ثغرة بالدستور الروسي وراء بقاء بوتين بالسلطة 20 عاماً

ثغرة بالدستور الروسي وراء بقاء بوتين في السلطة 20 عاماً

07 اغسطس 2019
تراجع شعبية بوتين في السنوات الأخيرة (أنطونيو ماسيلو/Getty)
+ الخط -

تساءلت صحيفة "فيدوموستي" الروسية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، كيف أتاحت كلمة واحدة فقط في الدستور للرئيس فلاديمير بوتين البقاء في السلطة لعقدين، إذ يصادف الأسبوع الحالي ذكرى مرور 20 عاماً على تعيينه رئيسا للوزراء قبل استقالة سلفه، بوريس يلتسين، بعدة أشهر.

ولما كان الدستور الروسي لا يسمح بشغل منصب الرئاسة لأكثر من ولايتين "متتاليتين"، استغل بوتين هذه الثغرة عن طريق مغادرة الكرملين وتولي منصب رئيس الوزراء خلال الفترة من عام 2008 إلى عام 2012، قبل أن يعود إلى الرئاسة من جديد لولايتين أخريين مدتهما 12 عاماً.

وفي مقال بعنوان: "لماذا لا تحتفل البلاد باليوبيل البوتيني؟"، أرجعت "فيدوموستي" عدم إقامة أي احتفالات واسعة بهذه الذكرى إلى مجموعة من الأسباب، أولها أن 20 عاماً قد تكون فترة حكم ملك أو زعيم وليس رئيس دولة تصر على ديمقراطيتها. كما أن التكرار العلني لهذا الرقم قد يثير تساؤلات حتى بين المواطنين الموالين، كيف حدث أن سنوات بوتين في السلطة تجاوزت حتى فترة حكم الزعيم السوفييتي الراحل ليونيد بريجنيف.

أما السبب الثاني، فهو صعوبة إيجاد تفسير مقنع لبقاء نفس الشخص على رأس السلطة لـ20 عاماً، بحجة عدم شغله منصب الرئيس لأكثر من ولايتين "متتاليتين"، وكأن هذه الكلمة رئيسية في المعادلة، وليس الحظر على الحكم لأكثر من ولايتين رئاسيتين النابع من روح الدستور.

والسبب الثالث هو أن الذكرى الـ20 تقتضي تقديم كشف الحساب وطرح أسئلة حول ما إذا كانت تلك الفترة كافية، بينما من الواضح أن بوتين لا يعتزم مغادرة السلطة، ويتجنب أي حديث عن مستقبله السياسي. 

كما أنه ليس بحوزته أي أوراق قوية في الوقت الحالي، بعد أن تجاوز قمة مجده وشعبيته قبل خمس سنوات، وسيضطر الآن إلى الحديث عن العقوبات والصعوبات الاقتصادية، والمشكلات الاجتماعية، وحرائق الغابات في سيبيريا، ومكبات النفايات، وغيرها. 

في المقابل، بات الوضع في سورية غير واضح، كما لم تعد أوكرانيا موضع الاهتمام، أضف إلى ذلك الاحتجاجات وسط موسكو للمطالبة بالسماح بمشاركة مرشحي المعارضة "غير النظامية" في انتخابات مجلس دوما (نواب) موسكو.

وأرجعت "فيدوموستي" السبب الرابع لعدم الاحتفال، إلى تعارض قصة تولي بوتين زمام السلطة مع ما يسعى لتجسيده، إذ أنه "لم يهزم يلتسين الذي دمر الاتحاد السوفييتي وكاد أن يقضي على روسيا في الانتخابات، بل تسلم السلطة منه شخصيا جاهزة وراء الكواليس".



وخلص كاتب المقال إلى أن السلطة قد تتجاهل ذكرى تعيين بوتين أو التظاهر بأن بقاء نفس الشخص في الحكم لـ20 عاما ليس بأمر غريب، ولكنه يتعين على المجتمع الروسي بشقيه المعارض والمؤيد التأمل كيف بات مثل هذا الوضع ممكنا، وإلى أين ستؤدي إطالة أمد الانفراد بالسلطة.

وكان يلتسين قد عين بوتين رئيساً للوزراء في أغسطس/آب 1999، تمهيدا لتوليه الرئاسة، وذلك بعد سلسلة من الأزمات العاصفة بروسيا، وتغيير أربعة رؤساء حكومات في أقل من عام ونصف العام.

وفي ليلة رأس سنة 2000، أعلن يلتسين التنحي عن الحكم، مقدّماً اعتذارات عن "آمال لم تتحقق"، ومسلّماً زمام السلطة لبوتين الذي ضمن له الحصانة الكاملة من أي ملاحقة.

دلالات