إيطاليا تنافس للسيطرة على الملف الليبي: ضربة لمساعي فرنسا

إيطاليا تنافس للسيطرة على الملف الليبي: ضربة لمساعي فرنسا

15 اغسطس 2018
موافيرو ميلانيزي متوسطاً زملاءه الإيطاليين (أحمد السيد/الأناضول)
+ الخط -



كشفت مصادر دبلوماسية مصرية مطلعة على الملف الليبي بوزارة الخارجية المصرية، أن "الفترة الماضية شهدت عودة إيطاليا بقوة، لتصدّر ذلك الملف كممثل للاتحاد الأوروبي، وإعادة نفوذها مجدداً هناك". وقالت المصادر لـ"العربي الجديد"، إن "تنسيقاً على مستوى عالٍ حصل أخيراً بين القاهرة وروما، لإسقاط التحركات والخطة الفرنسية التي سبق وأعلن عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بإجراء الاستحقاقات الانتخابية في ليبيا في ديسمبر/ كانون الأول المقبل".

وأوضحت المصادر أن "الاتصالات المكثفة بين مصر وإيطاليا بشأن الملف الليبي، ناقشت أخيراً، دعْم إيطاليا التي ترتبط بعلاقات جيدة مع حكومة الوفاق، للقوات التابعة لمجلس النواب ويقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وتقديم العون لها تحت مسمى دعم مكافحة الإرهاب، ومنْع الهجرة غير الشرعية نحو الاتحاد الأوروبي، وفي سبيل ذلك تم القفز على التحركات الفرنسية الرامية للتوصل لحلٍ للأزمة".

وكشفت المصادر أن "روما تجهّز لعقد مؤتمر موسع حول الأزمة الليبية خلال الربع الأخير من العام الحالي، على الأراضي الإيطالية، ستدعو له الأطراف الفاعلة في الأزمة، إضافة إلى دعوة عدد من الدول ذات النفوذ الحقيقي في ليبيا"، لافتة إلى أن "وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي إنزو موافيرو ميلانيزي، خلال زيارته الأخير للقاهرة في الخامس من أغسطس/ آب الحالي، أطلع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على الجهود الإيطالية، ومشاورات الإعداد للمؤتمر، ناقلاَ له مطلب الحكومة الإيطالية بضرورة أداء مصر دوراً بارزاً في المؤتمر".

وأوضحت المصادر أن "احتياج كل من روما والقاهرة للأخرى بسبب الكثير من الملفات الإقليمية المشتركة، أدى إلى تجاوز الخلافات الخاصة بشأن مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني تحت التعذيب في مصر"، مشيرة إلى أن "الدولتين لديهما الرغبة الحقيقية في تجاوز هذه الأزمة، خصوصاً أن قبول مصر للتعاون مع إيطاليا في هذا الملف يُكسِب روما ثقلاً، خصوصاً أن القاهرة تُعدّ رأس معسكر كاملاً ومن خلفها الإمارات التي تعد داعماً قوياً لحفتر وقواته". وشددت المصادر على أن "التصور الفرنسي والخريطة التي تم إعدادها بمؤتمر باريس انتهت فعليّاً، فلا يوجد أي اتفاق في الوقت الراهن على إجراء الانتخابات قبل نهاية العام الحالي".



وكانت باريس قد جمعت أطراف الأزمة في ليبيا، في مؤتمر مايو/ أيار الماضي إلى جانب ممثلين عن 19 دولة ذات صلة بالملف الليبي، تمّ الاتفاق خلاله على إجراء انتخابات في ليبيا في 10 ديسمبر المقبل، ووضع الأسس الدستورية للانتخابات، واعتماد القوانين الضرورية الخاصة بها، بحلول 16 سبتمبر/ أيلول المقبل.

بدوره، أكد رئيس الوزراء الإيطالي جيوزيبي كونتي في تصريحات رسمية له في 19 يوليو/ تموز الماضي، معارضته بوضوح للأجندة السياسية التي وضعها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مؤتمر باريس الذي جمع أطراف النزاع الليبي. واعتبر كونتي أن "تنظيم الانتخابات قد يصبح ضربة مرتدّة، وقد تُفضي إلى تعاظم الفوضى"، مضيفاً أنه "أخبرت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال قمّة مجموعة السبع بكندا في يونيو/ حزيران الماضي، أن هدفنا ليس تنظيم انتخابات بليبيا في ديسمبر المقبل كما يريد، ولكن استقرار البلاد".

وهاجم كونتي سياسة الرئيس الفرنسي في ليبيا، قائلاً: "ماكرون سيكون مخطئاً، إذا اعتقد أن ليبيا تخصّه، فليبيا ليست له ولا لنا، بل هي دولة مستقلّة لها علاقة مميّزة تاريخياً مع إيطاليا أيضاً، ولن نتخلّى عنها أبداً".
واتهم رئيس الوزراء الإيطالي ماكرون بمحاولة محاصرة المصالح الإيطالية في ليبيا لصالح بسْط النفوذ الفرنسي في البلد الغني بثرواته النفطية رغم العلاقات الممتازة التي تربطهما، مضيفاً أن "العلاقة مع ماكرون ممتازة وتتّسم بالصداقة، لكن الأخير يسعى للدفاع عن المصالح الفرنسية، بينما واجبي أن أحمي المصالح الإيطالية".