متظاهرو المثنى العراقية يبيتون في الشوارع لليلة الرابعة

لليلة الرابعة.. متظاهرو المثنى العراقية يبيتون في الشوارع

01 اغسطس 2018
تدخل احتجاجات المثنى أسبوعها الرابع (حيدر علي/فرانس برس)
+ الخط -

يواصل متظاهرو مدينة المثنى جنوب العراق، لليلة الرابعة على التوالي، المبيت أمام مجلس المحافظة، وعلى الطرقات الفرعية المؤدية إلى دوائر الصحة والبلدية، بينما يحاصرهم عشرات الأفراد من "جهاز مكافحة الشغب" كطوقٍ أول، وعجلات أمنية كطوقٍ ثان، وسيارات إسعاف وأخرى تابعة لدوائر السجون، في حال حدوث أعمال عنف أو اعتداء.

وتدخل احتجاجات المثنى أسبوعها الرابع، مطالبة بتوفير الخدمات، في خمس مدن (الديوانية وبابل والنجف والبصرة والناصرية)، فيها اتجه المتظاهرون إلى المبيت في الشوارع وأمام مباني المؤسسات والدوائر الحكومية، في إشارة إلى حجم الإهمال الذي يتعرضون له من قبل الحكومات المحلية والمركزية.

وقال الناشط من المثنى، مصطفى المحيرجاوي، إن "التظاهرات السلمية، على مدى ثلاث سنوات، أثبتت فشلها مع الحكومة، فالحكومة تشعر بالاطمئنان حين نهتف بأن التظاهرات سلمية وتتراخى في التعاطي مع مطالبنا، وهي في الأصل تمثل حقوقنا كبشر نريد العيش ضمن حياة كريمة من دون ذل أو نقص".



ولفت المحيرجاوي، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن "عدداً من ناشطي المثنى اتفقوا على الثبات والبقاء في ساحات الاحتجاج والتظاهر، والمبيت فيها ليلاً"، معتبراً أن "ليالي المثنى لا تختلف، سواءً كنا في البيوت أو في الشوارع، كلاهما يعاني من نقص الخدمات وانقطاع التيار الكهرباء، فضلاً عن تردي خدمة الإنترنت".

وأضاف أن "كبارا في السن بأعداد جيدة شاركونا المبيت، والكثير من الخيرين رفدونا بمياه الشرب والأكل، وتركونا، ما يعني الجماهير المحتجة تشترك معنا في المبيت، ولكن الأسباب الشخصية تمنعهم عن ذلك".

واعتبر أن "الحوار مع الحكومة يعني المماطلة، ونحن لا نريد ذلك، نريد تحقيق مطالبنا، قبل أن يتم التصعيد إلى ما هو خطير، فالكثير من الناس يتحدثون عن اشتباك مع قوات الأمن والسيطرة بالكامل على المباني الحكومة".

من جهته، قال ضابط في الشرطة المحلية، لـ"العربي الجديد"، إن "القيادة الأمنية في المحافظة لا مانع لديها من أن يبيت المتظاهرون في الشارع أو قرب المؤسسات والدوائر الحكومية، ولكن هناك تخوف على حياتهم من قبل العصابات والمليشيات"، مبيناً أن "عصائب أهل الحق وبدر، غاضبتان من المتظاهرين، لاسيما الهتافات المستمرة المناوئة لإيران التي يطلقها المتظاهرون، والشتائم الكثيرة بحق رجال دين إيرانيين ومراجع إيرانية مهمة".

ولفت في هذا السياق، إلى أن "الأوامر العسكرية التي وصلتنا هي الحفاظ على حياة المواطنين والمتظاهرين، ونحن مستعدون للاشتباك مع أي قوة تعتدي على المتظاهرين، لا سيما المليشيات"، مضيفاً أن "العديد من أفراد الشرطة اشتركوا في المأكل مع المتظاهرين، وبعضهم جلب ألبسة للمحتجين وأغطية".

وحتى الساعة، لم يتواصل أحد من المتظاهرين مع الحكومة المركزية، فيما يؤكد ناشطون أن الوفود التي تلتقي برئيس الحكومة، حيدر العبادي، لا يمثلون المتظاهرين.

بدوره، قال المسؤول المحلي، وسام جدوع، لـ"العربي الجديد"، إن "تأييد المرجعية الدينية في النجف لمطالب المتظاهرين وتوبيخ الحكومة ومسؤوليها الاتحاديين، عزز موقف الاحتجاجات ودعمها بشكل مباشر، وهذا الأمر يعد إيجابياً".

وأشار إلى أن "التظاهرات في الجنوب لن تتوقف حتى تتحقق المطالب، وعلى الحكومة الإسراع في معالجة الأخطاء السابقة، لأن سقف المطالب للمتظاهرين يرتفع يوماً بعد يوم"، مبيناً أن "عددا كبيرا من رجال الدين يشاركون المتظاهرين المبيت على الطرقات".

ورأى أن "التظاهرات قد تستمر إلى أسابيع أخرى، ما قد يؤثر على عملية تشكيل الحكومة الجديدة، لاسيما وأن موعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية بات وشيكاً. وأعضاء في مجلس محافظة المثنى يقفون إلى جانب المتظاهرين بسلمية".

وبحسب مصدر قضائي من محكمة جنايات المثنى، فإن "أكثر من 10 متظاهرين لا يزالون محتجزين منذ أسبوعين، على خلفية خروجهم في الاحتجاجات، لم يتم الإفراج عنهم مع الدفعات التي أطلق سراحها، وينتظرون محاكتهم بتهم متفرقة، أبرزها المساس بأمن الدولة، والاعتداء على الممتلكات العامة، والقيام بأعمال شغب".

وقال المصدر، لـ"العربي الجديد"، إن "الاحتجاجات التي انطلقت في المحافظة، أسفرت عن اعتقال ما يقارب 150 متظاهراً، غالبيتهم من الشباب، وتم الإفراج عنهم بكفالات وضمانات وتعهدات بعدم التظاهر مرة أخرى، لكن هناك 10 شبان ما يزالون ينتظرون محاكمة، وقد تُنسب لهم تهم لا علاقة لهم بها".

في المقابل، أكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية، سعد الحديثي، أنّ "الحكومة متمثلة في رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي واللجان الخدمية المشكلّة، أظهرت حسن نواياها وجديتها تجاه مطالب المحتجين في المحافظات الجنوبية، وتحسين الواقع الخدمي، وإطلاق تخصيصات مالية، وإطلاق فرص عمل، وإجراءات عاجلة"، مشيراً إلى أن "العبادي استقبل وفوداً تمثل المحافظات واجتمع معهم واستمع إلى كل مطالبهم، وتعرّف على حاجاتهم، وحدد الأولويات لتنفيذها، بحضور لجان الإعمار والخدمات في الأمور الاتحادية، وباشرنا بالعمل على الأرض، وهناك خطوات جديدة نعمل على تحقيقها في المرحلة المقبلة".




وأضاف، في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "الحكومة ليست ممتعضة من حق التظاهر السلمي طالما هو مرتبط بالمعايير القانونية، وأن الاعتصام الذي يقوم به العشرات ويبيتون الليل في الشوارع، ليس بالضرورة أن يكون معبراً عن إرادة جماعية للمثنى"، لافتاً إلى أن "المطالبات كثيرة وهي مشروعة ونعمل على استجابة سريعة وفاعلة لهذه المطالب. ولكن بالنتيجة، هناك من يعتقد أن الحكومة قادرة على تحقيق كل شيء في أيام، ولكن الله وحده من يملك القدرة على أن يقول للأشياء كن فتكون".

المساهمون