الأمم المتحدة تحذر من تدهور الأوضاع الإنسانية في ليبيا

الأمم المتحدة تحذر من تدهور الأوضاع الإنسانية في ليبيا

17 فبراير 2020
تصعيد حفتر عسكرياً وضع البلاد على شفا الانهيار (Getty)
+ الخط -
حذر نائب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، يعقوب الحلو، من تفاقم الأوضاع الإنسانية هناك، وقال إن ثمة 115 ألف طالب، في طرابلس وحدها، لا يمكنهم الذهاب إلى المدارس بسبب امتداد المعارك واقترابها من العاصمة الليبية، بينما اضطر الآلاف للنزوح وسط ازدحام المستشفيات واستهدافها، مما يفاقم الأوضاع الإنسانية. 
وقال يعقوب الحلو إن الأوضاع الإنسانية قد ازدادت سوءاً، وخاصة منذ بدء الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، في أبريل/نيسان الماضي، بعملياته العسكرية، واستمرار تزويد جميع أطراف النزاع بالأسلحة والمعدات العسكرية والدعم، مما يخالف حظر الأسلحة المفروض من قبل مجلس الأمن.
وجاءت أقوال الحلو خلال مؤتمر صحافي عقده عبر الدائرة المتلفزة من ليبيا مع الصحافيين المعتمدين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. ويشغل الحلو كذلك منصب منسق مقيم للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في ليبيا.

وعن زيادة عدد الطائرات من دون طيار التي تحلق في سماء ليبيا ومعها عملياتها العسكرية قال الحلو: "لاحظنا زيادة في عددها مما يؤدي كذلك إلى زيادة في عملياتها العسكرية. وندرك  أن تركيا دخلت على الخط ونشعر بأنها زادت عملياتها في الأسابيع الأخيرة لدعم حكومة الوفاق الوطني (برئاسة فايز السراج)، ولكن الجانب الثاني (قوات حفتر) يحصل على الدعم وله طائراته المسيرة كذلك التي تقوم بعملياتها".

وشرح قائلاً "تحصل قوات الجنرال حفتر على دعم من كل من الإمارات العربية المتحدة وروسيا، أو على الأقل شركات روسية خاصة كما يتم القول، وكذلك من مصر ودول أخرى. ولكن بالنسبة للدول التي تساعد فيما يخص الطائرات المسيرة على وجه التحديد، فإن تقارير تتحدث عن طائرات صينية الصنع إماراتية التمويل، وهناك تقارير تشير إلى بيع الأردن طائرات مسيرة لقوات الجنرال خليفة حفتر". وشدد على ضرورة أن يتم الحديث وتسمية جميع تلك الدول بشكل علني، وخاصة في هذه اللحظة بعد مؤتمر برلين، وكذلك قرار مجلس الأمن رقم 2510.

وحول ما إذا كانت تلك الطائرات المسيرة تستهدف المدنيين، قال الحلو "في الغالب هناك الكثير من المنشآت العسكرية موجودة في مناطق مدنية أو بالقرب منها. هذا يعني استهدافها، حتى لو ادعوا أنهم يستهدفون مركزاً عسكرياً، فسيكون هناك دائماً ضحايا من المدنيين... وهذا يعني أن أي جهة تقوم بعملياتها تدرك كذلك أن وقوع المدنيين شبه حتمي"، مستطرداً: "نعرف أن البنية المدنية هي التي يتم استهدافها مستشفيات ومدارس وغيرها، وقلنا في أكثر من مناسبة إن استهدافها قد يرقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

وكان المتحدث الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قد أكد لـ"العربي الجديد" في نيويورك، قبل أيام، أن الأمم المتحدة وطائراتها التي تحمل المساعدات الإنسانية وغيرها ما زالت غير قادرة على التحرك في بعض المناطق في ليبيا، وأن بعضها فقط تمكن من ذلك، مما يعيق وصول المساعدات الإنسانية ويؤثر على حجمها.

وفي هذا السياق، لفت الحلو إلى أنه "في الأسابيع الأخيرة، لم تتمكن طائرات تابعة للأمم المتحدة من الهبوط أو الإقلاع، مع بعض الاستثناءات في المنطقة الغربية، بسبب منطقة حظر الطيران التي فرضتها قوات تابعة للجنرال خليفة حفتر"، وأضاف إن الوصول لبعض المطارات التي ليست على منطقة الحظر يتعذر بسبب الحاجة للطيران والتحليق فوق تلك المناطق، مما يعني توسيع الرقعة التي لا يمكن لطائرات الأمم المتحدة الوصول إليها".

وعقب الحلو بالقول: "خلال عملي في مناطق صراع عديدة في العقود الثلاثة الأخيرة لم أر حظراً من هذا القبيل يمنع وعلى هذا النطاق الأمم المتحدة من التحرك والقيام بالعمليات الإنسانية أو تنقل الأشخاص الذين يعملون معها".

وحول السبب الرسمي الذي تدرجه قوات حفتر لمنع الأمم المتحدة من القيام برحلاتها في بعض المناطق في ليبيا قال الحلو "رسمياً يقال لنا إنهم قلقون على أمن الأمم المتحدة وطواقم العاملين فيها... إذن هم يقولون إنه لا يمكننا التحليق وهذا غير مقبول وهذه ليست الطريقة التي تعمل بها الأمم المتحدة"، معللاً ذلك بالقول: "هناك اتفاق حول نافذة محددة خلال اليوم اتفقت الأمم المتحدة عليها مع كل الأطراف، وخلال تلك النافذة، التي قد تستمر لساعتين تقريباً، يمكن للأمم المتحدة التحرك والهبوط والإقلاع دون أن تكون هناك أي عمليات عسكرية من أي جهة في تلك الفترة".

وحول وضع المهاجرين في ليبيا، قال الحلو إن "الأمم المتحدة تقدر أن هناك حوالي 650 ألف مهاجر في ليبيا الأغلبية يعيشون ويعملون في البلاد على الرغم من الظروف الصعبة والحرب"، وأكد أن السلطات الليبية مستمرة في الوقت ذاته بملاحقة هؤلاء واحتجازهم عندما يحاولون العبور إلى أوروبا.
وأشار إلى مراكز الاعتقال وقال إن "المهاجرين الذين يتم احتجازهم فيها هم في الغالب الذين يحاولون الاستمرار في رحلتهم والتوجه إلى أوروبا، وعندما يتم القبض عليهم من قبل خفر السواحل الليبية، المدربة والمدعومة من قبل الدول الأوروبية، تتم إعادتهم إلى ليبيا واعتقالهم في مراكز الاعتقال". وأشار إلى أن "الأعداد كانت عالية جداً إلا أنها حالياً انخفضت وهناك رسمياً قرابة 11 مركزاً فيها حوالي ألفي مهاجر".

وتوقع الحلو أن "تزداد الأمور تعقيداً بسبب وقف تصدير النفط، كما تحدث عن مشاكل في توفر السيولة، وقال إن ذلك يؤثر على العمليات الإنسانية، إذ إن المنظمات تواجه صعوبات من الوصول إلى حساباتها المصرفية وإخراج الأموال التي تحتاجها للمساعدات الإنسانية".
وتوقع أن تتعقد الأمور بسبب وقف وتخفيض تصدير النفط. وقدر أن تكون خسائر ليبيا في الأسابيع الثلاثة الأخيرة قد وصلت إلى قرابة المليار دولار على الأقل بسبب ذلك، وقال إن هذا "يؤثر على النظام المصرفي" وحذر من أن هناك أكثر من مصرف في ليبيا "على حافة الانهيار"، وحذر من أن "ليبيا ستواجه في الوقت القريب مشاكل في تزويد المياه والمياه الصالحة للشرب بسبب وقف إنتاج النفط ومعه وقف عمل مولدات الكهرباء".

المساهمون