دور "النصرة" في تخريب الثورة

دور "النصرة" في تخريب الثورة

22 يوليو 2018
حافلات تقل مهجرين من كفريا والفوعة (أحمد رحال/ الأناضول)
+ الخط -
بغضّ النظر عن صحة ما يتم تداوله حول علاقة شرعي "جبهة النصرة" المدعو أبو يقظان المصري، بنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، والعمل لصالح الاستخبارات المصرية، إلا أنّ ظهور المصري ضمن مقطع فيديو تمّ نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو يصعد إلى حافلة المهجرين من كفريا والفوعة، ويصرخ ويهدّد ويتوعّد المهجّرين باسم الدين، ويصف عملية التهجير وكأنها وعد إلهي، يذكّرنا بظهور "جبهة النصرة" دائماً في الأوقات المفصلية، واتخاذها موقفاً أو قيامها بفعل يسيء للثورة السورية، وذلك كي يعطى النظام وحلفاؤه ذريعة للتصعيد ضدّ المعارضة ووسمها بالإرهاب، أو كي يحرج حلفاء المعارضة ويمنعهم من اتخاذ موقف إيجابي لصالح الثورة السورية.

فرغم تفاهة ما قام به المصري من تشويه لصورة الثورة السورية، وتصوير عملية التهجير وكأنها إنجاز عظيم للثورة، وتصوير المعارضة وكأنها هي من قامت بعمليات التهجير، إلا أنّ "جبهة النصرة" بهذا الفيديو تُثبت أنها شريك للنظام وحلفائه في تشويه صورة الثورة، من خلال الترويج لهذا العمل القذر الذي خطّط له ونفذه كل من إيران و"النصرة"، من خلال التوافق على تهجير مئات آلاف السوريين وإجراء عملية تغيير ديموغرافي على أساس طائفي.

ولم يكن الفيديو الذي أصدره المصري وتلقّفه من قبل النظام وحلفائه وراح يسوقه كحجة على المعارضة، هو التدخّل الأول من قبل "النصرة" من أجل الإساءة للأخيرة. فمنذ تشكيل "جبهة النصرة" وهي تتدخّل ضمن أدقّ الظروف المفصلية من أجل الإساءة للثورة السورية. في إبريل/ نيسان 2013، وقبيل اجتماع دولي لما يسمّى "أصدقاء الشعب السوري" من أجل دعم المعارضة، أعلن أبو محمد الجولاني، زعيم "النصرة"، مبايعته لزعيم "القاعدة" أيمن الظواهري، الأمر الذي أحرج المعارضة وداعميها الدوليين بسبب وجود فصائل "النصرة" ضمن مناطقها، وهو ما أعطى حجة للنظام وحلفائه لوسم المعارضة بالإرهاب. وقبيل دخول النظام وروسيا وسيطرتهما على القسم الشرقي من مدينة حلب، قدّمت "النصرة" الذريعة المناسبة لهما من أجل استخدام القوة المفرطة في السيطرة على حلب، وذلك من خلال ظهور حواجز لعناصرها بشكل مفاجئ في أحياء حلب الشرقية، وتسويق صور هذه الحواجز عبر وسائل الإعلام، علماً أنّ عناصر "النصرة" كانوا لا يشكّلون أكثر من خمسة في المائة من الفصائل الموجودة في المنطقة، الأمر الذي أعطى الذريعة للتدخل الروسي بحجة "محاربة القاعدة".

الآن يبدو أنّ السوريين في مناطق المعارضة بدأوا يتلمّسون أكثر من أي وقت مضى الدور المشبوه الذي قامت ولا تزال تقوم به "جبهة النصرة" في تخريب ثورتهم.

المساهمون