دعوات إسرائيلية إلى اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية

دعوات إسرائيلية إلى استئناف عمليات اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية

02 نوفمبر 2019
شنّ الاحتلال سلسلة غارات على غزة الليلة الماضية(الأناضول)
+ الخط -
نقل موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلي، اليوم السبت، عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إنه في الوقت الذي تبدي فيه حركة حماس اهتماماً بالتهدئة، فإن "الجهاد الإسلامي" معنية بالتصعيد وسط دعوات من قيادات في المعارضة الإسرائيلية إلى استئناف سياسة اغتيالات قيادات المقاومة في قطاع غزة.

وزعمت مصادر عسكرية إسرائيلية في حديث للموقع أن حركة الجهاد الإسلامي مسؤولة عن إطلاق الصواريخ الليلة الماضية على مستوطنة سديروت، في وقت أدّت فيه الغارات التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة فجر اليوم إلى استشهاد شاب فلسطيني، فضلاً عن إصابة اثنين آخرين.
ونقل المعلق العسكري للصحيفة رون بن يشايعن المصادر زعمها أن قيادات عسكرية داخل الجهاد تبدي حماسة واضحة للتصعيد ضد إسرائيل. وقال إن ممثلي المخابرات المصرية يحاولون إقناع هذه القيادات بعدم الإقدام على خطوات يمكن أن تفضي إلى مواجهة شاملة مع المقاومة في غزة.

وحسب بن يشاي، تواجه إسرائيل معضلة كبيرة تتمثل بأنها في حال قيامها بالعمل بشكل مكثف ضد حركة حماس من أجل إجبارها على وقف عمليات الجهاد الإسلامي، فإن هذا قد يفضي إلى مواجهة شاملة.

ولفت إلى أن ما يزيد الأمر خطورة، حقيقة أن الجهاد تملك ترسانة صواريخ كبيرة، بعضها ذات دقة إصابة أكبر من الصواريخ التي عادة ما تطلق من القطاع، مشيراً إلى أن مدى بعض هذه الصواريخ يصل إلى أبعد من مدينة "الخضيرة" الواقعة إلى الشمال من تل أبيب.
وأشار إلى أن إسرائيل تخشى، في المقابل، أنه إذا لم تقم بعمل عسكري، فإن هذا سيغري الجهاد بمواصلة عمليات إطلاق الصواريخ، بحيث تضطر تل أبيب في النهاية إلى شنّ حرب شاملة.

من ناحيته كتب المعلق العسكري في قناة التلفزة "13" ألون بن دافيد على حسابه على تويتر اليوم أن الخشية من انفجار الجبهة الشمالية، في ظل تقدير الأوساط العسكرية الإسرائيلية أن إيران يمكن أن تقدم على استهداف العمق الإسرائيلي بالصواريخ يقلص من دافعية إسرائيل إلى شنّ عمل عسكري كبير في غزة.
من ناحيته حمّل وزير الأمن الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المسؤولية عن تدهور الأوضاع الأمنية في جنوب إسرائيل.
وكتب ليبرمان على حسابه على الفيسبوك صباح اليوم أن سقوط الصواريخ على مستوطنة "سديروت" يُعَدّ "نتيجة مباشرة لسياسة الحكومة في الاستسلام للمنظمات في غزة، حيث أصبحت أعمال الشغب ضمن مسيرات العودة على السياج أمراً معتاداً، حتى وسائل الإعلام لا تغطي ذلك"، على حد زعمه.
وسخر ليبرمان من نتنياهو، قائلاً إن رده على التصعيد سيتمثل بتمرير المزيد من المساعدات المالية لحركة حماس، محذراً من أن تآكل قوة الردع في الجنوب سيشجع أعداء إسرائيل في الشمال وإيران.
من ناحيته دعا يئير لبيد، الرجل الثاني في قيادة حزب "أزرق أبيض" المعارض، الذي يقوده بني غانتس إلى استئناف عمليات اغتيال قيادات حماس والجهاد الإسلامي بهدف إجبار الحركتين على وقف إطلاق الصواريخ.
وكتب لبيد على حسابه على الفيسبوك: "يجب الرد بقوة ودون تردد على إطلاق الصواريخ من غزة، ليعلم قادة حماس والجهاد أنهم سيدفعون حياتهم ثمناً لأيّ هجوم، يجب أن نردّ على الإرهاب بقوة، لا بحقائب بالدولار"، على حد تعبيره.
وأضاف أن ما سمّاها "سياسة التصالح والهدوء التي انتهجها نتنياهو مفلسة، وعلى الجيش الإسرائيلي توسيع آليات الرد، بما يشمل العودة إلى سياسة الاغتيالات".
من جهتهما، حمّلت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، السبت، إسرائيل المسؤولية عن تداعيات التصعيد الأخير على قطاع غزة، واصفتين إياه بالخطير.

جاء ذلك في بيانيْن منفصليْن، صدرا عن الحركتيْن، ووصل إلى وكالة "الأناضول" نسخ عنهما.
حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قالت في بيانها إن "استهداف الاحتلال الإسرائيلي مواقع المقاومة وأهلنا في غزة، تصعيد خطير بحق المدنيين الأبرياء، يتحمل العدو الصهيوني تبعاته وتداعياته".
وأضاف المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، إن حجم "الاعتداءات الإسرائيلية التي طاولت العديد من مواقع المقاومة يعكس نياته المسبقة بالتدمير والتخريب".

وأكمل قائلاً: "إن قتل الأبرياء وتفجير الأوضاع مع المقاومة الباسلة لن يرتدّ إلا في وجه الاحتلال".

وأكد أن المقاومة بغزة لن تسمح "باستباحة الدم الفلسطيني، أو أن تكون غزة ساحة لتصدير أزمات الاحتلال الداخلية".

بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيانها، إن "رئيس وزراء إسرائيل (بنيامين نتنياهو)، يسعى للتغطية على فشله وفساده بالتصعيد العدواني ضد قطاع غزة، واستهداف المواقع والمنشآت وإيقاع الخسائر في صفوف المدنيين".

وأكدت الحركة "استمرار النضال المشروع في وجه الاحتلال المجرم". وتابعت: "نشدد على ثبات الشعب الفلسطيني ووحدته في التصدي للعدوان ومواجهة كل المؤامرات التي تستهدف تصفية قضيته".

وشنّت المقاتلات الإسرائيلية، فجر السبت، سلسلة من الغارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة، أدت إلى استشهاد فلسطيني، وإصابة اثنيْن آخريْن بجراح وصفتها وزارة الصحة بين "الخطيرة والمتوسطة".

الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قال في تغريدة نشرها على حسابه في موقع تويتر، إن المقاتلات الإسرائيلية شنت غارات على مجموعة واسعة من الأهداف شماليّ قطاع غزة ووسطه وجنوبيّه، رداً على إطلاق 10 صواريخ من القطاع.

وأضاف أن من بين الأهداف "مواقع عسكرية تابعة لحركة حماس، بعضها للقوة البحرية، ولمنظومة الدفاع الجوي، وموقعاً آخر يحتوي على جهاز محاكاة لإطلاق نار مضادة للصواريخ، بالإضافة إلى مواقع تدريبات ومجمع لإنتاج الأسلحة، وموقع عسكري يُستخدم مخزناً للأسلحة والشبكات التحت أرضية التابعة لحماس".

وأعلن الجيش، في وقت سابق أن 10 قذائف أطلقت من قطاع غزة، مساء الجمعة، باتجاه مناطق محاذية له، موضحاً أن نظام القبة الحديدية اعترض 8 منها.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، منها الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت أن أحد الصواريخ سقط على منزل في مدينة سيدروت، القريبة من القطاع، دون وقوع إصابات.

وذكر الموقع أيضاً أن نتنياهو بدأ مشاورات عبر الهاتف، مع رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي وقيادات عسكرية وأمنية لبحث سبل الرد، على الصواريخ. وفي قطاع غزة، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ.

المساهمون