ديفيد هيل يُقلق المسؤولين اللبنانيين... وبيروت تقاطع مؤتمر وارسو

ديفيد هيل يُقلق المسؤولين اللبنانيين... وبيروت تقاطع مؤتمر وارسو

بيروت

محمد شبارو

avata
محمد شبارو
14 يناير 2019
+ الخط -
أن يصل وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، ديفيد هيل، إلى لبنان، فجأة، يوم الأحد، فذلك يعني أن الإدارة الأميركية تريد إيصال رسالة واضحة، خصوصاً أن الرجل المتمرس في شؤون الشرق الأوسط، يدرك تماماً حيثيات السياسة اللبنانية منذ أن كان مبعوثاً خاصاً للسلام، ومنذ أن كان سفيراً أميركياً في بيروت (2013 - 2015)، وغيرها من المناصب التي شغلها، والأهم أنه بالنسبة للبنان كان ولا يزال أحد صقور الإدارة الأميركية. 

وأتت زيارة هيل بالتزامن مع زيارة سابقة للمنطقة لمستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن 
القومي جون بولتون، وأخرى لوزير الخارجية مايك بومبيو، ليبدو مع الجولات الثلاث لبنانياً أن ثمة ما يحضر للمنطقة، وأن الاستعداد بات واجباً.

سريعاً عُلم ما سبب زيارة هيل. الرجل الذي جال على مختلف القوى السياسية اللبنانية (رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة)، والأمنية، والحزبية (مثل النائب السابق وليد جنبلاط)، بدا واضحاً في كل لقاءاته، لجهة الحديث أولاً، بحسب معلومات "العربي الجديد"، عن الاستقرار اللبناني وعن ضرورة تأليف الحكومة اللبنانية. وربما لقاءاته مع قيادة الجيش اللبناني أريد منها أن تؤكد أن الإدارة الأميركية لا تزال تعول على الدولة اللبنانية، وعلى القوات الشرعية اللبنانية، في رسالة مبطنة لـ"حزب الله".

لكن الشق الثاني من الزيارة يبدو أنه الأهم، خصوصاً أن الشق الأول بات من مسلمات السياسة الأميركية، بما أنه في الفترة الأخيرة برز موقف أميركي واضح عندما رفضت الإدارة في واشنطن طلب إسرائيل فرض عقوبات على لبنان والجيش اللبناني حتى يتحملا مسؤولية أنفاق "حزب الله".




في لقاءاته في بيروت التي أراد من خلالها إعادة تجميع الأوراق، وفق تعبير مصادر "العربي الجديد"، أكد لمن التقاهم أن بلاده ماضية في سياسة مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، وأدوارها السلبية، وأدواتها، وعلى رأسها "حزب الله"، على الرغم من التمسك الحاسم باستقرار لبنان.

ومرد القلق اللبناني تأكيدات وصلت لبيروت قبل زيارة هيل تشير إلى أن المرحلة المقبلة ستحمل تصعيداً ضد "النفوذ الإيراني" في المنطقة، خصوصاً بعد قرار الانسحاب الأميركي من سورية، وكذلك الضغط لتشكيل "الناتو العربي"، وأخيراً إعلان وزارة الخارجية الأميركية عن تنظيم مؤتمر دولي في العاصمة البولندية وارسو يومي 13 و14 فبراير/شباط المقبل تحت عنوان "تعزيز مستقبل الأمن والسلام في الشرق الأوسط" والذي يهدف لمواجهة "النفوذ الإيراني وتصرفات إيران لزعزعة الاستقرار".

وأكدت مصادر مطلعة على لقاءات هيل أن الأخير تحدث مطولاً عن أنشطة إيران و"حزب الله" في المنطقة، وتحديداً في سورية وفي لبنان، مؤكداً أن هذا الواقع هو أولوية أميركية، وأن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيداً ضد هذا النفوذ، على الرغم من عدم إشارته إلى أي مسعى عسكري.

كما تؤكد المصادر أن هيل تحدث عن عقوبات جديدة ضد إيران و"حزب الله"، خصوصاً أن الإدارة الأميركية تعتبر في تقييمها للمرحلة الأخيرة، أنها نجحت في تطويق إيران عبر العقوبات التي فرضتها سابقاً.

وبات محسوماً لبنانياً أن الإدارة الأميركية ستوجه دعوة للبنان لحضور مؤتمر وارسو، لكن ذلك بحسب المصادر، لن يشكل حرجاً لبنانياً، بما أن الإدارة الأميركية تدرك صعوبة تلبية لبنان لهذا الطلب، وتضع الدعوة في خانة التأكيد الأميركي على فصلها بين "حزب الله" والدولة اللبنانية، وتمسكها بالأخيرة وتعويلها عليها وعلى المؤسسات الشرعية.


وتشير المصادر إلى أن الاعتذار اللبناني عن المشاركة سيستند بطبيعة الحال إلى شقين: الأول هو ما يكرره لبنان دوماً في المحافل العربية عند صدور أي بيان يتعلق بـ"حزب الله"، وهو الذي يؤكد فيه أن "حزب الله" شريك لبناني، على الرغم من التمسك بما يسميه لبنان سياسة النأي بالنفس، التي لم تطبق بسبب مشاركة "حزب الله" في الحرب السورية، والشق الثاني من الاعتذار سيكون بسبب دعوة إسرائيل ممثلة ببنيامين نتنياهو، بصفته وزيراً للخارجية في إسرائيل (فضلاً عن رئاسة الحكومة).

وتتخوف المصادر مما قد تحمله المرحلة المقبلة، خصوصاً أن القرار الأميركي – العربي – الإسرائيلي يبدو أنه اتخذ لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، وبالتالي سيكون لبنان حكماً إحدى ساحاته، حتى وإن كانت الإدارة الأميركية متمسكة باستقرار لبنان، وهو ما يفسر لقاءات هيل الواسعة التي شملت مختلف قيادات ما كان يسمى تحالف قوى "14 آذار"، إضافة إلى الرؤساء الثلاثة، والقيادات الأمنية.

وعلى الرغم من أنه سيكون ضرورياً انتظار ما سيخرج به مؤتمر وارسو، إلا أن الأكيد أن ثمة حزمة من العقوبات ستطل برأسها قريباً مع ترجيح بدء تطبيق قانون العقوبات الذي وقّعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد "حزب الله" سابقاً، وإمكانية أن يطاول مصالح لبنانية أخرى قد تكون مرتبطة أو على علاقة بالحزب.

ذات صلة

الصورة
بات شغوفاً بعمله (العربي الجديد)

مجتمع

أراد ابن جنوب لبنان محمد نعمان نصيف التغلب على الوجع الذي سببته قذائف وشظايا العدو الإسرائيلي على مدى أعوام طويلة فحولها إلى تحف فنية.
الصورة
أسواق إسرائيل، فرانس برس

اقتصاد

يهرع الإسرائيليون لشراء منتجات الطوارئ، على رأسها مولدات الكهرباء والمصابيح اللاسلكية والبطاريات الاحتياطية، خشية استهداف حزب الله اللبناني البنية التحية.
الصورة
وقفة تضامن مع جنوب أفريقيا في لبنان 1 (سارة مطر)

مجتمع

على وقع هتافات مناصرة للقضية الفلسطينية ومندّدة بحرب الإبادة التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، كانت وقفة أمام قنصلية جنوب أفريقيا في بيروت.
الصورة
تضررت مخيمات النازحين السوريين في لبنان من الأمطار الغزيرة (فيسبوك/الدفاع المدني)

مجتمع

أغرقت الأمطار التي يشهدها لبنان والتي اشتدت أول من أمس (السبت)، العديد من مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، لا سيما تلك الواقعة في المناطق المنخفضة.

المساهمون