المواجهة الإيرانية الأميركية إلى نيويورك

المواجهة الإيرانية الأميركية إلى نيويورك

24 سبتمبر 2018
روحاني سيتحدث عن دفع إيران ثمن تعرّضها للإرهاب(فاطمة بهرامي/الأناضول)
+ الخط -



لم يتردد الرئيس الإيراني حسن روحاني بالقول صراحة إن زيارته إلى نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، تفتح فرصة أمام إيران لتوضح وجهات نظرها أمام المجتمع الدولي، ولتكشف عن أسباب إدانتها لأميركا. وأتى هجوم الأهواز الذي وقع يوم السبت الماضي، خلال عرض عسكري بمناسبة الحرب العراقية الإيرانية، ليبدّل ترتيب أولويات وعناوين لقاءات وتصريحات روحاني المرتقبة في نيويورك، وهو ما سينقل المواجهة السياسية بين طهران وواشنطن إلى مربع آخر عنوانه "الإرهاب".

لطالما رفضت طهران الاتهامات الأميركية الموجهة إليها والمتعلقة بدعم الإرهاب في المنطقة، وردَّت الخارجية الإيرانية على تقرير سنوي لنظيرتها الأميركية يضع طهران في ذات الإطار، فاتهمت إيران واشنطن بالمقابل بتغذية الإرهاب في الشرق الأوسط وتحمّلها مسؤولية تناميه. وكان واضحاً اتخاذ البلاد لموقف صارم إزاء من اعتبرتهم متورطين وداعمين لهجوم الأهواز، من الإمارات والسعودية إلى أميركا وإسرائيل، ولن يترك روحاني مجالاً في نيويورك إلا وسيتحدث عن إيران ودفعها لثمن إرهاب منظم مدعوم من أميركا، يستهدف المدنيين أولاً ويسعى لتغيير السلطة والنظام ثانياً، من خلال التدخل في الشأن الإيراني والضغط على الشارع ونقل المعركة للعمق واستخدام القوميات المختلفة لتحقيق هذا الهدف.

ولن ينسى روحاني أيضاً أن اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة لهذا العام جاء ضمن ظروف مختلفة، إذ انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي بين إيران والسداسية الدولية في مايو/أيار الماضي، وأعاد فرض العقوبات على طهران، ولم يكن ذلك مبرراً بالنسبة لكثر، خصوصاً أن جُلّ تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أثبتت التزام إيران بتعهداتها التقنية في منشآتها النووية، كما أن الشركاء الأوروبيين ما زالوا يصرّون على مسألة الحفاظ على الاتفاق، وقد يتعلق ذلك برغبتهم باستمرار تقييد نشاط طهران النووي أكثر من مسألة المكتسبات الاقتصادية، خصوصاً أن الاتفاق جاء بعد جهد سنوات طويلة إلى جانب وجود واقع أن بعض الأطراف الأوروبية أيدت مسألة القلق من دور طهران الإقليمي وملفها الصاروخي، وهي ذرائع ترامب للخروج من الاتفاق. ومع عودة الحديث عن رغبة ترامب بعقد لقاء ثنائي مع روحاني في نيويورك، ما زالت طهران تبدي عدم رغبتها بذلك، وتحاول استخدام كل الأوراق علها تنقل المواجهة إلى زاوية تصب لصالحها.

المساهمون