مجلس الأمن يبحث العلاقات الأممية- العربية: تعاون دون المستوى

مجلس الأمن يبحث العلاقات الأممية- العربية: ملفات عالقة وتعاون دون المستوى

13 يونيو 2019
هجوم خليج عمان يخيم على الجلسة (طوماس كويهلر/Getty)
+ الخط -
ركزت جلسة مجلس الأمن، التي عُقدت الخميس لبحث علاقات الأمم المتحدة بجامعة الدول العربية، على آفاق التعاون بين المنظمتين، في ظل الإقرار بأنه دون المستوى الآن.

وخيم على الجلسة، التي ترأسها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، بحضور أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان صباح اليوم.

وعقدت هذه الجلسة كواحدة من الجلسات الرئيسية رفيعة المستوى التي ركزت عليها دولة الكويت خلال رئاستها لمجلس الأمن الدولي للشهر الحالي.

غوتيريس: ملفات عالقة 

وأكد غوتيريس، في كلمته أمام المجلس، على ضرورة النهوض بنظام عالمي قائم على القانون الدولي، وتحدث عن الأهداف المشتركة بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، من بينها حل ومنع النزاعات. 

وأشار إلى عدد من الملفات العربية العالقة، من بينها القضية الفلسطينية، والوضع في اليمن وليبيا وسورية. 

وأكد على تمسك الأمم المتحدة بـ"حل الدولتين" على حدود الرابع من حزيران، والقرارات والاتفاقيات الدولية ذات الصلة. 

وحذر من احتدام الوضع في إدلب مؤخراً، مشدداً على أن الوضع في سورية يستدعي حلاً سياسياً يستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254 بكامله، بما في ذلك إنشاء لجنة دستورية. 

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن أي حل يجب أن يحترم وحدة الأراضي السورية، بما فيها الجولان السوري المحتل. 

وعبر عن قلقه إزاء الوضع في ليبيا واستمرار العمليات العسكرية والاشتباكات المسلحة، مشيراً إلى الأزمة الإنسانية في اليمن، كما شدد على أهمية تنفيذ اتفاق استوكهولم للتوصل إلى حل سياسي دائم. 

وقال غوتيريس، فيما يخص حادثة استهداف ناقلتي النفط في خليج عُمان، إنه "لا بد من استبيان الوقائع وتحديد المسؤولين، ولا يمكن للعالم أن يتحمل مواجهة في منطقة الخليج". 

الصباح: تعاون دون المستوى 

وأشار وزير الخارجية الكويتي، من جهته، إلى أن الاجتماع يأتي في إطار مبدأ الأمم المتحدة في ميثاقها التأسيسي، والذي يشجع التنظيمات الإقليمية على معالجة أمورها وأزماتها الإقليمية، طالما اتسقت مع أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، مع اللجوء لمجلس الأمن لإيجاد الحلول الكفيلة لحل النزاعات وصيانة السلم والأمن الدوليين. 

ووصف الجلسة بأنها بداية جديدة في إطار تاريخ التعاون بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية. 

ورحب بقرب افتتاح مكتب الارتباط للأمم المتحدة لدى جامعة الدول العربية، تنفيذاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 267 في دورتها الحالية، وغيرها من الاتفاقات. 

ولفت الصباح الانتباه إلى البيان رقم 20 الصادر عن مجلس الأمن عام 2012، والذي يشيد فيه مجلس الأمن بجهود جامعة الدول العربية للإسهام في المساعي الجماعية الرامية إلى تسوية النزاعات في الشرق الأوسط بالطرق السلمية، ناهيك عن إقراره بأهمية التعاون في مجال بناء القدرات لصيانة السلم والأمن الدوليين. 

وأكد في الوقت ذاته أن التعاون ما زال دون المستوى حتى بعد التوقيع على بروتوكول التعديل باتفاقية التعاون بين المنظمتين (عام 2016).

ولفت وزير الخارجية الكويتي الانتباه إلى أن مجلس الأمن الدولي منشغل شهرياً بتسع قضايا عربية على جدول أعماله، بعضها منذ سنوات، وأبرزها القضية الفلسطينية. وأكد أنه دون التوصل إلى حل شامل وعادل لها سوف يستمر عدم الاستقرار والتوتر في المنطقة. 

أبو الغيط: مركزية القضية الفلسطينية

أما أبو الغيط، فحذر من تدهور الأوضاع في أكثر من قطر عربي، وتحدث عن مركزية القضية الفلسطينية واستمرار الاحتلال الإسرائيلي، ووصفه بالمصدر الأساسي لزعزعة المنطقة. 

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية إن أي محاولة لاختلاق مسار آخر اقتصاديا أو تنمويا بديلا يبقي على الاحتلال يمثل ضربة قاصمة للبنيان القانوني الدولي ومصداقية مجلس الأمن.  

وأشار إلى التدخلات الإقليمية والدولية غير المسبوقة في الشؤون الداخلية للدول العربية وانتشار الميلشيات والجماعات المسلحة وتهدد سيادات الدول. 

وعن تعزيز فاعلية آليات الشراكة مع الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن، من أجل تسوية كافة النزاعات والأزمات الإقليمية، أوضح أبو الغيط أن "جامعة الدول العربية تعمل على الاطلاع بدور أكثر فاعلية للمساهمة في حفظ السلم والأمن الدوليين في المنطقة العربية والدفاع عن الأمن القومي العربي على النحو الذي يكفله ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي". 

ووجه أصابع الاتهام لإيران بالتدخل بشؤون دول عربية، ودعمها للحوثيين في اليمن، مضيفاً أن "التضافر الدولي مهم لكي تصل إلى إيران رسالة مفادها أن الأنشطة التخريبية لم تعد مقبولة، وأن التخفي وراء الأذرع الإقليمية أو العمليات الرمادية التي لا تنسب لفاعليها الأصليين هو تكتيك مرفوض من الجميع". 

ولخص في رسالته كممثل للجامعة العربية حول تفاصيل التعاون بين الجامعة ومجلس الأمن إلى أن "التعاون المثمر يجب أن ينطلق من إرساء ترتيب دائم ومؤسساتي لتبادل المعلومات بشكل يرتسم بالشفافية والصراحة"، مضيفاً أنه "يجب أن يكون هناك تنسيق أكبر بين مجلس الأمن (والأمم المتحدة عموماً) الارتقاء بمستوى التنسيق والتفاعل مع الجامعة من قبل مبعوثي وممثلي الأمم المتحدة إلى مناطق النزاعات والأزمات العربية، على النحو الذي يقود لفهم مشترك لأسباب اندلاع أو استمرار الصراعات، ويفضي إلى عمل تكاملي بين المنظمتين".

وعن استهداف ناقلات النفط في خليج عمان وعمق السعودية بصواريخ الحوثيين، قال إنها "تطورات مقلقة وخطيرة"، وأنها "يجب أن تكون مدعاة لتحرك مجلسكم الموقر ضد من يقف وراءها صوناً لأمن واستقرار الإقليم. البعض يلعب بالنار في هذه الأيام في المنطقة".