قمة هلسنكي بعيون روسية: كسر عزلة موسكو بلا صفقة

قمة هلسنكي بعيون روسية: كسر عزلة موسكو بلا صفقة

17 يوليو 2018
عقد ترامب وبوتين أول قمة متكاملة بينهما(كريس ماكغراث/Getty)
+ الخط -


هيمنت نتائج قمة الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترامب، في هلسنكي، على عناوين الصحافة الروسية، الصادرة اليوم الثلاثاء، وسط إبراز أغلبها أن اللقاء لم يسفر عن إبرام أي صفقة كبرى، بل أحرج ترامب داخلياً في الولايات المتحدة، ولكنه ساعد روسيا، في المقابل، في إعادة إحياء الاتصالات مع واشنطن التي تمّ تجميدها في عهد إدارة باراك أوباما.

وفي مقال بعنوان "أسوأ من كيم جونغ أون. لقاء بوتين لم يحقق نجاحاً لترامب"، اعتبر الخبير في العلاقات الدولية، فلاديمير فرولوف، أن بوتين "يمكنه أن يسعد لنتائج أول قمة متكاملة مع

دونالد ترامب"، نظراً لإحرازه هدف "إعادة إحياء العلاقات والاتصالات السياسية بلا تنازلات وتغييرات في السياسة الروسية". 

واعتبر كاتب المقال أن "أهم ما حصل عليه بوتين، هو الوقوف إلى جوار الرئيس الأميركي في مؤتمر صحافي، وجرد القضايا الدولية الكبرى التي سيتولى تسويتها من الآن فصاعداً مع دونالد ترامب دون النظر إلى الماضي ورأي القوى الأخرى"، محققاً بذلك "تكافؤاً جيوسياسياً بحث عنه طوال ولايته الرئاسية الأخيرة".

من جهة أخرى، وبحسب الصحافة الروسية، لم تتحقق التكهنات بشأن "الصفقة الكبرى" لإخراج إيران من سورية مقابل انسحاب القوات الأميركية والاعتراف بشرعية حليف روسيا، بشار الأسد، على رأس السلطة في دمشق. وفي هذا الإطار، أوضح فرولوف أن روسيا يتعذر عليها إبعاد القوات الإيرانية من سورية بشكل كامل، لأنها "تصبح جزءاً من النظام ومنظومة السلطة السورية، ولا يمكن الإبقاء على السيطرة على الأراضي المحررة من دونها"، على حدّ تعبيره.     

من جهتها، ذهبت صحيفة "فزغلياد" في مقال بعنوان "نتائج لقاء بوتين وترامب أثارت جنوناً حقيقياً في واشنطن"، إلى رصد ردود الفعل السلبية التي أثارها ترامب داخل الولايات المتحدة، لا سيما بسبب تحميله واشنطن جزءاً هاماً من المسؤولية عن تدهور العلاقات. 

ونقلت الصحيفة عن السفير الروسي الأسبق لدى الولايات المتحدة، فلاديمير لوكين، قوله إنه "إذا كان ترامب قال ذلك، فإنه يؤمن بذلك على الأرجح. في ما يتعلق بردود الفعل الأولى في الولايات المتحدة، فالقسم الأكبر من الإستبلشمنت الأميركي، بما فيه الجمهوري، يأخذ كلمات ترامب بحساسية كبيرة، لا سيما في ما يتعلق بتحميل الأميركيين جزءاً هاماً من المسؤولية".   

وأبرزت "فزغلياد" بعض ردود الفعل الأميركية على أداء ترامب خلال القمة، بما فيها وصف المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية، جون برينان، ما جرى في هلسنكي بأنه "خيانة"، وأن "ترامب في جيب بوتين".

أما صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا"، فرأت أن عقد القمة يدل على سعي الولايات المتحدة إلى كسب تأييد موسكو في مواجهتها مع بكين وطهران، في ضوء احتدام الحروب التجارية مع الصين وانسحاب واشنطن بشكل أحادي الجانب من الاتفاق النووي الإيراني.

وفي مقال بعنوان "الولايات المتحدة تقترح على روسيا توحيد الصفوف ضد إيران والصين"، ذكّر كاتبه بأن ترامب أدرج خلال كلمة الترحيب القضية الصينية و"الصديق المشترك"، الرئيس الصيني شي جين بينغ، على أجندة القمة التاريخية، ما فسره خبراء بأنه بحث عن شريك في الحروب التجارية وردع طموحات بكين.


وأعرب مدير مركز "كارنيغي" في موسكو، دميتري ترينين، للصحيفة عن اعتقاده أن "ترامب خرج، ومنذ فترة، بنتيجة مفادها أن الصين تشكل التحدي الأكبر للولايات المتحدة في المجالين التجاري والجيوسياسي. إذا نظرنا إلى الأمور بهذا الشكل، قد تبدو روسيا شريكاً هاماً محتملاً. لكنني لا أعتقد أنه (أي ترامب) سينجح في ذلك كثيراً".

وعقد بوتين وترامب، أمس الاثنين، أول قمة متكاملة بينهما، بعدما نُظم اللقاءان الأول والثاني على هامش فعاليات أخرى في العام الماضي، وسط تدهور العلاقات إلى أدنى مستوى منذ تفكك الاتحاد السوفييتي وانتهاء "الحرب الباردة".

 ​

دلالات

المساهمون