استقالات وانقسامات في حزب "مشروع تونس"

استقالات وانقسامات في حزب "مشروع تونس"

06 اغسطس 2018
"مشروع تونس" يخسر المزيد من وزنه البرلماني (الأناضول)
+ الخط -
لم تمر جلسة تزكية وزير الداخلية الجديد، هشام الفوراتي، من دون أن تترك أثرها في الأحزاب البرلمانية التي منحته الثقة، لتلقي بظلالها على حزب "مشروع تونس"، الذي سجل استقالة ثلاثة من أبرز قياداته المركزية والبرلمانية.

وأعلن النائب عن حزب "مشروع تونس" الصحبي بن فرج، في تصريح لـ"العربي الجديد"، استقالته من الحزب، الذي يتزعمه محسن مرزوق، وانسلاخه من "كتلة الحرة" البرلمانية التي تمثل الحزب في مجلس نواب الشعب، كما استقال معه النائبان مروان فلفال وليلى الشتاوي.

وبيّن بن فرج أنه سيتم الإعلان عن أسباب الاستقالة ونشرها صباح الغد بصفة جماعية، مشيرًا إلى أنه شخصيًا لا ينتظر قرار الهيئة السياسية، ولا المكتب التنفيذي، للحسم في قبولها من عدمه.

وتعد استقالة الثلاثي بن فرج والشتاوي وفلفال بمثابة الضربة القاصمة لحزب مرزوق، لاعتبار الشعبية الكبيرة التي يحظى بها بن فرج لدى الرأي العام الوطني، ما جعله من أبرز البرلمانيين والشخصيات السياسية التي تحظى بثقة واسعة بسبب ثبات مواقفه المعارضة منذ التحاقه في حزب "نداء تونس"، إذ كان النائب الوحيد الذي لم يصوت من داخل الائتلاف الحاكم لرؤساء الحكومات المتعاقبين منذ 2014.


كما تمثل استقالة مروان فلفال، المتحدث الرسمي باسم الحزب، ضربة موجعة نظرًا لمكانته في المهجر. وباستقالة الثلاثي البرلماني المعروف بمعارضته الشديدة لخط التقارب مع حزب "النهضة"، وبعدائه لتيارات الإسلام السياسي، يفقد حزب "مشروع تونس" مزيدًا من وزنه البرلماني، ليصبح عدديًا مكوّنًا من 16 نائبًا فقط، بعد أن كان يمثل القوة البرلمانية الثالثة في مجلس الشعب عند تكوينه بـ26 نائبًا.

ويبدو أن بيان مساندة النواب الثلاثة، ومعهم النائبان سهيل العلويني وهدى سليم، ليلة منح الثقة لوزير الداخلية، قد أجج الخلافات داخل الحزب، الذي أعلن بدوره تغيير موقفه في الدقائق الأخيرة، والتصويت لفائدة رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، في سد الشغور الجزئي.

ويرجح ألا تقف الانقسامات عند هذا الحد، إذا لم يسارع مرزوق إلى لملمة شتات الغاضبين، وتفادي التصعيد ضد النواب المنسلخين، لاعتبار تواصل موجة الاستقالات التي قد تمس أربعة نواب آخرين.

ويبدو أن الهزات داخل مركزية حزب "مشروع تونس" وفي كتلته البرلمانية تتماهى مع الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، ومحاولات زعيم الحزب محسن مرزوق التموقع مرة بالاقتراب من المدير التنفيذي لحزب "نداء تونس"، حافظ قايد السبسي، ومرة أخرى مع مجموعة المنسلخين عن حزب "النداء"، لكن تجد هذه الخيارات معارضة شديدة داخل الحزب، وبالخصوص لدى الكوادر الندائية المنسحبة منذ تولي السبسي الابن زمام الحزب.

المساهمون