، فإن اللقاء الأول سيكون مع ميرز، يوم غد الثلاثاء.


وأبدى العديد من السياسيين داخل "المسيحي" رغبة واضحة بضرورة ترتيب البيت الداخلي، في وقت تبدو الصورة غير واضحة بشأن ما ستؤول إليه نتائج المحادثات.

وفي خضم ذلك، تفيد التحليلات بأنه ولأسباب تتعلق بالحفاظ على حضور الحزب وقوته على مستوى البلاد، هناك حاجة للوضوح في التعاطي الإيجابي مع متطلبات المرحلة المقبلة، وحيث يبدو أن التوجه سيكون للاتفاق على أن يكون المرشح لزعامة الحزب هو نفسه المؤهل لتولي منصب المستشار مستقبلاً، بعدما لم تفضِ فكرة ميركل بفصل المنصبين وتزكيتها آنذاك كارنباور لتولي زعامة الحزب أولاً، وبالتالي تكون مرشحتها الأوفر حظاً لخلافتها في المنصب بعد الانتخابات التشريعية المقبلة إلى نتيجة. وأحدث الفصل بين المنصبين خللاً في ميزان القوة والسلطة لصالح طرف على آخر، من دون أن ننسى الأخذ بالاعتبار شخصية وحضور وخبرة ميركل مقابل الضعف الذي تعاني منه كارنباور في كيفية إدارتها للأزمات.

من جهة ثانية، وبحسب المراقبين، فإن ناخبي حزب ميركل في حالة من الضياع، ولم تعد لديهم القدرة على معرفة ما الذي يمثله الحزب بالفعل في الأمور الوجودية، حتى أن هناك خشية من أن تقسم الخلافات الحزب وهذا ما سيعتبر خطأً جسيماً.

وشدد المراقبون على ضرورة تنظيم الاختيار بشكل مختلف وبجدية لخلق الثقة وتأكيد أحقيتهم بتولي زعامة الحزب، وهذا لا يعني أنه يجب تجنب المنافسة والمؤتمرات الإقليمية، والتي تبقى المكان الذي لا غنى عنه وكتجمع يكرس للمناقشة والتنافس، عدا عن أهمية التوجه إلى الجمهور والرأي العام بالحديث عن قائمة قضاياهم المستقبلية وتقديم إجابة واضحة بشأن ما يحتاجه الاتحاد المسيحي الديمقراطي ورؤيته لألمانيا وأوروبا 2030، إلى جانب المزيد من الدعم المالي والتعاون الصناعي وتحمل المزيد من العبء المشترك في القضايا الاجتماعية، إضافة إلى ملف المناخ والدفاع عن القدرة التنافسية بوجه الصين والولايات المتحدة الاميركية.

في السياق، أكّد وزير الصحة، شبان، في حديث مع "ايه ار دي" الإخبارية، أنّ "هناك حاجة كبيرة لتنظيم الحزب كفريق واحد، وهناك مسؤوليات على عاتقنا، وحاجة ضرورية لتحديد زعامة المسيحي الديمقراطي والمرشح لمنصب مستشار".


من جهتها، اعتبرت زميلته في الحزب كارستن لينيمان، في حديث مع "راينشه بوست"، أن الأمل في الحزب كبير وأن لا تكون هناك انقسامات داخلية حزبية، قبل أن تضيف قائلة: "قيمة التسوية الودية اسمى من المشاجرة العامة الطويلة بين المرشحين المتنافسين".

إلى ذلك، حذّرت نائبة رئيس كتلة "الاتحاد المسيحي"، كاتيا لايكرت، من مخاطر القتال على زعامة الحزب، موضحةً في تصريح مع الصحيفة عينها، أنه "لا يمكن أن نتحمل أن يصوب المعسكر المهزوم ثلاث مرات خلال اليوم الواحد لتقويض سلطة الزعيم الجديد، كما هو الحال بعد انتخاب كارنباور، هذا السيرك لا يمكن أن نتحمله مرة ثانية".

ويبدو أن حزب ميركل سيواجه خلال الفترة المقبلة أزمة لن تكون سهلة، لأن الحل غير واضح حالياً، ومن المحتمل أن تكون المهمة شاقة، لأن علاقات كارنباور مع أبرز المرشحين المحتملين الثلاثة معقدة، كما أن علاقتهم ببعضهم البعض أكثر تعقيداً، وهناك صعوبة في تلبية تمنيات البعض في إنتاج حل ودي.

دلالات

المساهمون