رجل أعمال روسي يملك نفوذاً بسباق رئاسة الوزراء البريطانية

صديق لجونسون... قطب روسي بصناعة السلاح يملك نفوذاً بسباق رئاسة الوزراء البريطانية

20 يوليو 2019
تحدث رجل الأعمال بود شديد عن "صديقه" جونسون (Getty)
+ الخط -
هو قطب سابق بقطاع السلاح في روسيا، ارتبط بعلاقات على أعلى المستويات في الكرملين، وأحد كبار المتبرعين لحزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، ويعتبر نفسه صديقاً للرجل المتوقع أن يكون رئيس الوزراء المقبل، هكذا قدمت وكالة "رويترز"، ألكسندر تيميركو، الذي ذكرت أنه أقام علاقات وثيقة مع وزارة الدفاع وأجهزة الأمن في روسيا في التسعينيات من القرن الماضي، وقدّم ما يزيد على مليون جنيه استرليني للمحافظين خلال السنوات الثماني الماضية.

وأشارت الوكالة في سلسلة من المقابلات المفصلة في تقرير خاص أن رجل الأعمال الروسي تحدث بود شديد عن "صديقه" بوريس جونسون، أحد أبرز الشخصيات خلال الحملة التي دعت لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والمرشح الأوفر حظاً للفوز بمنصب رئيس الوزراء خلال منافسة على قيادة الحزب الأسبوع المقبل.

وتحدث تيميركو، الذي كشف عن أنه يدعم مساعي جونسون لقيادة عملية انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عن أن الرجلين أحياناً يتبادلان النداء باسم ساشا، الذي يستخدمه الروس لتدليل من يسمى ألكسندر وهو أيضاً اسم جونسون الأول الحقيقي.

ويتذكر كيف كانا في بداية ولاية جونسون كوزير للخارجية في الفترة من عام 2016 إلى 2018، يلتقيان في وقت متأخر من الليل لاحتساء النبيذ في شرفة مكتب جونسون بالبرلمان.

قلق من احتمال التدخل الروسي

يأتي التدقيق في علاقات تيميركو السابقة بحكومة الرئيس فلاديمير بوتين وصلته الحالية بالساحة السياسية البريطانية في وقت يشعر فيه بعض أعضاء البرلمان بالقلق من احتمال التدخل الروسي في النظام الديمقراطي البريطاني. وقال النائب عن حزب "العمال" بن برادشو، الذي كان أول عضو بالبرلمان يثير مخاوف بشأن احتمال تدخل الكرملين في استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي عام 2016، إن المعلومات التي توصلت إليها رويترز "مقلقة للغاية".

وتنفي موسكو أي تدخل. ولم يرد لي كين المتحدث باسم جونسون على طلبات متكررة للتعليق. وقال حزب المحافظين إن "التبرعات لحزب المحافظين تُعلن كما يجب وبشفافية للجنة الانتخابية التي تنشرها بدورها، وتتفق مع القانون تماماً".

وتظهر سجلات تمويل الانتخابات تبرع تيميركو وهو في الخمسينيات من العمر بمبلغ المليون جنيه إسترليني، وهو مبلغ كبير بالمقاييس البريطانية وذلك منذ حصوله على الجنسية البريطانية عام 2011.

لكن جونسون غير مسجل بين الساسة الذين تلقوا تبرعات من تيميركو. لكن رجل الصناعة مول بعضاً من حلفاء جونسون الأساسيين بالبرلمان ومن بينهم واحد من المسؤولين عن إدارة حملته للفوز بقيادة الحزب وهو جيمس وارتون. والأخير نائب في البرلمان حتى عام 2017 ويعمل مستشاراً مقابل أجر لشركة الطاقة البريطانية أكويند ومديرها هو تيميركو.

وفي يونيو/حزيران 2013، قدم مشروع قانون للبرلمان أورد للمرة الأولى الدعوة لإجراء استفتاء على عضوية بريطانيا بالاتحاد الأوروبي.

وقدم تيميركو تبرعات سياسية قيمتها 25 ألف جنيه استرليني لوارتون بين عامي 2013 و2015 وفقاً لإفصاحات قدمت للبرلمان، وهو رقم كبير نسبياً لنائب بالبرلمان البريطاني منفرداً، وساعد في تمويل حملة إعادة انتخابه عام 2015. ولم يرد وارتون على طلب للتعليق.

وقال تيميركو إنه انضم لمحاولة فاشلة قادها أعضاء مجموعة من نواب حزب المحافظين المتشددين للإطاحة برئيسة الوزراء تيريزا ماي في ديسمبر كانون الأول 2018. وأكد عضو بارز في حزب المحافظين أن تيميركو لعب دوراً في محاولة الإطاحة بماي. وطلب العضو عدم نشر اسمه لحساسية الموضوع.

وأعلنت ماي استقالتها في السابع من يونيو/ حزيران. وأحال مكتبها أسئلة رويترز عن الأمر إلى حزب المحافظين الذي لم يعلق.

موسكو: لا نعرف هذا الرجل المهذب

وأقام تيميركو علاقات وثيقة مع وزير الدفاع الروسي في ذلك الحين، وقال لـ"رويترز" إنه هو شخصياً كان لديه جنرالات روس يعملون تحت قيادته.

وأضاف أنه في تلك الأيام كان في وضع لا يسمح لأحد بالاقتراب منه. وقال إن علاقاته بأجهزة الأمن مكنته ذات مرة من حضور اجتماع لمجلس الأمن الروسي الذي يضم 24 مسؤولاً روسياً كبيراً ويرأسه بوتين.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن تيميركو "ليست له صلة بالكرملين أو السلطات الروسية. لا نعرف هذا الرجل المهذب". وصرح تيميركو بأن علاقاته بشخصيات في أجهزة الأمن كانت "رسمية" وليست "شخصية" ونفى وجود أي صلات له من هذا النوع الآن. وقال إن أيام امتلاكه نفوذاً في موسكو قد ولت وأنه الآن شخص غير مرحب به بالنسبة للسلطات الروسية.

وحين وصل إلى بريطانيا عام 2005 قال إنه يريد اللجوء بسبب استيلاء الحكومة على مؤسسة الطاقة الروسية يوكوس، التي كان عضواً بمجلس إدارتها. ووجهت له موسكو تهمة الاحتيال على شركة روسنفت، عملاق النفط الحكومي، لكنه نفى ذلك.

المساهمون